كيف ننصر رسولنا صل الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاماً على رسوله الحبيب محمد صل الله عليك يا حبيبى يا رسول الله

يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتى *** روحى فداك وكل ما ملكت يدى
إنى وقفت لنصر دينك همتى *** وسعادتى ألا بغيرك أقتدى
لك معجزات باهرات حجة *** وأجلها القرأن خير مؤيدى
ما حرفت أو بدلت كلماته *** شلت يد الجانى وشاه المعتدى
وأنا المحب للحبيب محمد *** ومهجتى لا تنثنى عن وجدها وغرامها بمحمد
قد لامنى فيه العزول ولو درى *** نِعمَ الغرام به لكان مساعدى
يا رب صل على الحبيب المصطفى *** واجعله شافعنا بفضلك فى غد

أما بعد

أيها الأخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ففى هذه الأحداث التى مرت بالأمة الإسلامية وما تبعه من إساءة لرسولنا صل الله عليه وسلم وتكالب قوى البغى والطغيان والبطش على أمة رسول الله صل الله عليه وسلم وتجرأهم على رسول الله صل الله عليه وسلم ووصفه بأقبح الصفات هو وآل بيته الكرام الأطهار فكان من الضرورى أن ننظر لهذه الأحداث ولكن إختلفت الطرق فى هذه النظرة فمن الناس من زادت نظرته من الإساءة للإسلام فلم يقدم إلا إساءة فوق إساءة الباغين ومنهم من إتجه إلى إعطاء هؤلاء الباغين درساً يعلمونهم فيه ويعرفونهم من هو رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
لذلك فقد إتخذت من طريق التعريف برسول الله صل الله عليه وسلم سبيلاً للوصول إلى غاية تسمو معها راية الإسلام عند الغرب عامة وبين المسلمين خاصة عسى أن يكون من بين من يطلعون على هذه الرسالة من بين المسلمين من ينتفع بها فيعود لرشده لله مطيعاً ولنهج رسول الله صل الله عليه وسلم سالكاً
وهنا وجدت السؤال الذى لابد من وضع الإجابة عليه بين أيدينا لنسأل أنفسنا ونرى هل تكون إجابتنا موافقه للإجابة الصحيحة أم مغايرة لها
والسؤال هو : كيف نعتذر لرسول الله صل الله عليه وسلم عما لحق به من إيذاء وإساءة ونحن أحياء ؟
ثم سؤال أخر هو : ماذا قدمنا لنصرة ديننا ولنصرة سنة رسولنا صل الله عليه وسلم ؟
والإجابة تأتى فى التعريف بما يلى :

أولاً : هل نحب رسول الله صل الله عليه وسلم ؟

وهنا لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لكانت إجابة الجميع هى : نعم نحبه
لكن أقول إن كنت تحب رسول الله صل الله عليه وسلم فهل حبك له بقدر حبك لغيره أم أكبر
أقول :
ماذا عن حبك للاعب كرة قدم أو ممثل أو مطرب أو صديقاً أو شيخاً أو أستاذاً ، نجد أن حبك لمثل هؤلاء يقودك لمعرفة كل تفاصيل حياتهم فنجد البعض يسجل هذه المعلومات فى دفاتره ومن ثم يقوم بحفظها فى قلبه ليجيب عليها إن سأله أحد عنها ومع ذلك فكل هؤلاء لا يساوون شيئاً بجوار رسول الله صل الله عليه وسلم
ومع ذلك تقول أنك تحب رسول الله صل الله عليه وسلم
فهل تعرف شيئاً عن صفات النبى وهديه وسمته ، هل تعرف شيئاً عن فضائله ، عن حقوقه على أمته ؟
أين نحن من تلاوة القرأن التى أوصانا بها رسول الله صل الله عليه وسلم ، ومن إطعام المساكين والإنفاق عليهم وعلى الفقراء ؟
أين نحن من الصلاة ، ومن نصرة الإسلام بالتبليغ عن سنة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وأين نحن من أخلاقه صل الله عليه وسلم ؟
أين نحن من بر الوالدين ، وكفالة اليتيم ، ومن قضاء حوائج المسلمين ؟

