أريد مُفاجأة كبيرة لا يسع قلبي تصديقها و لا يسعه نسيانها .
أريد من الدعواتِ المؤجلة أن تضمّني بكل ما أُعطيت من قوة ,
لتقول لي أنها كانت تعرف أن الآن هو وقتها المناسب
أريد غدًا يُشبه أحلامي كفرحة لم أنتظرها .
أريد من نفّسي رضا ,
كي لا أتعبَ ولا أشقى !
أريد من عينيّ أن تُخبرني أن فرحةَ ما مختبئةً خلفَ مائها ,
لأنها تعلم كم أحبُّ المفاجاءات
الأفراح الحقيقية لا تتطلب منّا أي استعداد , أي معرفة ! كم هي الحياة مُدهشة
أريد أن أنسى ما حدث و ما سيحدث .
أريدُ أن أغسلني نسيانًا و أُلحفني طمأنينة و رضا
أريد أن لا أفهم أكثر عن هذه الحياة التي و على الرغم من أن طُرقها معبّدة
إلا أنه من الصعب فيها أن تقرر ! أن تخطو ! أن تصل ! لأن كل الأشياء هشّه ! و تظهر مالا تخبئ !
أريد أن أنسى جنوني وحماقاتي وأماني الكاذبة .
أريد أن أنسى أني يوما تعلق قلبي بسواك يارب .
أريد أن أنسى غبائي عندما صدقت وآمنت بخرافات وركضت نحوها .
رغم علمي أنها ليست إلا مجرد قطعة من عالم وهمي أسطوري هش .
طلبا لمتعة زائفة زائلة غادرة كسراب يحسبه الظمآن ماء .
أريد أن أنسى خيانتي لعقلي رفيق دربي الوفي المخلص الناصح الأمين .
الذي لم أعرف في حياتي كلها حبيبا وعشيقاً وقريبا سواه .
أريد أن أعود طفلة لم يدنسها شيء من أردان الدنيا وتفاهاتها .
أريد ان أكتشف نفسي من جديد وأنهي حالة الخصام بيني وبينها وأن أمتلكها فما يضيرني بعد ذلك إن خسرت العالم .
أريد أن احرر نفسي من قيود ذهبية دخلت أصفادها بإرادتي لم أكن أعرف بأنها ستلتف حول عنقي وتخنقني .
أريد أن أحزم أمتعتي وأرحل وأترك خلفي عالما مزيفاً أغراني بجميل معالمه وألوانه وأطيافه .
أريد أن أعود لقلمي وكتابي ومفكرتي ودراستي وصديقاتي وهواياتي وكل شيء جميل عرفته وعرفني .
أريد أن أعود لأمارس دوري المفضل الذي تفوقت فيه وبجدارة وهو أن أعود مستمعة جيدة وان أتوقف عن الثرثرة التي كانت نتيجة طبيعية لممارستي دور الإستماع لفترة طويلة ففشلت فيها وبجدارة أيضاً .
أريد أن أعود لأمارس التجاهل لكل شيء لا يستحق أن يكون له مكان في قلبي .
أريد أن أعود أن أشعر ببساطة الحياة وأن أشعر بأني أمتلك الدنيا بشراء كتاب أو مجلة وزيارة معرض ومحادثة صديقة وكتابة مقالة وساعة تأمل وخلوة مع النفس .
وأن السعادة ليست في الأشياء التي يستعصي علينا امتلاكها بل في أبسط الأشياء التي امتلكناها بالفعل .
فقط أريدُ من القدرِ مُصافحة تأتي بالأشياء الجميلة