وكأن
"النحس" قد أصاب مصر خلال الـ72 ساعة الماضية، بعدما أشارت الإحصاءات –حتى
الآن- إلى مصرع 60 شخصًا وإصابة 157 مواطنًا، بينهم مجندون ونساء وأطفال
وشيوخ، في حوادث متفرقة، واختفلت أشكال "النحس" بين قطار مشئوم، وعقار
منهار، وتاكسي سائقه متهور، وتوك توك صاحبه "شقي".
بدأ "النحس" يحل على مصر بلون الدماء، منذ يوم الإثنين الماضي، عندما
نامت مصر على مشاهد مأساوية، بعدما فقدت نحو 19 شابًا في عمر الزهور، كانوا
يستقلون "قطار الموت"، بينما أصيب 107 آخرون، مازالوا يرقدون على "سرير
الشفاء".
في اليوم المشئوم ذاته، أصيب 10 سجناء، انقلبت بهم سيارة ترحيلات تابعة
لمديرية أمن بنى سويف أمام مزلقان مدينة أهناسيا غرب محافظة بنى سويف، كانت
قادمة من سجن الفيوم في طريقها إلى قسم شرطة بني سويف.
أما "النحس" فقد حل على مصر مبكرًا أمس الثلاثاء، عندما لقيت سيدتان
مصرعهما، وأصيب شخصان آخران، في الصباح الباكر، إثر وقوع تصادم بين سيارة
نقل وأخرى ملاكي، على طريق دمنهور-شبراخيت، بسبب السرعة الزائدة.
في أمس الثلاثاء ذاته، لقى 5 أشخاص مصرعهم من بينهم العميد طارق سلطان،
قائد شرطة مرافق بورسعيد صباح اليوم الثلاثاء، إثر إطاحة سيارة نقل بهم
بالكيلو 19 على طريق بورسعيد-الإسماعيلية السريع، بينما أصيب 6 أشخاص بكسور
وجروح متعددة إثر تصادم سيارتي ميكروباص، بطريق "طنطا - بسيون" بالغربية
نتيجة اختلال عجلة القيادة في يد أحدهما.
كما لقي شخص مصرعه وأصيب 4 آخرون أمس الثلاثاء، فى حادث تصادم سيارة نقل
بـ"توك توك" بالطريق الزراعى "القاهرة-أسيوط" عند مركز ناصر شمال بنى سويف
بنى سويف، فيما لقى 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 7 آخرون فى حادثى طرق منفصلين
بشمال سيناء.
وبينما نامت مصر يوم الإثنين على مشاهد الدماء في قطار الموت، استيقظت
اليوم الأربعاء على مشاهد دماء جديدة لكن في عمارة أشباح، عندما انهار عقار
بمحافظة الإسكندرية، راح ضحيته نحو 25 شخصًا وأصيب 11 آخرون.
استمر "النحس" لليوم الثالث، ولقى شرطي مصرعه وأصيب اثنان آخران، في
حادث انقلاب سيارة شرطة بمطروح، كما لقيت ربة منزل مصرعها، وأصيب 10 أشخاص
آخرين في حادث انقلاب سيارة أجرة بالطريق الصحراوي الغربي أسيوط - القاهرة
لدى مركز ديروط.
وكأن "النحس" رفض أن يترك مصر تنام يومها الثالث دون أن يكون لها "بصمة
دماء"، فأطاح قطار المنيا بسيارة تاكسي، عند مزلقان أرض اللواء بمحافظة
الجيزة، لينهي حياة 4 أشخاص بينهم طفلة بريئة، شاء القدر أن تموت وأسرتها
تحت عجلات القطار.. مثلها مثل أخواتها من شباب التجنيد الذين ارتفعت
أرواحهم إلى السماء.. في البدرشين.