mido messi ناظر محطة الفرفشة
الجنس : عدد المساهمات : 6134 نقاط : 8769 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 الموقع : القاهرة
| موضوع: سلم نفسك لله.. الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 1:55 am | |
|
عندما تجتاح الهموم حياتك... فماذا ستصنع؟! عندما تتجمع الهموم والمآسي عليك... فماذا ستفعل؟! عندما تعجز عن الحياة... فلمن ستلجأ؟! تذكر حديث البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال علمني رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ــ إذا أخذت مضجعي عند النوم أن أقول اللهم أسلمت نفسي إليك, وفوضت أمري إليك, وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك, لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك, آمنت بكتابك الذي أنزلت, ونبيك الذي أرسلت. حياتنا ممتلئة بمشاهد الأسي والسخط والتذمر والأحداث المتباينة. كما أنها مليئة بصور القلق والخوف والرعب من المستقبل, والهم الشديد, والارتباك تجاه ما تخبئه الأيام.
مشاعرنا مقسومة بين الحزن والقلق, تدل العلوم الحديثة والإحصاءات العالمية علي أننا لسنا أسياد مصائرنا, وأن الفرد محكوم بقدر الله في الكون, وأن مساحة الاختيار التي منحها الله للإنسان والتي سوف يحاسبه عليها ضئيلة جدا بالقياس علي الأمور التي لا طاقة له بها, انظروا إلي أجسامكم وأجهزتها الداخلية وأعضائها وخلاياها, وهي تحت جلودكم هناك,60 تريليون خلية حية في أجسامكم هل ترون كيف تعمل؟ كيف تتغذي؟ كيف تتنفس؟ من يتحكم فيها؟ لماذا لا تشعرون بالقلق تجاه هذه التريليونان من الخلايا وقد تركتموها بدون اهتمام, إن اضطرابا في خلية واحدة فيها قد يودي بحياتنا, فلماذا لا نشعر بالقلق؟ لأنكم تدركون أنكم لا تستطيعون السيطرة عليها ولا تملكون ضرا ولا نفعا.
قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما. إنكم تشعرون بالطمأنينة إلي ربكم اللطيف الذي يلطف بكم, فلماذا لا نشعر باللطف في كل أمور حياتنا, في أولادنا وأموالنا ووظائفنا... وفي مستقبلنا؟. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير مسمار حقير تافه في طريق لا تدري من ألقاه؟ ولا متي؟ قد ينهي حياة إنسان, أو يحوله من إنسان صحيح ذي منصب إلي رجل معاق فقير حزين. ثوان معدودة في تسونامي كيف حولت قارة بكاملها إلي قارة للحزن والألم. أيام معدودة بعد الأزمة المالية العالمية فقد معها الملايين أموالهم لم يكن لهم في أسبابها قليل أو كثير.
يقول قائل: فلماذا نحاسب يوم القيامة؟ والجواب: إن الله يحاسبنا علي قدر اختياراتنا الحرة, وليس علي قدر نتائجها, فالله تعالي لم يعاتب الصحابة في موقعة أحد لأنهم هزموا أو استشهد أصحابهم, بل عاتبهم لأنهم خالفوا أمر الرسول صلي الله عليه وسلم باختيارهم, فالهزيمة ليست هي سبب العتاب. فأنت تحاسب علي خياراتك التي اخترتها بمحض إرادتك. فعندما قال يعقوب: وأخاف أن يأكله الذئب... فقد ابنه يوسف... وفقد بصره, وحين قال: وأفوض أمري إلي الله... عاد يوسف.. وأخوه.. وعاد بصره. تسليم الأمر لله يعني تفويض الأمر والحكم لله والرضا التام بحكم الله دون نقاش. أتدرون ما هو الإسلام؟
إنه الاستسلام في الأمر والنهي, وبدون تسليم واستسلام لله في حكمه, فلا إسلام قال تعالي فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما إنه من الخطأ الفادح أن يوضع الشرع في مقابل العقل أو يعرض دين الله علي العقل ليقبله أو يرفضه وإنه من الجهل بدين الله أن يظن إنسان أن هناك تعارضا بين الشرع والعلم, فمنتهي الإيمان التسليم. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. فشرع الله محكم لا يأتيه الباطل ولا يعتريه الخطأ, فعقل الإنسان مهما بلغ من العلم مقصور ومحدود عندما يقارن بعلم الله وحكمته جل شأنه وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. وهناك مدرسة من الناس ممن يسمون أنفسهم بالعقلانيين, يعرضون ما وافق كلام الله ورسوله صلي الله عليه وسلم علي عقولهم فيطبقون ما وافق ويرفضون الآخر, وهذا مناف لقوله تعالي: ويسلموا تسليما.
وختاما أحب أن أذكر الجميع بالآتي: ــ أن الإسلام يشمل كل جوانب الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.. عقيدة راسخة ثابتة لا تقبل المساومة ولا تحتمل الأخذ أو الرد قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. ــ أن الإنسان مطالب بتسليم وتفويض أمره لله في كل شئونه, فكلما زاد إيمان العبد زاد تعلقه بالله وتسليم أمره إليه, وكلما نقص إيمان العبد ابتعد عن الله وتعلق بالمخلوقين. ــ أن شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان وليس كما يدعي البعض أنها أنزلت علي مجتمع مختلف تماما عن المجتمع الذي نعيش فيه وأنه من الردة الفكرية أن نطالب بتحكيم شرع الله ونسوا قول النبي صلي الله عليه وسلم عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا, فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل, وأحلت لي الغنائم, ولم تحل لأحد من قبلي, وأعطيت الشفاعة, وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة, وبعثت إلي الناس كافة. وأخيرا شرع الله كله رحمة وعدل وسعة رزق ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون. أخيرا هل عرفت الآن إلي من تسلم نفسك؟ -------------------------------------------------------------------------------- | |
|
LOLO& من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2452 نقاط : 3795 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 29
| |
mido messi ناظر محطة الفرفشة
الجنس : عدد المساهمات : 6134 نقاط : 8769 تاريخ التسجيل : 29/03/2011 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: سلم نفسك لله.. الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 2:39 am | |
| | |
|