وجدت من فترة بزوغ ظاهرة سميت بالتحرش بالفتيات ولى رأى فيها حيث يقول البعض أن الشباب لابد أن يغضوا أبصارهم فالعيب ليس فى الفتاة بل فى زيغ أعين الشباب .
وأقول بناء على إطلاعى وفهمى البسيط تعالوا نرجع للأصل فى قضية التحرش والحكمة من فرض الحجاب يقول تعالى " يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً " فالمرأة كانت تخرج ووجهها مكشوف فكانت تتعرض لإيذاء وتحرش من الرجال فكانت الحكمة من فرض الحجاب هو عدم إيذاء من تخرج وهى مستترة خلف حجابها فلا تتعرض للإيذاء فلو قلنا أن الفتيات تتعرض لليذاء فسنجد أن التحرش يكون بصورة كبيرة للمتبرجات من النساء وسأجد من تقول الأمر ليس بالضرورة فهناك من المحجبات من يتعرضن للتحرش ولكن إنها نسبة وتناسب فالغالبية من المتحرش بهن من المتبرجات والله سبحانه وتعالى بين أن بالحجاب يمنع الإيذاء فكان ذلك أمره فوجب التنفيذ فهل نصرنا رسولنا لما بلغنا بأمر ربه أم لا ومن ثم لو قلنا أن هناك فئة من المحجبات يتعرضن للإيذاء فنجد أن الله سبحانه وتعالى قد أمر الرجال والنساء بغض البصر فهنا عند غض البصر ينعدم الإيذاء تماماً فى حالة الإمتثال لأمر الله تعالى ، فهل إمتثلنا لأمر الله وما بلغ به رسول الله أم أصبحنا نهرب مما فرضه الله على أمة حبيبه المصطفى بإنكار البعض للحجاب تارة ، والإختلاف على شكله وهيئته تارة ، والقول بأنه تمييز لفئة على فئة تارة أخرى

وأطرح بعض الأسئلة
هل المرأة المتبرجة تحب رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل الشاب أو الرجل أو المرأة المدخنين يحبون رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل المغرمون بسماع الغناء والموسيقى يحبون رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل المضيعون للصلاة ساعة المباريات والمسلسلات يحبون رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل الذى يغش فى تجارته ويدلس يحب رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل الذين يسبون دين الله فى الشوارع والطرقات يحبون رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل الذين يشيعون الفاحشة فى المسلمين يحبون رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
هل الذى لا يشغله فى حياته إلا المسلسلات والأفلام والمباريات ويكون ذلك شغله الشاغل هل يحب رسول الله صل الله عليه وسلم ؟
إنها أسئلة تحتاج للإجابة وبصدق مع النفس ليتبين لنا هل نستحق شفاعة رسول الله صل الله عليه وسلم الذى يأتى يوم القيامة ويقع تحت العرش ساجداً وهو يبكى يطلب الشفاعة من الله تعالى لأمته صل الله عليه وسلم فيشفع فيهم ؟

