انثى شامخة امام لوحة الحياة
منضدة عتيقة و محبرة جافة و قلم شاخ و كبرفي السن
كل هؤلاء اصبحوا مجرد تحف بالنسبة لها .هي انثى شامخة
قابعة تتأمل ملامح ذكرياتها و التي غدت في عنفوان شبابها.
ذكريات لا تزال عالقة في المخيلة شامخة كشنوخ انوثة صاحبتها
لا تعلم ما هذه اللحظات التي تمر بها .
و لكنها اجبرت على ان تمر بها .
لحظات امتزج فيها جمال الماضي بألم الحاضر .
تحس انها تقف امام ذكريات متدرجة .
كتدرج الوان الطيف .
اجبرتها هذه الذكريات ان تقف كرسام
امام لوحة لترسم هي لوحة حياتها و تأخذ
اقلاما و الوانا و تبدا تخط بدايات لوحتها
بخطوط سريالية بقلمها الرصاص لترسم خيال حاضرها
و احلام ماضيها التي لم تتحق .
ثم تنتقل متلاعبة بالوانها لترسم واقع حاضرها
بتشكيلة من الصور الرمزية .
لتنتقل بعدها الى رسم ملامح محبوبها
بخطوط تعبيريه توضح خفايا و اسرار ذلك المحبوب
ثم تنتقل بخطوطها التجريديه لتجرد ذلك المحبوب
من صفات الخداع و الخيانة .
لتنهي لوحتها برحيل محبوبها بعدما استخدمت
لهذا الرحيل الوان مختلفة متناسية اللون الاساسي
و لكن رسمت هذا الرحيل بكل وحشية
و بكل اسى ان هذا المحبوب قد رحل .
ثم تضع لمساتها الاخيرة من رسم مقتطفات من حياتها الواقعية
كم ابدعت في رسم لوحتها هذه لانها استخدمت
في لوحة واحدة خمسا من مدارس الفن التشكيلي
في ان واحد و هذا دال على ما يعانيه قلبها من هموم الحياة
رغم ذلك لا تزال شامخة .