سياسة العين المكسورة
يبدوا اننا بالفعل مقبلون على أيام لن تختلف كثيرا عن ايام مبارك
...
ففي الوقت الذي تعتصر فيه قلوب المسلمين غيظا وألما من تطاول اقباط المهجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاجئ بالمستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية يستقبل وفدا من الحركات القبطية المتطرفة ليسألهم عن مطالبهم التي لم تكن اقل من اغلاق الفضائيات الاسلامية وتحديدا قناة الناس وقناة الرحمة ..ثم القبض على عدد من الشخصيات الاسلامية التي تزعج الكنيسة ؟!!
سبحان الله من يسترضي من ..ومن يطلب من من ؟
و قبلها بايام حين كانت لجنة الدستور تناقش دور اجهزة الدولة الرقابية وقررت مراقبة اموال الكنيسة اسوة بالمساجد وكافة المؤسسات العامة ثارت الكنيسة وهاجت وماجت حتى خرج الوزير محمد محسوب واعلن تراجع الدولة عن مراقبة اموال الكنيسة !!
يذكرني هذا الموقف بسياسة العين المكسورة التي كان نظام مبارك يتعامل بها مع الكنيسة
فحين افتضح امر القمص الورع برسوم المحرقي الذي قام بتحويل اقدم دير مسيحي في مصر لماخور يمارس في الزنا والدعارة
خرج شيخ الازهر ليعتذر وخرج الرئيس ليطيب خاطر الاقباط !!
وحين أشرف شنوده وكبار قساوسته على اخراج مسرحية الخيانة والفسق في الاسكندرية والتي تسخر من الاسلام والرسول والقران بطريقة لا تقل سواء عن الفلم المسيئ ثم قاموا بتوزيعها على طلبة الجامعة
عندما غضب المسلمون لهذا خرج ايضا شيخ الازهر والمفتي ليعتذرا للكنيسة وخرج الرئيس ليطيب خاطر الاقباط !!
وحين قامت عصابة من نصارى الصعيد بتكوين شبكة مخلة بالادب تستهدف اصطياد الفتيات المسلمات الفقيرات وتصورهن في اوضاع مشينة
وعندما غضب المسلمون لهذا خرج ايضا شيخ الازهر والمفتي ليعتذرا للبابا وخرج الرئيس ليطيب خاطر الاقباط
وحين حكم القضاء لبعض الاقباط باحقيتهم في الطلاق والزواج بناء على اللائحة التي وضعتها الكنيسة سنة 38 والتي لا تزال معمول بها حتى الان غضب شنوده ووضع حكم القضاء تحت حذائه
وحينئذ خرج شيخ الازهر ليطب خاطر البابا وخرج الرئيس ليطمئنه !!
وحين خرج رهبان دير ابو فانا بالاسلحة الالية ليطردوا جيرانهم المسلمين من اراضيهم ويستولوا على عشرات الافدنة بهدف التنقب على الاثار
خرج المفتي وشيخ الازهر ليعتذرا للبابا وخرج الرئيس ليطيب خاطر الاقباط
حين خرج رهابن دير انطونيوس فاغتصبوا 200 فدان من اراضي القوات المسلحة واشتبكوا مع الجيش
خرج الرئيس ايضا ليطمئن الاقباط وهرول المسئولن لاسترضاء البابا والكنيسة
هناك مئات الامثلة على سياسة العين المكسورة التي كان ينتهجها مبارك مع الكنيسة لانه كان طاغية يتحالف مع الاقليات ضد الشعب الذي يكره
اما ان يحدث هذا من رئيس اسلامي منتخب فهذا يضع مئات علامات الاستفهام والتعجب لا تبشر بخير