تنذر الاحداث التي ألمت بمنطقة نجع حمادي ان مصر ستشهد اضطرابات مذهبية
جديدة، وتؤدي الى حالة من الحقن في قلوب الاقباط تدفعهم الى البدء
بالمطالبة بحقوقهم والعمل على استتباب أمنهم بأنفسهم بعد تكرار الاضطهادات
بحقهم في الفترة الاخيرة. القاهرة: قالت مصادر أمنية ان عشرة متاجر يملكها مسيحيون في مدينة نجع حمادي وقرية
قريبة منها في محافظة قنا في جنوب مصر أُحرقت أو أُتلفت استمرارا
لاضطرابات في المنطقة بعد مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم في هجوم بالرصاص.
وقال مصدر ان مسلمين استهدفوا متاجر المسيحيين في مدينة نجع حمادي وقرية
بهجورة التي تبعد عنها بنحو كيلومترين بعد القبض على 20 مسيحيا في أحد
شوارع نجع حمادي وبحوزتهم زجاجات حارقة. وأضاف أن مسيحيا أُصيب بجروح
طفيفة وأبلغ الشرطة بأن مسلمين هاجموه. وقال المصدر ان الشرطة تقوم
بعمليات تمشيط واسعة في مدينة نجع حمادي ومدينة فرشوط التي تبعد عنها بنحو
خمسة كيلومترات وقرية بهجورة بحثا عمن يمكن أن يكونوا استعدوا للقيام
بأعمال انتقامية. وأضاف أن "المنطقة فيها احتقان طائفي حاد."
مرتكبو هجوم نجع حمادي يسلمون أنفسهم ويعترفون بالجريمة
من ناحية أخرى قام النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وفريق من
النيابة بمعاينة مسرح الحادث، كما توجه أمين الحزب الوطني في محافظة قنا
على رأس وفد من البرلمانيين إلى مطرانية قنا لتوجيه واجب العزاء، وأصدرت
أمانة الحزب بيانا استنكرت فيه الاعتداء في
حين أكد محافظ قنا اللواء مجدي أيوب أن الهدوء عاد إلى مدينة نجع حمادي،
موضحا أن حالة الاستقرار الأمني عادت إلى المحافظة والمدينة وجميع القرى
والنجوع التابعة لها. وقال للقناة الأولى في التلفزيون المصري امس إن
تسليم الجناة لأنفسهم جاء نتيجة القبضة الأمنية وتضييق الخناق عليهم، وأنه
تم استجواب الجناة ومناقشتهم وسماع اعترافاتهم تمهيدا لإحالتهم على
النيابة العامة. الدوافع الجرمية
وأشارت روايات أهالي نجع حمادي إلى أن المتهم الأول ارتكب الجريمة بعد أن
توفي ابنه أثناء ولادته على يد طبيب مسيحي، بالإضافة إلى تعاطفه مع الفتاة
المسلمة التي اغتصبها الشاب المسيحي جرجس بارومي، وانه نتيجة الاتفاقات
القبلية في فرشوط قام المتهم بالهجوم بمساعدة قرشي أبو الحجاج وحمداوي
احمد محمد. وفي السياق نفسه طالب بعض أهالي فرشوط بالتشدد في محاكمة
بارومي التي تبدأ أولى جلساتها في 17 الجاري ..او ترك المسألة لهم «كي
يؤدبوه بأنفسهم»، على حد تعبير احدهم. وفي
السياق نفسه قال بيان لوزارة الداخلية المصرية ان قوات الامن مشطت مزارع
قصب السكر في المنطقة التي كانت تبحث فيها عن المشتبه فيهم. اضاف البيان
"في اطار جهود اجهزة الامن في ضبط الجناة في حادث مقتل سبعة من المواطنين
في نجع حمادي، ونتيجة إحكام اجهزة الامن الحصار على المنطقة الزراعية بين
مركزي فرشوت ونجع حمادي، واغلاق طريق الهروب، وتضييق الخناق، قام صباحا كل
من محمد احمد الكموني وقرشي ابو الحجاج وهنداوي محمد السيد بتسليم انفسهم
للاجهزة الامنية".واوضح
ان للموقوفين الثلاثة سجلات وسوابق جنائية.لكن مصادر أمنية في محافظة قنا
قالت لـ"رويترز" إن ضابطا كبيرا في الشرطة تربطه صلات قرابة بالرجال
الثلاثة أقنعهم بتسليم أنفسهم.وفي وقت سابق نظم مسيحيون ومسلمون
احتجاجات منفصلة على قتل المسيحيين الستة وعلى أعمال شغب قام بها مسيحيون
يوم الخميس أتلفوا خلالها أقساما من مستشفى كانت توجد به الجثث وسيارات
تابعة للمستشفى وسيارات شرطة وسيارات خاصة كما أشعلوا حرائق محدودة
وقتل
المسيحيون الستة عشية عيد الميلاد الذي يحتفل به الاقباط الارثوذكس في
السابع من يناير كانون الثاني عندما أطلق مسلح يرافقه اثنان آخران النار
على حشد في منطقة أسواق في مدينة نجع حمادي فقتل اثنان. وتوجه الجناة بعد
ذلك الى كنيسة مار جرجس وأطلقوا النار على خمسة آخرين بينهم حارس مسلم
للكنيسة فأردوهم قتلى وأُصيب في الهجومين تسعة مسيحيين بينهم اثنان
جراحهما خطرة. وكشفت تحقيقات الشرطة في المدينة التي تبعد نحو 60 كيلومترا
شمال مدينة الاقصر السياحية أن اثنين من المهاجمين تربطهما صلة قرابة
بعيدة بطفلة مسلمة اغتصبها شاب مسيحي منذ أكثر من شهر.وقال
شهود ان نحو 300 من الاقباط تجمعوا أمام كنيسة مار جرجس وطالبوا باستقالة
مجدي أيوب محافظ قنا حيث تقع مدينة نجع حمادي قائلين انه لا يوفر حماية
للمسيحيين. وتظاهر
نحو ألف مسلم أيضا في منطقة الساحل القريبة والتي تبعد 300 متر عن الكنيسة
للاحتجاج على اغتصاب الطفلة المسلمة وحرق واتلاف متاجر مسلمين يوم الخميس. وتنفي الحكومة أن يكون للحادث صلة بالعنف الطائفي وتقول انه حادث معزول.ونقلت
وكالة انباء الشرق الاوسط عن خيرت عثمان الامين العام للحزب الوطني
الديمقراطي الحاكم في محافظة قنا قوله ان حادث نجع حمادي "يعتبر عملا
اجراميا نفذه بلطجى ولا يمس الاسلام بأى صفة."
