الأم التى فقدت 3 من أبنائها : خفت أن يأخذ الثأر أحدهم فأخذهم القطار.. ياريتنى مت قبلهم
أسيوط – أسامة صديق :
عاشت
محافظة أسيوط يوما غلب اللون الأسود المختلط بدماء الأطفال بعد أن دهسهم
قطار الموت ، وتحولت الفري المنكوبة إلى مجموعة من السرادقات .
حيث
خيم الحزن والأسى على قرية الحواتكة التى فقدت 36 طفلا فى ريعان شبابهم
واثنين مفقودين حتى الأن لم يعلم أهاليهم هل هم ام لا من الجثث المشوهة
والغير معلومة الملامح . "الأهرام"داخل
منزل احد ضحايا الحادث المروع ترصد جرعات الألم والمرارة التي تتجرعها أم
فقدت ثلاثة أولاد من أبنائها ولم يتبقى لها سوى بنتين .
تحكى
الأم أبنائي احمد ومحمد وهاشم أكبرهم محمد في الصف الأول الأعدادى واكبر
أبنائي كان حافظا للقرآن ويحثنى على الصلاة وكل يوم يصلى بى الفجر حاضرا
وهو إماما لى ولإخوته الصغار وكان محبوبا من الجميع ومتفوقا في الدراسة فهو
الأول كل عام فى دراسته ومع إخوته كان عطوفا وحليما يفضل إخوته على نفسه
فى كل شئ ومدرسيه يشهدون بأخلاقه وصوته العذب في قراءة القرآن والأناشيد
الدينية .
خاف
زوجي علي أن يأخذ احدهم الثأر فاخذ القطار الثلاثة "تصرخ الام أخذهم الله
وهو احن عليهم منى "ولكن فراقهم صعب ليتنى مت قبلهم "لا استطيع ان انظر على
سريرهم وهم يرتبونه كل يوم ويساعدوني فى المطبخ . وهاشم
كان فى الصف السادس ومتفوقا لا أدرى كيف أعيش بدونهم واحمد بالصف الثاني
الابتدائي ولم تتمالك الام أعصابها وانهارت قائلة "مش مصدقة مش مصدقة
الثلاثة مش هشوفهم تانى " ويحكى
والدهم اشرف هاشم على يعمل في نقطة شرطة نجع سبع عن استقباله الحادث كان
فى عمله واتصلت زوجته تقول له بيقولوا الأتوبيس عمل حادثة فرد قائلا لها
"حد يقول كدة على الصبح. حوادث تلاقيها أشاعه وبعد أن تحدثت معه اتصل
بالنجدة وسألهم فى حادثة فردوا قائلين أيوة فسأل الأب "فى حد اتعور"فرد
عليه رجل النجدة "قول فى حد عايش " فلم
يصدق من الذهول وتوجه إلى المكان بسرعة رهيبة وهو يصرخ يبحث عن أبنائه وسط
الاشلاء والجثث والاعضاء المتناثرة ويصرخ كالمجنون " عيالى ،عيالى " فاتجه
إلى المشرحة ووجدهم أمواتا فسقط بجوارهم لم يتماسك أعصابه والناس تواسيه . وقال
أبنائى حفظة للقرآن ومتفوقين ولكني راضى ومسلم لأمر الله فهو قضاء الله
وقدره ومهما كنت ربيتهم وعلمتهم لم أكن لاوصلهم لتلك المنزلة العظيمة التي
اختارها الله لهم ، ابنى الكبير محمد كان صوته جميل جداً فى قراءة القرآن
الكريم وكان مثله الأعلى الشيخ حامد الذي يخطب خطبة الجمعة بالمسجد بقرية
بنى عدى والدكتور محمد عبد النبي أستاذ جامعي وازهرى بالسعودية حاليا وكان أمله أن يحفظ القرآن كاملا ثم يسجله بصوته على الانترنت ويسمعه الجميع ثم انهار من البكاء ولم يكمل الحديث .
حسبى الله ونعم الوكيل
انت عليك العوض يارب
اللهم ما انتقم فيما كان السبب
ولكن نؤمن بقضاء الله