الحمد لله رافع السماوات ، اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ، لك الحمد ياربنا إذا رضيت ولك الحمد إن لم ترضى ولك الحمد حتى الرضا
والصلاة على من لا نبى بعده ، وعلى آله وصحبه ، ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
أما بعد
فلقد قرأت فى كتاب " بستان الواعظين ورياض السامعين " ما بيانه كالتالى :
يقول تعالى " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " فالعباد إذا سمعوا النداء يوم الحشر وعلم كل عبد وأمه منزلته من جميع أهل الأديان ، ونشرت الدوواوين ووضعت الموازين وجىء بالنبيين ، ونصبت المنابر بالأنبياء والرسل فيجلس كل نبى على منبره وأمته قد أحدقت به ، ونصبت الكراسى للصديقين والشهداء ،وأشرقت الأرض بنور ربها وجاءت كل نفس ومعها سائق يسوقها وشاهد يشهد عليها
والناس ينقسمون فى السياقة إلى قسمين :
1- قسم تسوقه الملائكة ببر وإكرام ورقة وإجلال ، وتؤمنهم وتهدىء من روعاتهم ، كلما نظر العبد إلى من يعذب أو ينكل يقول له سائقه من الملائكة : يا عبد الله ما أنت مثل هذا ، فهؤلاء عصوا الله وأنت أطعته .
2- وقسم يساقون بالإنتهار والسطوة والإغلاظ ، يسوقه سائقه وهو يروعه ويقول له: يا عدو الله هذا الحساب ، سوف تدرى ، كلما نظر إلى من يعذب أو ينكل قال له سائقه : الساعة تكون أنت مثل هذا ، هذا عصى الله وأنت عصيته ، أما علمت يا عدو الله أن الحساب والحشر أمامك ؟
فما أعظم المصيبة أحبابى فى الله إن لم يعف عنا رب العالمين ومن سمى نفسه الغفور الرحيم ، فلماذا لا نغتنم الفرصة ونتاجر مع الله فى دار الفناء ، ليدخلنا فى زمرة المتقين فى دار البقاء وينادى فينا الملائكة " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "
ولنختار مع أى زمرة نريد ، يقول تعالى " وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ، ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ، وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ، قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ، وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ، وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ".
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأسأله أن يرزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهاده وبعد الموت جنة ونعيماً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته