بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ الشرح من الموضع الذي بدأ به الفراعنه شرح أحداث الحلم الذي رأى فيه ما سيأتي من الفتن و الملاحم حسب ما ذكر في القصيده و هي قصيده فريدة من نوعها و حيدة في عقدها ، تدل على بلاغة و تمكن من الصنعه و ثقافة عاليه و لعل فيها دلائل على شفافية النفس و شطحاتها في عالم الغيب.................
الجزء الأول
في ظل عوسجة برملة حومل
--------------------------------------------------------------------------------
أطلقت للحلم البغيض عنانيه
العوسجة = نوع من الأشجار ( والمراد أنه نام تحت شجرة من العوسج في منطقة حومل و هي في طريق عودته من رحلته و عندما نام رأى حلم )
فرأيت كل قريبة و بعيدة
--------------------------------------------------------------------------------
حتى تمثل صادحا كروانيه
صادحا = صائحا و الكروان = نوع من الطيور
( المراد أنه رأى كل الأحداث القادمة في المستقبل القريب و ما هو أبعد من ذلك وأن الحلم قد طال و وقته للفجر و الله أعلم )
أنبئت منه بكل باق مفجع
--------------------------------------------------------------------------------
عن غيب دهر لا يكرم عانيه
( المراد أن الحلم الذي رآه فيه أخبار المصائب و الفتن القادمة لذلك فهذا الغيب لا يكرم من يعتني بمعرفته لأنه مليء بالفتن )
فرأيت من سفيان أسجح جبهة
--------------------------------------------------------------------------------
مرهون طودين و نفسه كانيه
سفيان = قبيلة من قبائل العرب أو عشيرة من عشائرهم ، أسجح = كريم ، جبهة = مقدمة الرأس ، كانيه = متكتمة
( و المراد أنه رأى السفياني المذكور في بعض الأحاديث النبوية ( و جميع هذه الأحاديث إما ضعيفة أو موضوعه و الحق أنه لم يصح شيء في ذكر السفياني )ورد انه رجل من بني سفيان ( على أغلب الضن وقد قال بعض الشيعة أنه من نسل أبي سفيان و قال البعض أن السفياني بمعنى الذي فصل الدين عن الدولة أي العلماني و لا أميل لتصديق هذا و إنما إن صح أن هناك شخص إسمه السفياني فسيكون هذا لقب لعائلته و هذا اللقب موجود في زماننا هذا في أكثر من قطر عربي و الله سبحانه أعلم) و الشاعر يذكر بعض أوصافه فهو كريم الجبهة أي عريضها و لعله قصد هنا أن الرجل أصلع مقدمة الرأس لأن الصلع يوسع الجبهة كما هو معروف و قد يكون المقصود من عرض الجبهه قوة الشخصية أو جميع ما سبق ، و ذكر أيضا أنه مرهون طودين و الطود هو الجبل العظيم و لعل قصد الشاعر بالطودين الجيشين العظيمين على الميمنه و الميسره أو أن السفياني سيبعث بجيشين عظيمين كل منهم يتجه في جهة و قال الشاعر أن السفياني صاحب نفس كانيه أي متكتمة بمعنى أنه لا يثق كثيرا بمن حوله و في الروايات التي وردت في السفياني أنه يخرج من قرية بقرب الشام و أنه يكون ظالما و يتخن في القتل و أنه يوحد بلاد الشام والعراق تحت سلطته ووردت بعض الأخبار غير الموثوقه بأنه هناك أكثر من سفياني واحد و لعل الذي يتحدث عنه الحلم هو السفياني الأول و الله تعالى أعلم و ورد أن السفياني ( و لعله غير هذا الأول أو من عقبه) يبعث جيش من بني كلب لمحاربة المهدي و أن هذا الجيش هو الذي قصده الرسول صلى الله عليه و سلم بالخسف كما في الأخبار الصحيحة و في أخبار السفياني أيضا أنه عندما يعلم بخسف الجيش الذي بعثه لملاحقة المهدي يعلم أن هذا هو المهدي الحق فيبايع المهدي و يسمح له بدخول بيت المقدس بدون قتال( هذا و من أراد أن يستزيد من أخبار السفياني فعليه بكتاب 'الفتن' للحافظ أبو عبد الله- نعيم بن حماد شيخ الإمام البخاري والذي توفي في عام 229 هجرية علماً بأنه لا يصح شيء من هذه الأخبار كما ذكرنا و إنما ذكرت ما سبق للتنويه بأن الشاعر قد يكون إنما يستقري التاريخ من هذه النصوص و يصيغها شعرا على شكل حلم و لشرح هذا النص الأدبي الرائع والله تعالى أعلم.
