(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)سورة الزمر
قد علمت الآن أخي حقيقة الأفلام و الصور الإباحية , و أنها أفيون خطير لن يبارحك حتى يهوي بدينك و إيمانك إلى أسفل سافلين بعد أن يدمر دنياك و صحتك الجنسية و النفسية و الجسدية . فأولى لك أن تعلن توبتك و تستعين بالله على بليتك و ستجد ربا غفورا رحيما يعينك على الخروج مما أنت فيه : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
أعلن توبتك
قال تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم/ءاية 8)
ويقول تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صا لحًا ثم اهتدى) (سورة طه/ءاية 82.
وروى ابن ماجه رحمه الله أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له«.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع روعن ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنّ لابن ءادم واديًا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا الـــتـــراب، ويــتــوب الله على من تاب« رواه البخاري ومسلم.
وفي قصة المرأة من جهينة لما زنت وحملت ووضعت ثم شُدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرُجمت ثم صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال: «لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدْت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل« رواه مسلم رحمه الله.
شؤوط قبول التوبة :
الإقبال على الطاعات أحد علامات التوبة الصادقة
أما شروط التوبة فهي التي لا بد منها لقبول التوبة عند الله وهي:
1 ــ الإقلاع عن المعصية أي تركها فيجب على شارب الخمر أن يترك شرب الخمر لتُقبل توبته والزاني يجب عليه أن يترك الزنا، أما قول: أستغفر الله. وهو ما زال على شرب الخمر فليست بتوبة.
2ــ العزم على أن لا يعود لمثلها أي أن يعزم في قلبه على أن لا يعود لمثل المعصية التي يريد أن يتوب منها، فإن عزم على ذلك وتاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى نفس المعصية فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب عنها توبة صحيحة فلا تكتب عليه من جديد.
3 ــ والندم على ما صدر منه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الندم توبة« رواه الحاكم وابن ماجه.
4 ــ وإن كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم« رواه مسلم رحمه الله.
5 ــ ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة، والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر« رواه الترمذي وقال حديث حسن. ويشترط أن تكون قبل الاستئصال، فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرق مثل فرعون لعنه الله وكذلك يشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إن في المغـــرب بابًا خلقــه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه« رواه ابن حبان. وقال عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه« رواه مسلم.فمن أراد الله به خيرًا رزقه التوبة النصوح والكاملة والثبات عليها حتى الممات.
تذكر نعمة الله عليك و حلمه عنك
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
ألا تذكرك هذه الأبيات بشخص تعرفه ؟ ألا تذكر نفسك و أنت متلبس بالمعصية ؟ ألا تذكر حين أطفأت الأنوار و أغلقت الأبواب ثم شرعت في النظر إلى ما لا يحل ؟ نسيت أو تناسيت نظر الله إليك , و لم تذكر ما كتبه الملكان عن يمينك و شمالك .
لا بد أن تعلم أن الله تعالى كان مطلعا عليك و أنت تقترف المعصية , كان يراك و أنت تغلق الأبواب لكي لا يراك أحد ، و مع ذلك كله سترك و لم يفضحك و أمهلك و هو قادر على أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر ( و لقد حصل هذا مع غيرك ممن ماتوا على الفاحشة) .
حين تتذكر كل هذا تعلم أن الله أنعم عليك بنعمة عظيمة . فلاحظ هذه النعمة و الشكر الله عليها و اصدق الله في توبتك .
الخطوة الثالثة : تخلص من المواد التي بحوزتك و اقطع الوسائل المتاحة
على بركة الله
الآن و قد عرفت خطر ما أنت بصدده , و أن هذه الصور الإباحية في النت و غيره إنما تدمر حياتك و تسلبك سعادة الدنيا و نعيم الآخرة , و بعد أن قمت بالخطوة الثانية التي تتمثل في إعلان التوبة النصوح و التوكل على الله و إعلان الحرب على هذه الآفة التي تنخر في صحتك و تهدم إيمانك . حان الوقت لتسلك أول خطوة عملية تثبت بها من جهة صدق عزيمتك , و تقضي بها على أصل و مادة خطيئتك .
أولا: تدمير جميع المواد الإباحية التي بحوزتك
1 - قم بحرق جميع المجلات الإباحية التي بحوزتك و أتلف كل شريط فيديو أو قرص DVD فيه لقطات إباحية.
لا بد من التخلص من جميع المواد الإباحية التي بحوزتك
2 - تخلص من جميع الأفلام و الصور الخليعة المسجلة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك, و لا تدع منها شيئا.
3 - تخلص أيضا من كل الصور التي تعرض العري و أجساد النساء: و خاصة الفيديو كليب العربي و الأجنبي.
4 - لا تقتصر على الصور الإباحية فقط, بل دمر كل الصور التي تعرض نساء لا يلتزمن بالزى الشرعي.
ثانيا : التخلص من القنوات الهدامة على التلفاز
قم بمسح جميع القنوات الإباحية من شاشة تلفازك .
لا تنس قنوات العري و الفيديو كليب فهي أول الطريق إلى الفاحشة . .
والمرء ما دام ذا عين يُقلّبُها *** في أعينُ الغير موقوف الخطرِ
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضر
ثالثا : تحصين الإيميل الخاص بك
امسح كل الإيميلات الإباحية من بريدك الإلكتروني , و إياك أن تفتحها , بل امسحها على الفور .
