يوميات البستانى) :
رأيتني أمشي في بستان فسيح، الماء والجمال والأشجار والطعام في كل
جانب، مشيت حتى مللت المشي ومللت المكان، توقفت، نظرت حولي، شدني منظر
"كهف" رأيته مهجورا في جبل، وزاد فضولي. تركت "البستان" ودخلت "الكهف".
وفجأه زلت قدماي فسقطت في حفرة سحيقه، مظلمه. تألمت كثيرا وصرخت بأعلى
الصوت، ولكن لا احد يجيب. مكثت كثيرا بلا جدوى وسط الظلام الدامس، وبدأ
الجوع. افتدقت "البستان"، ولكني يجب ان اتعايش الآن في "الكهف". وبدأت أمشي
في حفرة "الكهف" مسافه طويله وطال الوقت، ولا احد يشعر بمعاناتي، لا احد
يدري كم اتعذب هنا وحدي. وجدت قليلا من ماء، يمكنني ان ابقى على قيد
الحياه، افتقدت "البستان". ولكني الآن في "الكهف" وعلي ان اتعايش، مللت
الظلام، مللت الوحده، مللت الماء القليل، مللت الحياة على الهامش. ووسط
الظلام الحالك، وبعد ان بدأ اليأس يدب في اطرافي، سمعت صوتا جميلا خافتا،
هرولت مسرعا في اتجاه الصوت الذي بدأ يتضح، الله اكبر الله اكبر، اشهد ان
لا اله الا الله، انه الأذان، بدأت اركض بسرعه في اتجاه الصوت الذي بدأ
يقوى، اشهد ان محمدا رسول الله، ولاح لي "بصيص من نور"، أخيرا سأخرج، يجب
ان أخرج، تعذبت بما فيه الكفايه. ما احلى البستان بعد غيبه...
(