فيلوذ في جمع يغالب نشره
--------------------------------------------------------------------------------
نشر الجراد مداهما عمانيه
يغالب = يساوي أو يزيد ، مداهما = مهاجماً ، عمانيه = عمّان عاصمة المملكه الأردنيهً
(يقصد أنه رأى في حلمه أن السفياني سيقود جيش عظيم الإنتشار كثير العدد لمهاجمة عمّان عاصمة الأردن)
فليفتكن بقصير هاشم فتكة
--------------------------------------------------------------------------------
منها نعا بالصوت : ما أشقانيه
فتك = أهلك ، نعا = صاح باكيا
( يقصد أنه رأى في حلمه أن السفياني سينتصر في هذه المعركة و سيقتل الملك الهاشمي الذي يحكم الأردن و الذي وصفه بأنه قصير و هو و صف يطابق صفات العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن و لا نتمنى الشر لأحد بل ندعو لهم بالتوفيق والهدايه )
فيجد في طلب اليهود يسوقه
--------------------------------------------------------------------------------
غليانه فليطفئن غليانيه
يجد = يجتهد ، غليانه = ثورته و هيجانه
(يقول الشاعر أنه رأى في حلمه أن السفياني بعد إحتلاله الأردن سيتجه لمحاربة اليهود و دولتهم العنصريه إسرائيل بثوره عارمة لتحرير فلسطين و لو صح أن نحلم مع الشاعر بهذا فأقول أن هذا السفياني على ظلمه كما جاء في بعض الروايات الضعيفه المنقوله من المأرخين إلا أنه سيكون فيه من الخير الكثير و لعل في هذا تفسيرا لقوله تعالى ( و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علو تتبيرا) و قد قال جمع من العلماء أنه لا يجوز أن يكون هذا الدخول للمسجد من قبل الصالحين لأن فيه تتبير بمعنى تدمير لكل ما يمر عليه هذا الجيش و هذه ليست من صفات الصالحين و عليه فقد كانوا يفسرون هذا الدخول بأنه بمعنى الغزو البابلي القديم لفلسطين ولكن كلمة المسجد هنا تشير بأن هذا الدخول سيكون في عهد الإسلام والله تعالى أعلم و لعل المقصود في الآية المذكورة آنفاً من التدمير هو جدار الفصل العنصري الذي بناه الصهاينة و في حالة هذا الجدار يكون التتبير أي التدمير أمر ممدوح لا مقدوح الله و رسوله أعلم - و أقول أن على المسلمين أن لا يتوانوا عن العمل على تحرير القدس و كل أرض فلسطين ليقولوا بأننا ننتظر السفياني أو المهدي أو غيرهما إنما عليهم بأنفسهم فهم مسئولون أمام الله عن ما عملوا لنصرة هذا الدين أما و بما أن المقام هنا هو لشرح نص أدبي فلا بأس بذكر ما ذكرت لشرح البيت.
فيسومهم في الجنب من طبرية
--------------------------------------------------------------------------------
سوط العذاب بكل أحدب قانيه
طبرية = إسم لبحيرة في فلسطين و يطلق أيضا على أسم المنطقه المحاذيه للبحيره ، أحدب = المعكوف من السلاح أو الحديد ، قانية = شديدة الحمرة و لعل المقصود هنا شدة حمرة الدم أو شدة الحمره من اللهب و النيران.
