هاجم الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية فى السويس، الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، بسبب سيطرتهم على المناصب القيادية والتنفيذية فى الدولة على الرغم من عدم صلاحيتهم لها على حد وصفه، وأكد مشاركته فى الثورة الثانية التى يتوقع أن تنطلق من محافظة السويس لتصحيح مسار الأولى، وانتقد «سلامة» فى حواره لـ«الوطن» استمرار حملات التأييد للرئيس من قبل شباب جماعته، ووصف الجمعية التأسيسية للدستور بـ«الأونطة»، مشيراً إلى أن تطبيق الشريعة أمر حتمى لا يقبل النقاش.
* بداية، ما الإنجازات التى حققتها ثورة 25 يناير خلال الفترة السابقة؟
- ثورة 25 يناير «ماتت»، والأهداف التى راح ضحيتها مئات الشباب «اللى زى الورد» لم يتحقق منها شىء، وهذا الأمر لا ينطبق على محافظة السويس فقط، ولكن فى جميع أنحاء الجمهورية، لأن المواطن لا يشعر بأى تغير، بل على العكس من ذلك هناك أمور كثيرة ساءت عن قبل الثورة، والدليل على ذلك أن رغيف الخبز الذى يعتبر الحد الأدنى لآدمية المواطن المصرى لم يتوفر له حتى الآن، وانتشرت ظاهرة الاتجار بالدقيق المدعم بين الأهالى وأصحاب الأفران بعلم لجان التموين، بالإضافة إلى فشل النظام الحاكم فى توفير الخدمات الضرورية.
* ولماذا ترى أن الأوضاع الآن ساءت عما قبل الثورة؟
- الرئيس مرسى تعمد تولية المناصب القيادية لمن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ومن سبق أن قدموا له يد العون فى حملته الانتخابية، وكأنه يرد لهم الجميل، دون النظر إلى كفاءتهم، ما ترتب عليه وقوع العديد من المناصب تحت سطوة من ليسوا أهلا لها، الأمر الذى انعكس سريعاً على تردى الخدمات فى الشارع، وكأننا نعود لزمن حكم الحزب الوطنى مرة أخرى.
* كيف تصف المشهد السياسى فى مصر حالياً؟
- طالما استمرت عبارة «بالروح بالدم» تأكد تماما أن الوضع السياسى سيزداد سوءا، مثل باقى الأوضاع، وهذا يتجلى بوضوح فى حملات التأييد الكثيرة التى يقوم بها شباب جماعة الإخوان المسلمين للرئيس مرسى، مع أنه فشل فى تحقيق الوعود الخمسة، التى أطلق عليها خطة الـ100 يوم، الأمر الذى سيجعله يتهاون فى القضاء على باقى الأزمات التى نعيشها.
* إذن هل تتوقع حدوث ثورة ثانية؟
- بالتأكيد.. هناك احتمالية كبيرة جدا لثورة أخرى يقودها الشعب ضد الرئيس وجماعته، وسوف أكون أول المشاركين بها، إذا استمرت المعاناة التى يعيشها المواطن المصرى دون إحداث طفرة نوعية تشعره بحدوث الثورة، خاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التى نعيشها الآن.
* وما الحل السريع للخروج من تلك الأزمة؟
- الدولة لم تفكر حتى الآن فى استرداد الأموال المهربة للخارج، ولجأت للاستدانة، والتسول من دول كانت أفقر منا خلال العقود الماضية، مما أساء إلى الاقتصاد المصرى، الأمر الذى دفع بجميع قطاعات الدولة للخروج فى مظاهرات تندد بحالتهم المعيشية الرديئة، بعد لجوء أجهزة الدولة لتعويض خسائرها بزيادة الأسعار، وغيرها من الأمور التى أضرت بالمواطن.
* لماذا كثرت الاعتصامات والإضرابات بمحافظة السويس خلال الأيام الماضية؟
- الإضرابات والاعتصامات فى السويس مثل باقى المحافظات، والسبب الرئيسى فى ذلك عدم إعطاء أى شهيد سواء داخل السويس أو خارجها حقه حتى الآن، واكتفى المسئولون بتقديم بعض المنح المالية لأسرهم، ونسوا أن دماء هؤلاء لا تقدر بمال، وإنما بسرعة تنفيذ الوعود الكثيرة التى قطعها الرئيس مرسى على نفسه خلال حملته الانتخابية، لأن هؤلاء الشهداء ليسوا بحاجة إلى معاش شهرى أو شقة من المحافظة، وإنما ضحوا بحياتهم من أجل أن يعيش غيرهم بكرامة، وهذا لم يتحقق حتى الآن.
* ألا ترى أن الانتهاء من وضع الدستور سيكون له تأثيره فى تحديد الاختصاصات وبدء العمل؟
- الجمعية التأسيسية للدستور «أونطة»، وكل ما يقال أو يصدر عنها غير منطقى، وكان الأجدر بهم الرجوع للدستور الذى أعده الدكتور «صوفى أبوطالب» بمعاونة العديد من خبراء القانون والعلماء والمثقفين، لأنه يضم العديد من القوانين التى تتناسب مع الشريعة الإسلامية.
* ما رأيك فى انتشار دعوات تطبيق الشريعة على الرغم من عدم انتهاء الجمعية التأسيسية للدستور من وضع المادة الخاصة بها؟
- لا مفر من تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل بها، حتى لو تطلب ذلك تقديم أرواحنا فداء لذلك، لأننا نعيش فى دولة إسلامية، وعلى الجميع أن يدرك ذلك، لأن التلاعب بالمادة الثانية يعنى حدوث حرب -وليس ثورة- وبدأنا بالفعل فى تنظيم العديد من المسيرات، والحملات، شارك فيها الملايين من الشعب المصرى، وسوف نستكمل مشوارنا حتى يتم إقرارها، مهما تطلب ذلك.
* فى رأيك، من الشخص الذى يستطيع إحداث النهضة السريعة التى تتحدث عنها؟
- جميع مرشحى الرئاسة لم يكن من بينهم من يصلح لقيادة الدولة بمفرده، لأن الحمل ثقيل، ويحتاج إلى تضافر جهود جميع القوى السياسية، خاصة فى ظل استمرار وجود الفلول، الذين يتربصون بالدولة لإحداث حالة من الفوضى بها.