إن كنت مسجلا في لوائح بريدية إباحية فامسح تسجيلك من تلك اللوائح (من دون ان تنظر إلى أية صورة ).
إن كان بريدك من نوع hotmail إليك كيف تمنع الإيميلات الإباحية من الوصول إليك .
ن كان لديك إيميل يستقبل الكثير من المواد الإباحية و علمت أنك لن تستطيع منعها كلها, فالأفضل لك أن تمحو هذا الإيميل و تسجل لنفسك إيميلا آخر .
ربما يكون تركك للإنترنت و لو لمدة هو العلاج لمشكلتك
رابعا التخلص من الإنترنت :
يقول المثل الشعبي : "الباب الي يجيك منو الريح , سدو و استريح " . فإن كنت تعلم أن أصل دائك هي هذه الشبكة العنكبوتية فلم لا تتخلص من التسجيل فيها ؟ أو على الأقل لا تجعلها في بيتك . فما دمت ترى الخيط ممتدا من حاسوبك إلى العالم الخارجي فأخاف عليك كل الخوف أن تضعف في لحظة من اللحظات, ثم تذرف بعدها دموع الحسرة و الندم . فخذ بنصيحتي و تخلص من هذا المارد إلى أن تشفى من مرضك هذا , فإن لم تستطع بحكم عملك أمام الحاسوب أو حاجتك الماسة الملحة إليه في أمر من أهم أمور دنياك أو دينك فقم على الأقل بالخطوة الخامسة .
خامسا : تحصين الحاسوب ببرنامج حماية :
إن كنت مضطرا للعمل على النت فأقل ما تعمله هو أن تحصن حاسوبك و تمنع عنه الدخول إلى المواقع الخبيثة : أوصيك إذن باستخدام برنامج weblocker الذي صمم خصيصا لمنع الأطفال من الدخول على المواقع الإباحية . و فكرته بسيطة : يدخل الأب أو الوالد كلمة سر و سؤالا سريا ثم يدع البرنامج يعمل .
المطلوب منك يا من تعاني هذه الآفة أن تكون الأب و الطفل في آن واحد فطالما أنت الذى سيضع كلمة السر هذه فربما راودك الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء الى إزالة البرنامج فى أى وقت ومعاودة المعصية مرة أخرى .
لذلك لا بد أن تضع كلمة سر بحيث تنساها أنت نفسك , وهذا بطريقة سهلة جدا : 1
.فتح ملف وورد أو أى برنامج كتابة 2
.أغمض عينيك وأضغط على لوحة المفاتيح عشوائيا لمدة دقيقة مثلا . سينتج عن ذلك سطر طويل من الحروف الإنجليزية العشوائية . 3
.أختر بالفأرة من وسط هذا السطر أى جزء عشاوئيا " تقريبا 15 حرف مثلا أو أقل أو أكثر قليلا"
4.قم بنسخ هذا الجزء , ثم هناك فى البرنامج فى الجزء المخصص لإدخال كلمة السر ( يطلب البرنامج إدخالها فى مكانين ) ألصق ما نسخته ( أنقر بالزر الأيمن للفأرة على المكان المخصص وأختر paste أو أضغط ctrl+insert) وفى مكان إدخال السؤال السرى أكتب اى شىء , وفى مكان إجابة السؤال السرى يمكن أن تنسخ وتلصق جزء آخر من السطر الذى كتبته .
5.أمسح السطر العشوائى الذى كتبته .
سادسا : اجعل عملك على الحاسوب في مكان عام
ضع الحاسوب في مكان يراه جميع من في البيت , نفس الشيء بالنسبة للمكان الذي تعمل به , و اجتنب أن تستعمل الإنترنت حين تكون وحدك , بل احرص أن يكون دائما معك شخص ما ,كذلك لا تذهب إلى مقهى الإنترنت لوحدك بل احرص على أن تصحب معك شخصا ما .
و بهذا تكون قد أقفلت على نفسك بابا من أعظم أبواب المعصية , و أثبتت لله حسن نيتك و صدق عزيمتك على التخلص من هذه البلية . و تستطيع الآن أن تكمل طريقك إلى الخلاص و الحياة الحرة العفيفة, متوكلا على ربك راجيا عفوه و رحمته .
الخطوة الرابعة : حارب خواطر السوء
الخواطر و ما أدراك ما الخواطر
اعلم أخي أنك لن تتخلص من بلية الأفلام الإباحية بمجرد أن تخرجها من بيتك, بل لا بد أن تخرجها من عقلك و فكرك . فلا يطمع من يشغل عقله في تذكر صورة عارية رآها أو لقطة خليعة يتخيلها أن يشفى من داءه و أن يتخلص من شر الصور الإباحية. يقول أحد الإخوة و هو يروي قصة توبته من مشاهدة المناظر الخبيثة "عزمت على ترك ما أنا فيه واستغفرت الله . لكني - والأمر بيد الله والحكم حكمه – لا أزال أعاني من توارد تلك المشاهد والصور ، على تفكيري تشغلني كثيراً في أغلب أوقاتي ، ومع كثرة هذه الأفكار التي ترد عليّ وإلحاحها على ذهني ، وقعت في الفخ مرة أخرى !!!