صلت «المصرى اليوم» على تفاصيل التقرير
الهندسى، الذى أوصى بهدم المبنى الجنوبى من معهد الأورام، وهو أول مبنى
للمعهد الذى قامت بإنشائه «الشركة العربية لأعمال الأسمنت المسلح» منذ ٢٠
عاماً.يذكر أن المعهد يستقبل أكثر من ١٠٠ ألف مريض سنوياً، إلا أنه
لم يجد الدعم الذى وجده مستشفى سرطان الأطفال، حتى أن الرئيس حسنى مبارك
تبرع بـ١٠٠ ألف دولار، القيمة المالية لجائزة «جواهر لال نهرو للتفاهم
الدولى» التى حصل عليها من الهند العام قبل الماضى، لصالح المعهد تشجيعاً
منه للمواطنين ورجال الأعمال للقيام بخطوات مماثلة. وأوصت اللجنة الهندسية فى التقرير، بضرورة إخلاء المبنى بالكامل نظراً لحاجته إلى الإصلاح الشامل، وعدم جدية الإصلاحات الجزئية.وكشف
التقرير- الذى عرضته اللجنة على إدارة جامعة القاهرة- عن وجود ارتفاع فى
نسبة الكلوريدات لدرجة غير مسموح بها فى الأعمدة الخرسانية، وسقوط القشرة
الخارجية للمبنى، ووجود أخطاء فنية فى التسليح مما يسبب الصدأ بالحديد،
وهو ما يؤدى إلى انخفاض الكفاءة الإنشائية للمبنى، و«بالتالى لابد من
التدخل الكامل نظراً لوصوله إلى حالة غير مطمئنة».ووضع التقرير خطة
فنية متكاملة لإعادة الإصلاح الكامل للمبنى، أوصى بتطبيقها عقب إخلاء
المبنى من المرضى والمعدات والأجهزة مباشرة، مشيرا إلى أن عمليات الإصلاح
ستستغرق مدة ما بين عام ونصف العام إلى عامين، وبتكلفة مبدئية ٣٠ مليون
جنيه قابلة للزيادة والانخفاض وفقاً للاحتياجات الترميمية للمبنى.وأكد
التقرير ضرورة أن يكون هناك بديل آخر للمعهد بالكامل، بسبب استقباله مرضى
من جميع أنحاء مصر، وأنه «لابد من تخصيص قطعة أرض جديدة لبناء معهد آخر
بأساليب تكنولوجية حديثة وفقاً لاحتياجات المجتمع».وقال الدكتور
هانى الهاشمى، مستشار جامعة القاهرة للشؤون الهندسية، رئيس اللجنة
الهندسية التى أعدت التقرير، إن اللجنة الهندسية بدأت عملها فى المعهد منذ
فترة بسبب العيوب التى ظهرت بالمبنى، وقامت بالعديد من عمليات الترميم فى
أكثر من مكان ظهرت به عيوب، ولكن الترميم لم يجد شيئا.وأضاف
الهاشمى لـ«المصرى اليوم»، إن اللجنة الهندسية بعد ظهور العديد من هذه
العيوب أجرت العديد من الدراسات والتحاليل لمواد البناء المستخدمة فى
المبنى، وبناء عليها أصدرت تقريرها الهندسى لإدارة الجامعة.من
جانبه، قال الدكتور حسين خالد، نائب رئيس جامعة القاهرة، إن الحكومة وفرت
جميع المبالغ اللازمة لعمليات الترميم، مشيراً إلى أن رئيس مجلس الوزراء
أصدر قراراً بالسماح لجامعة القاهرة بتكليف الشركة المنفذة لأعمال الترميم
بالأمر المباشر من أجل الإسراع فى التنفيذ.وأضاف أن الجامعة مستمرة
فى استقبال المرضى بالعيادات الخارجية بالمعهد، بالإضافة إلى تخصيص ٧٠
سريراً وغرفتى عمليات فى مستشفى الطلبة، لحين الانتهاء من إعداد غرف
العمليات فى مبنى مستشفى بالتجمع الأول كانت قد خصصته لقسم الجراحة
بالمعهد.وأشار إلى أنه سيستمر علاج الأطفال والعلاج الكيماوى
وإجراء جزء من عمليات المرضى فى المبنى الشمالى للمعهد بعد تجهيزه خلال ٦٠
يوماً، موضحاً أنه بالنسبة لعمليات زراعة النخاع فستتم فى معهد مستشفى
ناصر، ومستشفى الشيخ زايد التخصصى.وقال إنه تمت موافقة وزير
الإسكان على تخصيص مستشفى جديد فى التجمع الأول على مساحة ٦ أفدنة بطاقة
مائة سرير، مزود بغرف عمليات للمعهد القومى، وتعمل خلال ٦٠ يوماً، مشيراً
إلى أن المعهد سيتولى تدبير جميع وسائل نقل المرضى من المعهد للمستشفى
الجديد، من خلال فرق عمل تستقبلهم وتوجههم.