فهو أيضا بقطع الهمزة وبالخاء المعجمة , ومعناه اتركوها ولا تتعرضوا لها بتغيير . وذكر القاضي عياض أنه وقع في رواية الأكثرين كما ذكرنا , وأنه وقع عند ابن ماهان ( أرجوا ) بالجيم قيل : هو بمعنى الأول وأصله ( أرجئوا ) بالهمزة , فحذفت الهمزة تخفيفا , ومعناه : أخروها واتركوها , وجاء في رواية البخاري ( وفروا اللحى ) فحصل خمس روايات : أعفوا وأوفوا وأرخوا وأرجوا ووفروا , ومعناها كلها : تركها على حالها . هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه , وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم من العلماء .
وقال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - يكره حلقها وقصها وتحريقها , وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن ,
وتكره الشهرة في تعظيمها كما تكره في قصها وجزها . قال : وقد اختلف السلف هل لذلك حد ؟ فمنهم من لم يحدد شيئا في ذلك إلا أنه لا يتركها لحد الشهرة ويأخذ منها , وكره مالك طولها جدا ,
ومنهم من حدد بما زاد على القبضة فيزال , ومنهم من كره الأخذ منها إلا في حج أو عمرة .