اليوم أُساهر النجوم، هذه ليلة حالمة حيث الريح تتغنّى وتنشر في الفضاء ألحانها الساحرة، النسائم تُلامس وجهي تُشعرني بالدفء. تشدّني أضواء المدينة والبنايات أسمعها تناديني، تُقيم للألوان عرساً مزخرفاً. غريب نقيق الضفادع جاء متطفّلاً على المشهد!! أسمعه يختلط بأبواق السيّارات فيُجاري نبض قلبي الذي يُسارع للقائه. ما باله حرفي يرتعد لمجرّد ذكره! يُسقط من عيني دمعة تُناجي الغياب، وللدمع حديث يطول يصعب الإصغاء له لكنّه ينسجم مع خيوط الليل فيزيد الظلام جمالاً...
ها هي النار تصطلي صراخاً في روحي، توقد من آهاتي وأقلامي، وها قد عاد الحنين يبسمُ لي ويغزل من الياسمين طوقاً للمساء. أمسكه فيحرّك يراعي لأرسم زورقاً مبحراً في نهر أحلام الطفولة، مُزركشاً تعلوه سنابل، بين طيّاته تختبئ تساؤلات تبحث عن رفيقتها...
تعود نظراتي لتحصد النجوم وتطلب الأمنيات من مارد الشهاب. لكن!! شباك الصيد بالمرصاد تُعلّق الآمال وترسم النهاية، تًرسل إشارات الصحو والعقل يغوص في ذاته.