ثانياً : دلائل وعلامات محبة رسول الله صل الله عليه وسلم

فلو كنا نحب رسول الله صل الله عليه وسلم فلابد من وجود علامات ودلائل على هذا الحب لأن لكل حب غاية وغاية حب رسول الله صل الله عليه وسلم هو الوصول لدرجة الإيمان ، يقول صل الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين " فهل نحب رسول الله صل الله عليه وسلم بهذه الصورة
روى عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبى صل الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شىء سوى نفسى ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " لا والذى نفسى بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر : فإنه الأن والله لأنت أحب إلى من نفسى يا رسول الله ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " الأن يا عمر " يعنى الأن كمل إيمانك
هل نحب رسول الله صل الله عليه وسلم حتى تظهر دلائل محبته فى الإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه مهما كانت على غير أهوائنا أو عاداتنا
يا مدخنين هل إمتنعتم عن التدخين بمجرد علمك بحرمتها تعالوا نرى دلائل محبة رسول الله فى موضع مشابه لذلك
روى البخارى فى صحيحه من حديث أنس بن مالك قال : كنت ساقى القوم فى منزل طلحة رضى الله عنه وكان خمرهم يومئذ الفضيح ، فأمر رسول الله صل الله عليه وسلم منادياً ينادى " ألا إن الخمر قد حرمت " فقال لى طلحة إخرج وأهرقها ، فخرجت فهرقتها فجرت فى سكك المدينة . فهل من مدخن يتوب إلى الله تعالى ويمتنع عن التدخين اليوم بعد سماعه مثل هذه القصة حباً لرسول الله ونصرة له صل الله عليه وسلم
لقد كانت محبة رسول الله صل الله عليه وسلم تظهر فى كل تصرفات أصحابه صل الله عليه وسلم حتى أنه فى يوم حدث أمر تعجبت لما علمته فلقد روى أن عبد الله بن رواحه رضى الله عنه أتى النبى صل الله عليه وسلم وهو يخطب فسمعه وهو يقول " إجلسوا " فجلس فى مكانه خارج المسجد حتى فرغ رسول الله صل الله عليه وسلم من خطبته ، فبلغ هذا الأمر رسول الله صل الله عليه وسلم فقال " زادك الله حرصاً على طاعة الله ورسوله "

أحبابى فى الله لقد حن الجزع لرسول الله صل الله عليه وسلم فبكى فهل نبكى نصرة لرسول الله وكان الإمام الحسن البصرى رحمه الله إذا حدث بحديث حنين الجزع إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يبكى بكاءً شديداً ويقول " يا عباد الله ، إن الخشبة تحن إلى رسول الله صل الله عليه وسلم شوقاً إليه لمكانته عند الله تعالى ، فأنتم أحق بالبكاء شوقاً للقاء الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم

إن من دلائل محبة رسول الله صل الله عليه وسلم أن نبلغ عنه ما تعلمنا من سنته حيث أنه صل الله عليه وسلم قال " بلغوا عنى ولو أية " وقال " نضَّر الله امرءاً سمع مقالتى ثم ذكرها كما سمعها " وهذا الحديث صحيح متواتر
أحبابى فى الله إن من دلائل محبة رسول الله صل الله عليه وسلم هو إحياء سنته صل الله عليه وسلم وقد أوصانا رسول الله صل الله عليه وسلم بذلك فقال فيما رواه أبو داود وهو حديث صحيح بشواهده " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً ، فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " فتلك وصية من رسول الله صل الله عليه وسلم للحث على إحياء سنته فهل من مجيب ، ثم ماذا لو رغبنا عن سنته صلى الله عليه وسلم ؟ يقول صل الله عليه وسلم " من رغب عن سنتى فليس منى "
ومن دلائل محبته صل الله عليه وسلم أن نمتثل أوامره صل الله عليه وسلم بعدمالغلو فيه وعدم توصيله إلى درجة الربوبية ، يقول صل الله عليه وسلم " لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ورسوله "
ومن دلائل محبته صل الله عليه وسلم كثرة الصلاة والسلام على سيدى رسول الله صل الله عليه وسلم فلقد أمرنا بذلك ربنا سبحانه وتعالى فقال " إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ويقول صل الله عليه وسلم " من صلى علىَّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات "


أكتفى بهذا القدر وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى ومد فى العمر ونبدأه مع تعظيم الله تعالى لقدر الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والسلاة والسلام على حبيبه المصطفى خير الخلق أجمعين البشير والنذير وخاتم النبيين والمرسلين
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آلهه ومن سار على نهجه وسنته إلى يوم الدين

أما بعد

أحبابى أعضاء وزوار منتدى مترو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أكمل مع حضراتكم حديثى عن رسول الله صل الله عليه وسلم وواصلت معكم حديثى حتى وقفت عند
ثالثاً : تعظيم رب العزة لحبيبه محمد صل الله عليه وسلم

