[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الشيخ الغزالي من أشهر أعلام أمتنا في هذا العصر وقد سماه والده بهذا الاسم لإنه رأي حجة الإسلام أبو حامد الغزالي المتصوف والفيلسوف الإسلامي الكبير في المنام يبشره بغلامٍ ويطلب منه أن يسميهوعندما تول باسمه فسماه "محمد الغزالي " بن محمد السقا , وهو من محافظة البحيرة .
ي العالم الجليل الشيخ " عبد الحليم محمود" مشيخة الأزهر طلب من المسؤلين إلغاء قرار منع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة فوافقت الجهات المسؤولة نزولاً عند رغبة هذا العالم الجليل الذي طالما نادي بوجوب تحكيم الشريعة الإسلامية في مصر ووقف ضد قرار تعديل قانون الأحوال الشخصية وكانت له مواقف مشرفة أحيت للأزهر مكانته ودوره في قلوب المسلمين , فدعا الشيخ عبد الحليم محمود الشيخ محمد الغزالي وقال له : يا شيخ محمد أنت ستعود للخطابة وستخطب الجمعة القادمة إن شاء الله في جامع عمرو بن العاص وكان هذا عام 1971م ففرح الشيخ محمد الغزالي بعودته للخطابة إلا أنه حزن حزناً شديداً لأن الشيخ عبد الحليم اختار له مسجد عمرو بن العاص لأن الشيخ الغزالي كان يكره شخص سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه لموقفه المعادي للخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في حادثة التحكيم بعدما استخدم دهائه السياسي في خداع الصحابي الجليل أبي موسي الأشعري رضي الله عنه وجاء التحكيم لصالح معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .
ورفض الذهاب للخطابة في جامع عمرو بن العاص ولكن فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود حاصره بإصرار وأخجله عندما قال له : يا شيخ محمد أنت ستخطب إن شاء الله في جامع عمرو بن العاص وسوف أصلي خلفك .. هنا خضع الشيخ الغزالي وصعد منبر عمرو بن العاص مكرهاً .
وبعد أن انتهي الشيخ محمد الغزالي من الخطبة ونزل من على منبر جامع عمرو بن العاص تغمره سعادة خفية لا يعرف مصدرها فأحب الجامع ومنبره أكثر من أي جامع آخر وقرر أن يستمر في الخطابة فيه ويبدأ في إصلاحه وتنظيفه لإن الجامع كان في طي النسيان والمسئولون عنه كانوا نياماً , فازدحم المسجد بالمصلين ودب فيه العمران وبدأ الترميم بعد أن توسط لذلك عند المسؤلين .
وبعد فترة من الزمن إذ به يستدعيه فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف السابق وأحد علماء الأزهر الأجلاء , يقول الشيخ الغزالي فذهبت إليه في منزله وعندما جلست على المقعد القريب منه إذ بالشيخ الباقوري يجلسني في مقعد آخر واعتذرت له عن غيابي عنه لأنه كان مريضاً وكان الشلل ينال منه , ثم بادرني الشيخ الباقوري بالسؤال الآتي : ماذا بينك وبين عمرو بن العاص !!؟؟
فاستغربت وقلت : لا شئ !! أنا أخطب في مسجده .
فقال الشيخ الباقوري : أنا أحكي لك ما رأيت وأنت تفسر ..
بينما أنا نائم إذ شعرت بطارق يطرق على الباب ويقول : الوالي قادم .. فقلت من القادم : فقال الطارق : عمرو بن العاص .
قال الشيخ الباقوري : فتهيأت للقاء صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وشعرت بخفةٍ في بدني رغم الشلل الذي أعاني منه ودخل عمرو بن العاص وجلس في مكانك هذا ,رجلٌ قصير القامة في عينييه عمقاً فكأنهما محيطان , فقال لي عمرو بن العاص : أبلغ الشيخ محمد الغزالي أني غفرت له تطاوله على لأنه أحيا مسجدي بعدي وهذا المسجد رابع مسجد في الإسلام لأنه المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر وأدخلوا الإسلام (( لإن مسجد عمرو بن العاص في مصر القديمة بجوار أكبر كنيسة للمسيحيين )) .
يقول الشيخ الباقوري : فشعرت بشئ من الرهبة وإذا عمرو بن العاص ينصرف وأنا أستيقظ علي صوت المؤذن لصلاة الفجر وصليت الفجر وعدت للنوم وتكررت الرؤيا .. فأنا استدعيتك لأعرف كيف تطاولت علي عمرو بن العاص ولم غفر لك .
ويستمر الشيخ الغزالي في روايته وعيناه تفيضان من الدموع ويقول : الحقيقة أنني عندما سمعت الرؤيا أخذتني رعدة ورعشة وشعرت بميل للبكاء وقلت للشيخ الباقوري : أنا ذهبت لمسجد عمرو بن العاص مكرهاً وبدرت مني كلمات ضد عمرو بن العاص لأني كنت أكره الذين حاربوا على بن أبي طالب ولكن بعد أن سمعت الرؤيا .. فأن أتوب إلي الله من ذكر أحد الصحابة بما لا يليق .. ولن أبسط لساني على أحد أصحاب رسول الله إلا بكل الخير .. وكانت هذه الرؤيا هي سبب تجديد جامع عمرو بن العاص بعد سنين من إهماله عندما سمع بها محافظ القاهرة حمدي عاشور من الشيخ الباقوري .
رحم الله الشيخ الغزالي الذي مات أثناء تصديه لأفكار الأردني فهمي جدعان أثناء إلقاءه محاضرة بالجنادرية وكان رحمه الله يستمع وهو غاضب ويضرب بعصاه علي الارض قائلاً " إيه الهباب ده !! " فأصابته نوبة قلبية مات علي إثرها ودفن في البقيع مع أحبابه من الصحابة والعلماء والصالحين وحسن أولئك رفيقا …
منقول للامانه