أختي الكريمة أنت تحرصين على أناقة تكوينك ... على أناقة منزلك ... وليس في هذا ما يضرك او يسئ اليك ... فا لله جميل يحب الجمال و يجب النظافة ... إنما الذي يضرك أن تنسي أجّل ألوان الأناقة وأزكاها تلك هي أناقة النفس وهي الفضلية التي يفتقر اليها الكثيرين من الرجال و النساء ... ولكن كيف نحصل عليها ؟
إنها لا توجد على قارعة الطريق ولا سلعة تباع في المحلات ... إنه جهد عقلي و أخلاقي ... و المرأة التي تصل الى هذه المنزلة هي التي تهز المهد بيمنيها و العالم بيسارها و تستطيع و حدها أن تعطي الحياة نبوغها و بهجتها .
أن الفساد الذي طغي على حياتنا لن تلغية القوانين وحدها ولكن تلغية الإرادة المنبثقة من نفس أنيقة نظيفة مترفعة عن الدون ولا ترضي به . ولن تستطيع الأم معاونة طفلها على تكوين شخصية و تزكية نفسه إلا إذا سبقته الى ذلك . لان فاقد الشيء لا يعطه .
ولو جئنا الى عالم المرأة وتفحصنا مدى ما وصلت اليه من مستوى لما نتحدث عنه و مانسمه ( اناقة النفس ) ... لرأينا العجب العجاب . فهناك نساء كثيرات تبهرك مظهرها وزينتها الخارجية الا انها اذا تكلمت فضحت نفسها لان منظرها لم يكن منبعثا من روح .
والمكان الذي تتواجد فيه هؤلاء النسوة يبتلي بشر يمزقة لان المرأة نصف الامة وعليها ان تفكر وتعمل كفرد صاحب رسالة في الحياة ... ولن تستطيع المرأة ذلك وهي مشغولة بمظهرها الخارجي تاركة عقلها يموت من الجوع وروحها تلهث من الظما .. نحن اليوم في الحاجة الى الفتاة أو المرأة التي تعني بعقلها أكثر من جسمها ومظهرها .
وترى في اوراق كتاب تحلمه وتطالعه جرسا اعذب من رنين الحلي و الذهب تشغل جميع اوقاتها باعداد نفسها و عقلها .. نحن في حاجة الى المرأة القدوة التي لا تترك وقتها يذهب سدى دون فائدة وهذه هي ( فاطمة ( رض )) سيدة نساء العالمين تمليء حياتها بالعمل في وقت واحد .. فهي تدير الرحى بيدها وتهز مهد الحسين برجلها و تتلو القرآن بلسانها وتفسره بقلبها و تبكي من خشية الله بعينها .
.. وفي القرن العشرين ايضا .. المرأة هي المرأة .. إن كانت مؤمنة واثقة من نفسها لاستطاعت ان تخطو أكثر الى الامام ولكن ليس قبل ان تثقف نفسها و تراعيها ، ان تضع الوداعة مكان التصنع ، و البساطة مكان التظاهر ، والايسان مكان الغرور و الحماس مكان الترهل ، و العمل مكان اللهو . والحب بدل الغيرة .
والفتاة المسلمة في بيتها عليها ان تكون زهرة متفتحة تنشر العبير في كل الاجواء .. فتاة مؤمنة تعرف لنفسها حقها و لخالقها ايضا .. واعية مثقفة أنيقة النفس قرة عينى و الديها مطيعة لهما تعمل في بيتها و تتدرب كي تكون سيدة صالحة في المستقبل انها شيء جديد !!
انها امة كريمة في بيت كريم من امة كريمة .