فشأن رسول الله صل الله عليه وسلم عند ربه سبحانه شأن عظيم ، وقدره صل الله عليه وسلم كريم ، فلقد إصطفاه الله على سائر الأنبياء والمرسلين فقال صل الله عليه وسلم " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بنى هاشم ، واصطفانى من بنى هاشم " صلوات الله وسلامه عليك يا حبيبى يا رسول الله ، ولقد شرح الله صدر نبيه صل الله عليه وسلم ووضع عنه وزره ورفع له ذكره فقال تعالى " ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك "
وها هو حسان بن ثابت شاعر رسول الله صل الله عليه وسلم يثنى على رسول الله صل الله عليه وسلم ويصفه بأجمل الصفات فيقول :
أغر عليه للنبوة خاتم *** من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبى مع اسمه *** إذا قال فى الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليبجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد

كذلك فمن تكريم الله لرسوله صل الله عليه وسلم أنه لا ينعقد إسلام أحد من الناس إلا بإعترافه برسالته صل الله عليه وسلم وإقراره بها بقول الشهادتين " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" فمن قال " أشهد أن لا إله إلا الله " فقط ولم يشهد لرسول الله بالنبوة والرساله فلا ينعقد إسلامه إلا حينما يقر ب" أشهد أن محمداً رسول الله "
ولو نظرنا لقدر الرسول صل الله عليه وسلم عند ربه حين ينادى الله تعالى جميع أنبيائه ورسله بأسمائهم مجردة إلا المصطفى صل الله عليه وسلم فعندما نتأمل ذلك فى القرأن نجد :

مخاطبته تعالى للأنبياء والرسل
يقول تعالى " يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة "
يقول تعالى " يا نوح اهبط بسلام منا "
يقول تعالى " يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلىَّ "
يقول تعالى " يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
يقول تعالى " يا إبراهيم قد صدقت الرءيا "
يقول تعالى " يا داوود إنا جعلناك خليفة فى الأرض "
يقول تعالى " يا زكريا إنا نبشرك بغلام "
يقول تعالى " يا موسى إنى أنا ربك "
يقول تعالى " يا لوط إنا رسل ربك "

ومخاطبته تعالى لرسول الله محمد صل الله عليه وسلم
يقول تعالى " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر "
يقول تعالى " يا أيها المزمل "
يقول تعالى " يا أيها المدثر "
يقول تعالى " يا أيها النبى "

ويتفضل ربنا جل وعلا على نبيه فبين الغاية من بعثته لرسول الله صل الله عليه وسلم فقال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
وفضل الله تعالى رسوله صل الله عليه وسلم على الأنبياء بستٍ : قال صل الله عليه وسلم " أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لى الغنائم ، وجعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بى النبيون "
ولقد تفضل الله على نبيه صل الله عليه وسلم فخصه بحوض الكوثر ، قال النبى صل الله عليه وسلم سائلاً أصحابه " أتدرون ما الكوثر " فقال أصحابه " الله ورسوله أعلم " فقال صل الله عليه وسلم " فإنه نهر وعدنيه ربى عز وجل ، عليه خير كثير ، وهو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم "

أحبابى فى الله تعالى هل بعد تكريم الله لنبيه تكريم وهل بعد ما تعلمناه وعرفناه عن فضل الله على رسوله صل الله عليه وسلم وتعظيم الله سبحانه لقدره صل الله عليه وسلم ما يجعلنا نتكاسل ولو لحظة عن نصرة نبينا والعمل على إحياء سنته ففيها سبيل النجاة من هلكات الدنيا وضلال الناس فى شهواتها ، يقول صل الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً "
فما رأيكم أحبابى أن نذهب سوياً لنقترب من بيت النبوة ونطرق بابه نستئذنه ونطلق خيالنا يسير مع من رأى النبى صل الله عليه وسلم يصفه لنا كأننا نراه
تعالوا بنا نذهب إلى الفن والإبداع بطريقة أحلها الشرع فيسير خيالنا ليتعرف على طلعته ومحياه الباسم صل الله عليه وسلم