واضاف أن "جميع الديانات تحث على السلام والمحبة وأنه توجد علاقات وطيدة بين الاقباط والمسلمين."لكن
رجال دين مسيحيين يقولون ان مسلمين يستهدفون المسيحيين أحيانا ويقول
مسلمون ان مسيحيين يتعدون عليهم. ويمثل المسيحيون نحو عشرة في المئة من
سكان مصر البالغ عددهم نحو 78 مليون نسمة. والعلاقات
طيبة بين المسلمين والاقلية المسيحية لكن نزاعات دموية تنشب أحيانا بسبب
بناء كنائس أو ترميمها أو تغيير الديانة أو بسبب علاقات بين رجال ونساء من
الجانبين. ونحو 30 في المئة من سكان مدينة نجع حمادي مسيحيون ومحافظ قنا هو المحافظ المسيحي الوحيد بين 29 محافظا في مصر والى
ذلك، قال شهود عيان في مدينة نجع حمادي إن المسلمين في المدينة أدوا صلاة
الجمعة امس تحت حراسة أمنية مشددة. وقال شاهد "أعداد المصلين أقل من
المعتاد." أضاف أن المسيحيين ارتادوا الكنائس لصلوات الصباح امس بإعداد
أقل أيضا. وتابع أن مسيحيين رفعوا رايات سوداء على بيوتهم في المدينة
حدادا. ورفض
الأنبا كيرلس أنبا نجع حمادي تقبل العزاء في مصرع الأقباط الستة الذين
لقوا حتفهم ليلة عيد الميلاد في إطلاق نار عشوائي أثناء خروجهم من أحد
الأديرة في المدينة على خلفية جريمة شرف وقعت قبل أسابيع في إحدى القرى
التابعة لمحافظة قنا جنوب البلاد وقالت
مصادر داخل الكنيسة إن الأنبا كيرلس الذي استقبل عددا من القيادات الشعبية
والأمنية قال إن “العزاء ممدود”، ما يعني حسب الأعراف القبلية أن أسر
الضحايا تنتظر القصاص ودعا
البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأقباط للتهدئة
وضبط النفس ومواصلة الصلوات والاحتفال بعيد الميلاد . وطالب في بيان وزع
على الكنائس بألا تؤثر الأحداث التي شهدتها نجع حمادي في محافظة قنا على
أجواء الاحتفال . وأكد في عظاته التي تضمنها البيان التهدئة والصبر
والتحمل وذكر بأن العدو الوحيد هو الشيطان . من
جهتها، اتهمت اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية في محافظات
الصعيد “جهات أجنبية” لم تسمها بأنها “تقف وراء حادث نجع حمادي وأن هناك
من قام بتمويل مرتكبي الحادث ممن يتربصون بأمن مصر ووحدة المصريين ويسعون
إلى زرع بذور الفتنة” . وأعرب الفاتيكان عن تضامنه، وذكرت وسائل إعلام
إيطالية أن رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكاردينال فالتر كاسبر،
بعث رسالة إلى البابا شنودة أعرب فيها عن تضامنه .وأدانت
كندا “الاعتداء”، وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كنون في بيان إن “هذا
الاعتداء مأسوي” . ونددت ايطاليا بأعمال العنف “المروعة”، وأعلن وزير
الخارجية فرانكو فراتيني انه سيبحث المسألة “شخصيا” مع نظيره المصري خلال
زيارة للقاهرة الأسبوع المقبل .وتنظم
جماعة “مصريون ضد التمييز” اليوم السبت وقفة احتجاجية أمام دار القضاء
العالي احتجاجا على أعمال العنف الطائفي، وقال محمد منير مجاهد مؤسس
الجماعة ل “الخليج” انه سيتقدم ببلاغ للنائب العام عقب الوقفة يتهم فيه
أجهزة الأمن بالتقاعس عن دورها في ملاحقة المتورطين في مثل هذه الجرائم،
وتقديمهم إلى العدالة لينالوا عقابهم الرادع . وكان
قد قام كل من محمد احمد سيثن وشهرته «حمام الكموني» وقرشي أبو الحجاج محمد
علي وحمداوي احمد محمد المتهمين بارتكاب هجوم نجع حمادي وقتل 7 أشخاص
وإصابة 8 عشية عيد الميلاد، بتسليم أنفسهم الى مديرية امن قنا معترفين
بالجريمة..وصرح مصدر امني لـ«القبس» ان ذلك كان «نتيجة إحكام أجهزة الأمن
الحصار على المنطقة الزراعية بين مركزي فرشوط ونجع حمادي وإغلاق طريق
الهرب المؤدي إلى الجبل، وتضييق الخناق على المتهمين بعد ضبط السيارة
المستخدمة في الجريمة «21576 ملاكي قنا» على حدود محافظة الأق