لشباب الإخوان الذي قد يكون مازال فيهم الأمل.
-------------------------------------
أنا بكتب الكلام ده لسبب واحد، لإن ضميري يؤلمني فأحب أن أقول هذه الرسالة لأكون مرتاح الضمير.
بصراحة أكثر ما يشغل بالي منذ "موقعة الإتحادية" هو التبرير الذاتي الذي
فعله كل منكم وهو يقف ويرمي الطوب على مصري مثله أو "يضرب النار"، ومن
المؤكد أن من ضرب المؤيدين بالنار ليسوا أشباح، فحتى إن كان قارئ هذه
الرسالة لم يضرب النار، كان على جانبه من فعل.
هذا الفعل المشين "من الجانبين" لا أستطيع أن أفهمه منكم وأنتم عرضتم عليه وقت كل الأحداث المشابهة من قبل لسبب "حقن الدماء".
من المؤكد لأي شخص ملاحظ للأحداث أن شيطنة الطرف المعارض كانت تفوق
بالنسبة لكم شيطنة العساكر المنظمين للشرطة أو الجيش الذي رأينا مذابحهم
كثيراً أمام أعيننا ورأيتوا أنتم مذابحهم أكثر من أي طرف آخر.
لا
يخفى على أحد أن خطاب الإخوان الداخلي قام بأكبر عمليه شيطنة للمعارضين،
وسرد لكم تفاصيل الخطة الجهنمية الإنقلابية التي قد تطيح بالشورى
والتأسيسية وحتى مرسي.
فلدعنا نبدأ الكلام بتسليم أن هذه الخطة
-التي أظنها هولت لكم- حقيقية، وأنتم تعتقدون أن الجيش والشرطة حتى
متواطئين فيها ولا يدافعون عن الشرعية لكرههم لرئيسكم ولكم جميعا.
هناك خطة جهنمية إذا من الجميع للإنقلاب على الشرعية الشعبية، للإطاحة
بمرسي ولوضعكم جميعا في السجون مرة أخرى، فلنفترض ذلك مع إني لست مصدق معظم
هذه المؤامرة ومتأكد بمصادري الشخصية أن سببها بعض الوشوشة والإشاعات التي
وصلت للرئيس وصدقها، قد يكون جزء بسيط جدا منها حقيقي لكن غالبيتها فعلا
وأقسم لكم "قيل وقال".
فقام مكتب الإرشاد وقياداته في هذه الحركة
الإستباقية بأمركم للإنقضاض على المعارضين لمنعهم من دخول القصر الجمهوري
وإعلانهم للدولة العلمانية التي سترجع بكل الإخوان للسجون مرة أخرى، أو حتى
للتظاهر أمامهم وهو يعمل علم اليقين أن قد يحدث إشتباكات مع أول شرارة
ستحدث وقتها.
لكن هناك عدة ملاحظات بسيطة أتمنى أن تفكروا فيها.
مكتب الإرشاد زج بكم في هذه المعركة في وجود هذا العدد البسيط من الخيم،
ليس وسط وجود الآلاف أمام القصر الذين إذا كانوا أرادوا أن يقتحموه
لأقتحموه حتى وإن سقط بعض القتلى.
مكتب الإرشاد لا يدخل القلوب
المعارضين للكشف عنها، لا يعلم إن كان كل المعتصمين أو المعارضين فعلا
نيتهم سيئة أم لا، فمن المعتصمين من كان يعارض الإعلان الدستوري بنية خالصة
لخوفه من ديكتاتورية قد تأتي، وهو رأيي أنا شخصيا وأنا نزلت الإتحادية،
ومنهم من إنتخب مرسي وظل يدافع عنه ويروج له أيام الإنتخابات.
من المعتصمين الذي إعتصم لرفضه موت جيكا مثلاً أو لإن القصاص لم يتم كما وعد الرئيس، أو لإنه يكره الرئيس حتى لله في لله.
هل نتفق أن كلها آراء سياسية لا تستحق القتل أو السحل أو العنف أو حتى إزالة خيمته؟
مكتب الإرشاد عندما رآى الإقتتال ترككم لساعات تَقتلون وتٌقتلون، كانت
تأتي له التليفونات أن القتلى والجرحى يتساقطون ولكنه صمم أن تستمر المعركة
حتى يغادر المعارضين أو يظهر أن لا أمل من إبعادهم.
رأيتم أن
هناك "فلول" وقد كان هناك فعلا "فلول" أو من كان يعارض الثورة برأيه ولم
يشارك في الحزب الوطني أو حتى يا سيدي شارك فيه، رأيتم أن هناك "نصارى"
وكان هناك فعلاً "مسيحيون" يخافون من إضطهاد مستقبلي قد يمارس عليهم،
ورأيتم هناك أيضا ثوار وقفوا معكم يوما ليحمون الميدان لكنهم يعدها عارضوا
الإخوان وحتى سبوهم وإفتروا عليهم.
لضميرك الإنساني قبل الديني،
حتى لو كانوا كل هؤلاء، هل يستحقون العنف، هل يستحقون التعذيب، هل يستحقون
أن يتحولون لعدو مباح فيه أي شيء؟
ماذا سيحدث لو "بنو علمان"
رفضوا حصار التأسيسية وذهبوا بأعداد ليتقاتلوا أو يؤيدوا التأسيسية وسقط
قتلى؟ من سنلوم؟ أليس من بدأ بالذهاب والإشتباك معهم هناك؟
حتى لو كان هناك ألف ميدان، أليس من حق كل فرد أن يعتصم مكان ما يشاء وأن لا يعتدي عليه أي أحد حتى لو كان الدولة نفسها؟
القاعدة تقول أن الجالس آمن وأن القادم عليه إن إعتدى فالجالس إن رد الإعتداء يدافع عن نفسه.
أتعلمون شيء ما؟ أكثر ما ألمني أنني حزنت على موتاكم وبكيت عليهم ولم
أعتبرهم كمحمود غزلان -عضو مكتب الإرشاد- مكسب للإخوان، بل إعتبرتهم خسارة
لنا جميعا، ومازلتم أنتم تقدسون مكتب الإرشاد الذي يعتبر موتاكم مكاسب تحت
أي سبب، قد يكون محمود غزلان أو غيره أصحاب أفضل نوايا في الكون، لكن في
هذا الموقف، كان يحركهم خوف من خسارة سياسية أو تمني لمكسب سياسي فقط، لم
يدخل في إتخاذ القرار أي عامل إنساني أو ديني به خوف من الله أن تراك
دمائكم ودماء المصريين الآخرين.
أنا شخصيا أرفض أن تم إقتتال من
الطرفين، حتى الطرف الآخر إن كان إستحل دم المصري فعار عليه، لكن الخطأ له
درجات والبادىء بالطبع أظلم ولن نساويه بمن كان يدافع عن نفسه.
أقدر خوفكم على رئيسكم، خوفكم على سقوط الشرعية، أو حتى خوفكم من العودة
للسجون، لكن العنف المدفوع بخوف غير مبرر وعندما تذهب لتقف بين يديك ربك
العدل، لا أظن أنه سيسامحك على كل نقطة دم سالت بسبب هذا الخوف السياسي
الضيق المبني أصلاً على باطل.
لا يوجد سبب واحد كفيل لإقناع من قلبه به ذرة إنسانية أن هناك أي سبب للعنف الذي حدث.
وأكتب كلامي هذا لأناشد كل من كان منكم مازال عنده ذرة إنسانية لينظر لما
حدث بعين أخرى، ربما لو راجعنا أنفسنا نصلح شيء ما قبل فوات الأوان.
وأكلم رئيس مازال لقبه الرسمي كذلك، الذي ترك المصريين يتقاتلون تحت بيته
ولم يحرك ساكننا لمدة يومان، أنت السبب، أنت المسؤول، وسيختصمك كل شهيد يوم
لا ينفع فيه الندم.
-----------
أحملك أمانة أن تصل هذه الرسالة لكل إخواني مازال عنده قلب وضمير.
من صفحة عمرو سلامه عالفيس بوك