(يقول الشاعر بأن السفياني سينتصر على اليهود في معركة بالقرب من طبرية بأرض فلسطين و سيثخن في القتل و الإيذاء الجسدي لجنود الإحتلال).
و بهذا البيت تنتهي الأبيات التي جاءت في ذكر فتنة السفياني
الجزء الثاني
ورأيت أمة مغرب تعدو بنا
--------------------------------------------------------------------------------
عدو الجمال الهارعات بسانية
الهارعات = المسرعات المشي ، سانيه = ساقيه أو قرب الماء التي تحمل على ظهر الجمال
(أمة من المغرب و قد يكون المعنى هنا بلاد المغرب العربي شمال أفريقيا و هذا مستبعد لقوله أمّة و إنما أبناء المغرب من أمة المسلمين أو أنه يعني بلاد الغرب و لكن و لغرض الوزن قال المغرب و هذا جائز في الشعر و يأكد هذا البيت اللاحق بأن هذا الجيش يحارب تحت راية الصليب الذي هو شعار النصارى من بلاد الغرب- يقول الشاعر أن هذه الأمه النصرانيه ستتجه نخو بلاد الإسلام بجيوش جراره محمله بأسلحه ثقيله و لكنها سريعة في إنتقالها و قد ذكر طريقة إنتقالها بصوره شعريه رائعه عندما شبهها بالجمال التي كانت تحمّل بقرب الماء على ضهورها في قديم الزمان و لعله يقصد هنا السفن حاملات الطائرات فكما نعرف جميعنا فالجمل سفينة الصحراء و لكن العدو(طريقة الجمال في المشي) لا يكون في البحر)
فترى على إثر الهلال صليبها
--------------------------------------------------------------------------------
يبنى ومنه بكل قطر بانية
بانيه = نوع من الأشجار و البانيه أيضا الواضحه و الصريحه
( والمقصود من قول الشاعر أنه رأى في حلمه أن القوات الصليبيه المحتله ستنزع الرايات الإسلاميه و ستنشر راياتها الصليبيه في كل العالم الإسلامي ( نسأل الله العفو و العافيه) ما عدا في امناطق الذي يذكرها في البيت التالي و لعل في البيت إشاره إلا أن المسلمون سيتخذون من الهلال شعارا لهم قبل هذا الغزو)
إلا الثلاثة أهلها بدمائهم
--------------------------------------------------------------------------------
عنها أماطوا كل برقع رانية
الثلاثة = بيت المقدس و مكة و المدينة ، رانية = غطاء
(يقول الشاعر أن الحمله الصليبيه لن تستطيع دخول المدن المقدسه الثلاثه عند المسلمين و ذللك لإستبسال المسلمين في الدفاع عنها رغم كثرة الشهداء من المسلمين في هذه الحملات إلا أنهم سيستطيعون كسر كل حصار يفرض عليهم ). ( ولعل قصد الشاعر بإماطة البرقع رفع الكفر الذي يدعوا له الصليبيين لأن الكفر معناه تغطية الإيمان و المعنيان يأيدان بعضهما).
قرن قران حله وحرامه
--------------------------------------------------------------------------------
لا يؤخذ الزاني بجرم الزانية
قرن = الفتره من الزمن التي يعيش أهلها نفس الظروف وهي بين الأربعين و المائة سنه.
قران = سواء ، تساوي بين طرفان.
( يقول الشاعر أنه رأى في حلمه أن الناس ستعيش فترة من الزمان يستوي فيها الحرام و الحلال و ما ذلك إلا لعدم الإلتزام بالدين و القيم و الأخلاق و سيفشوا الزنا و قد ورد ذكر هذا في الأحاديث الصحيحه حتى يتسافد الناس في الشوارع تسافد البهائم و هذا يكون في بلاد الإسلام و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم)
عسى أن ييسر الله لنا شرح باقي أجزاء القصيده
شرح / صائل حسن الرباع