رابعاً : الرسول صل الله عليه وسلم كأنك تراه

نجد البراء بن عازب يصف رسول الله صل الله عليه وسلم فيقول " كان النبى صل الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير " ويقول " كان النبى صل الله عليه وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه ، رأيته فى حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه "
وها هو على بن أبى طالب رضى الله عنه يصف لنا رسول الله صل الله عليه وسلم فيقول " كان رسول الله صل الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا القصير ، فخم الرأس واللحية ، ششن الكفين والقدمين " أى ممتلىء لحم الكفين والقدمين " ، ضخم الكراديس " ألواح الكتف " ، مشرباً وجهه حمرة ، طويل المسربة " شعر الصدر " ، إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب " صبب أى إنحدار " لم أر قبله ولا بعده مثله ، وكان أدعج العينين " أسود العينين " ، سبط الشعر ، سهل الخدين ، ذا وفرة ، كأن عنقه أبريق فضه ، وإذا التفت ...التفت جميعاً ، كأن العرق فى وجهه اللؤلؤ الرطب لطيب عرقه وريحه ، وخاتم النبوة بين كتفيه وهو بضعة لحم ناشزة حولها شعر طيب جميل "

خامساً : أخلاق وحلم النبى صل الله عليه وسلم

سألت السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق الرسول صل الله عليه وسلم فقالت " كان خلقه القرأن " ، وأخبر رب العزة عن خلق الرسول صل الله عليه وسلم فقال تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " وبين رسول الله صل الله عليه وسلم غاية بعثته فقال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
تعالوا بنا أحبابى لنرى جانباً من حياة رسول الله صل الله عليه وسلم الذى يبرهن على عظمة خلقه صل الله عليه وسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال " جاء الطفيل بن عمرو الدوسى إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : إن دوساً قد عصت وأبت فادع الله عليهم ، فاستقبل رسول الله صل الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه ، فقال الناس : هلكت دوساً ، فقال صل الله عليه وسلم " اللهم اهد دوساً وائت بهم ، اللهم اهد دوساً وائت بهم ، اللهم اهد دوساً وائت بهم "
وها هو رسول الله صل الله عليه وسلم يرد على من أساءوا إليه فاتهموه بأنه يتعامل مع الأطفال بصورة تعاكس حقوق الإنسان والأدميين ، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال " إنى لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبى فأتجوَّز فى صلاة مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه " صلوات الله وسلامه عليك يا حبيبى يا رسول الله

عن أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه قال " كان النبى أشد حياء من العذراء فى خدرها " ، وقال صل الله عليه وسلم " الحياء كله خير " قال الهيثمى فى هذا الحديث رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمر المقدمى وهو ثقة ، وقال صل الله عليه وسلم " الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً فإذا رُفع أحدهما رُفع الأخر " صححه الألبانى .

أحبابى فى الله اليوم نرى أن هناك من دعا إلى التعامل مع المسيئين لرسول الله صل الله عليه وسلم بقتلهم ومعاداة دولتهم والخروج بصورة ليست تدل على معنى الإسلام وعلو شأنه وخلق المسلمين وهنا مررت بمقولة لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى برهن بها على حسن إقتدائه برسول الله صل الله عليه وسلم فهل من متعلم ومهتد ومتَّبع لهدى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال الشيخ رحمه الله " كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته: هل تفجير ملهى ليلي في إحدى الدول المسلمة حلال أم حرام ؟
فقال لي : طبعا حلال وقتلهم جائز .
فقلت له : لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم ؟
قال : النار طبعاً ..
فقلت له : الشيطان أين يريد أن يأخذهم ؟
فقال: إلى النّار طبعاً
فقلت له : إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال النّاس إلى النار !
وذكرت له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا مرّت جنازة يهودي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟؟ قال :" نفس أفلتت منّي إلى النار "
فقلت : لاحظ الفرق بينكم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يسعى لهداية الناس وإنقاذهم من النار
أنتم في واد والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في واد "
فلماذا نتجاهل العمل بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذى أراد لنا كل الخير بحسن الخلق فإن حسنت أخلاقنا فزنا بزعامة نبينا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت أعلى الجنة لمن حسن خلقه "

أكتفى بهذا القدر وأقف مع حضراتكم عند أخر العناصر فى الرسالة لأتمها لاحقاً بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته