تلك ومضات وخواطر فجأة من الماضي البعيـد .. تنقشع كالبرق ثم تتلاشى .. فيسأل القلب في حيـرة .. ما الذي جرى لفتح جرح من جديـد !؟ أهـي نسمة مرت أم عبـق من الماضي قد أخطأ الطريـق !؟ كنا قد نسينا وتناسينا تلكم اللحظات البعيـدة .. واكتفينا بالهروب عندما عجز القلب عن الصبر .. وعن صراعات الأنيـن .. هل هي لمحة مرت في خيالك أم هو ذلك الشبه ..؟ والقلب يدرك جيدا أنه لذاك الشبه أربعين ..! أم هي لحظة اشترك فيها الحاضر مع الماضي البعيد ..؟ أم هو ذلك الطيب والعطـر .. وأنت تدري أن للماضي عطـر عجيب ..؟ كنـا قـد أكتفينـا .. وسكتنـا .. ونسينـا .. لأن ذلك الماضي فيه هلاك ومميت .. لا نملك الدمعات فقد زرفنـاها منذ عهد بعيـد.. ولا نملك القول من الشعر وقد نضبت حروف الشعر لما نثرناها ولم يجـد المجيب .. والقلب يسأل نفسه ويجيب .. ما الذي جرى لفتح مكنونـات السنيـن .. هي باقية ولكن في مكان يعرف القلب أنه سر تحاط به حجب وفي عمق عميق .. أهـي خاطرة من أناس قـد فقدناهم من سنين .. فأخذتها نسمة ومرت بها لتعلن من جديد ..؟ أم هي لحظة من الماضي تعاودها الحنين !؟ .. لا يظن القلـب ذلك .. فيسأل من جديـد .. قد يريد الماضي أن نعـاود في الأنيـن .. وتلك إن صدق القلب كارثة وموت في المزيـد .. تبتعد الأقدام هربا من قيود وكمين .. ويضطرب القلب شوقا لأيام الضنين .. وتلك محنة عاشق فقد الزمان وقد فقد السنين .. فيا ليت ذاك الطيف يغيب عن الخيال ويستكين .. كما غابت نجوم الفجر عن كبد السماء