وفي الغناء فناء الروح

وفي الغناء فناء الروح

أمسكت ببعض الشرائط ... واغلقت باب غرفتها ... وارتفاع صوتا عالياً ...
حبيييييـبي يا عمري أنا كلي جرااااااااااح
لو كنت حبيبك سيبني أرتااااااااح ...

ربنا يهديكي يا بنتي كانت الام ستنفجر من الحصرة والندامة على ابنتها التى
لا تكف ابدا عن سماع الغناء .. كم جلست لتنصحها واحيانا توبخها ... لكن لا
جدوى فالذي لا تسمعه بالمنزل ستسمعه خارجه... كانت لا تمل ابدا من الدعاء
لها حتى تكره سماع هذه الكلمات ..

يا رحمة الله يهديكي يا بنتي اطفي الزفت دا

يوووووووووه يا ماما انت كل شويه تنكدي عليه كدا

يا حبيبتي أنا خايفه عليكي

خايفه عليه من إيه .. العو هياكولني

خايفه عليكي من غضب ربنا وعذابه .. الاغاني دي على طول بدخلنا الشياطين البيت ..

متخافيش الشياطين مقفول عليها في الاوضه عندي ... ارتاحي بئه وريحيني معاكي

كانت تختلط الاصوات في طرقة المنزل بين صوت القرءان الكريم وصوت الغناء
والام تتحصر وقلبها يعتصر على ابنتها التى تربت على حفظ القرءان واداء
الصلاه لم يخطر ببالها انها تتغير كل هذا التغير ...
وجاء الاب من عمله يفتح باب الشقه ليسمع هذه الاصوات المختلطه بين الحق والباطل ...
اقترب من غرفة ابنته ليهم بتوبيخها كالعاده فهو لا يستطيع ان يتحمل مثل هذه التصرفات
لكنه تراجع يريد ان يجد حل ... لقد سأم من التوبيخ الذي لا يجدي ويخلف الشجار وحسب ..
كانت رحمة لا تجد متعتها الا في سماع الغناء ولا تستطيع فراقها ابدا فهي
لا تستطيع التركيز في المذاكره إلا وصوت الدندتة بجوارها ... كانت لا
تستطيع النوم الا بجوار موسيقى هادئه تعزف الى الصباح ...
فهي تتمتع بقدر كبير من الرقة والرومانسيه فالحياة بالنسبة لها اشواك بدون الكلمات الحانيه
كان الاب يعرف إبنته جيدا ولكنه يريد نزع حبها للغناء ولو بالقوه ففي يوم من الايام كانوا سويا في السياره فقالت بصوت خافت

بابا انت زعلان مني

قالها اه طبعا انا مشطايقك أصلا

ليه بس كدا

قالبلنا البيت ديسكو ومش عوزاني ازعل

يابابا بس افهمني انت بس بتسمعها وانت متعصب طب ممكن بس اشغل حاجه هتعجبك ؟

اتحفيني يا ختي

ادارت رحمة مسجل السياره وصوت خافت رقيق يتصاعد تدريجياً

Have you seen my childhood

تزمر الاب منزعجا وعينه تحملق في الطريق وقال بصوت مأجج بالصياح

وكمان اجنبي ... يارب ارحمنا ودا مين دا كمان

امممممم دا مايكل جاكسون

لم يشعر الاب الا وهو يلقي الشريط من نافذة السياره

الهباب دا ميدخلش بيتي ولا عربيتي انت فاهمه

غرقت رحمة في البكاء حزينه من تصرف اباها المتعسف والتى اعتبرته إهانه لها كالعاده
اكتئبت وانعزلت عن من في البيت وما زاد حزنها هو حرمان اباها لها من
المصروف حتى لا تستطيع شراء مثل هذه الشرائط الفاجره وكلما اصدر البوم جديد
تتألم وتتحسرعلى عدم تمكنها من شراء ما تحب . فأصبحت لا تمزح ولا تبتسم
لقد فارقها ما يضفي عليها السعادة والسرور
لكنها لا تيأس فكانت تتبادل مع صديقتها الشرائط مؤقتا وتفتح الراديو وتقول
يلا الأف أم مش وحش
وفي يوم
نادت الام للابنة قائله

رحمه ...

ايوه يا ماما

محتاجاكي في المطبخ يا حبيبتي

حاضر

اقبلت رحمة على مساعدت أمها بل انها طلبت من امها النوم كي تستريح وستقوم
هي بما تبقى من عمل .. كانت علامات التربيه الصالحة تظهر احيانا في بعض
المواقف ... لم يذهب غرس والديها الصالح هباءا ...
اقبل الوالد على ابنته اثناء عملها في المطبخ وقال

رحمه حبيبتي .. اطفي البتاع ده وشغلي الشريط دا بداله

ايه دا يا بابا ؟

دا قرءان بس الصوت ده هيعجبك جدا

كان الاب يدرك ان ابنته مرهفة الحس رقيقة ... تحب الحياة المبهجه فاحضر لها هذا الشريط لقارئ جديد شاب صغير صوته عذب ...
اخدت رحمه الشريط متزمره كي تريح ابيها الذي لا يرضيه دائما ما تفعله ..
وعند الاستماع الاول لها لم تصدق أذنها ما تسمع ... ما هذا الصوت الرقراق
العذب ...فهذا الشيخ يتمتع بالخشوع وصوته تهتز له قلوب ارتجف قلبها رجفه
قويه فمنذ سنين لن تسمع مثل هذه الكلمات ... بدا قلبها بالخفقان شيئا فشيئا
حتى سمعت بأذن قلبها " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا
تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيدِ "
لم تتمالك نفسها من البكاء ... كانت دموعها الساخنة
تتساقط ويدها ترتجف ... لم تشعر بهذا الاحساس من قبل ... شعرت بكم الحرمان
الروحاني الذي تفتقده ... الان وجدت روحها الضائعة ... كم كانت تشتاق لمثل
هذه اللحظه منذ سنوات عديده ...
سارعت رحمه للذهاب الى غرفتها مدت يدها
على رف الشرائط غرفت يدها تحمل ما تستطيع منه واباها يتعجب ... ما هذه
الحاله الهستيريه .. ماذا اصاب البنت ... لم تتكلم معه ألقت ما بيديها في
الحوض وفتحت عليه الماء ... وهى تقول كنت احمل عندي قاذورات كان يجب التخلص
منها ... الان عرفت معنى الاحساس والرقه
سار حبي وقلبي ملك ربي الذي اقرب مني من حبل الوريد وانا لا ادري

ضمها اباها ضمه حانيه لم يكن في مخيلته هذه الاستجابة السريعه كان اوشك
على الياس منها ولكن الله لم يخيب ظنه فيها حينها شعر الاب ان توبة ابنته
نصوح وان الله اكرمه واكرمها فوق ما يستحقون ...
حدثت بالفعل منذ بضع سنين
تمت

الله عليكى يا تاج الايمان

ربنا يقوى ايمانك يابنتى
ويجزيكى كل خير
وتحققى كل اللى تتمنية يارب
انتى احلى مثال للبنت المسلمة ربنا يحميكى
تقبلى تقديرى واحترامى لشخصك الجميل الكريم

» نظريه تطور الغناء _ كوميدي
» منع مروى من الغناء في مصر لظهورها عارية
» شيرين عبدالوهاب: «ندمانة» على الغناء لـ «مبارك»
» نانسى عجرم : لا يهمنى الغناء فى الجزائر
» سعد الصغير يعتزل الغناء.. وينفي زواجه بدينا