الشيخ محمد حسان
داووا مرضاكم بالصدقة
من أعجب ما أخبرني به أستاذ جامعي لنا في مدينة المنصورة ، أقسَمَ لي بالله أنه ابتُلي بمرض في قلبه ..
قال: وأصرت الأسرة أن أسافر الى لندن للعلاج ، وهنالك في لندن بعد الفحوصات الأولية ..
قرروا جراحة عاجلة لتوسيع شُريان من الشرايين الخطيرة ، وقالوا بأن الجراحة عاجلة وإلا فحياتُك معرّضة لخطر حقيقي .!
قال لي : فتفكّرت ! وماكنت أتصور أن الموضوع كبير الى هذا الحد ،
وقلت لهم هل من الممكن أن أعود الى بلدي مصر لمدة يومين أو ثلاثة لأنهي بعض أعمالي المهمة ، وأضعُ بعضَ الوصايا .؟!
قالوا لا بأس وأعطوه علاجاً ودواءً حتى يعود ...
قال لي: والله ياشيخ محمد قبل السفر بيوم أجلس مع صاحبٍ لي في مكتبهِ الخاص وأنا مهموم وفي غاية الحزن الالم ..
فنظرت في الناحية الأخري فرأيت (أُماً) كبيرة قد تجاوزت السبعين من عمرها تقف الى جوار جزّار .. إذا سقطت منه قطعة لحم أو قطعة دُهن أو قطعة جٍلد .. إلتقطتهاا ..!
قال: فخرجت من مكتب صاحبي وناديت عليها .. وقلت : تعالي ياأماه .! وقلت لها (بتعملي ايه ) ؟
قال: فبكت وقالت له (يابني انا عندي سبع يتامى) !
والله يبني ماذاقوا طعم اللحم من أكتر من ست شهور وأنا بجمع لهم أي شيء .!.
قال: فبكيت وقلت لها (إنتي عاوز لحمة أد إيه ياأمي) .؟
فقالت
نص كيلو بس يبني) .!
فقلت في نفسي نص كيلوا واحنا كل يوم بنرمي لحمة في الزبالة .!
قال: فقلت للجزار : اقطع لها اتنين كيلوا ..
وقلت له: الست دي هتجيلك كل أسبوع تعطيها اتنين كيلوا !
وقلت له كم حساب سنة ؟.
ودفعت له حساب سنة كاملة مقدماا ..
قال : فبركت الأم على رُكبتيها ورفعت رأسها الى السماء وظلّت تدعوا الله لي بدعوات ... خلعت قلبي !
قال: فعدت الى صاحبي وأنا أبكي لكن أشعر بفرح يملأ قلبي بعدما كنت أشعر بهمّ وحزن لايعلمه الا الله ..
قال: ولما عدت الى بيتي طرقت الباب وفتحت لي إبنتي الجامعية ونَظَرَت الى وجهي وقالت لي ماشاء الله .. أراكَ سعيداً ياأبي .. وأراك فرحاً مسروراً .. فما الذي حدث .؟.
قال: فذكرت لها ماحدث .. فبكت إبنتي هيَ الأخرى .!
ورفعت رأسها الى السماء وقالت ياااااااااارب ..
(اللهمّ أسعدنا بشفاء والدنا كما أسعد المرأة وبناتها) ..
قال والله ياشيخ محمد لو قالولي في نفس اليوم ، لو في بيت بيتهد وعايزني أهده ، ههده ..! وأنا مريض القلب أشعر بنشاط وسعادة ..
لكن الأسرة أصرّت أن أعود الى لندن لأجري الجراحة ..
قال: وهنالك في لندن بكيت وكأني لم أبكي في حياتي من قبل ..
قلت ماذا حدث
قال: نظرَ إليَ الطبيب نظرةً ثم تعجب !
فقال أُعيد الكشف ؟ .. فقلت نعيد الكشف .. تفضل !
فتعجب وازداد عجبه أكثر ..
فقال نُعيد الفحوصات .؟. قلت أعيدوا الفحوصات !
قال فأعادوا الفحوصات والآشعات ثم صرخ الطبيب في وجهي
وقال ماذا صنعت ؟؟.
قلـــت مـــــــــاذا ؟.
قال : الشريان الذي كان يحتاج الى توسعة .. (إتسّـــــــــع)!
ولا يحتاج الى جراحة ..... ماذا صنعت في هذه المــدة .؟
قال فبكيت وقلت: تاجـرت مــع الله جــلّ وعـلا ..
فأكرمني الله وشفــانـــي عــزوجـــــل