الفئات الثلاثة الناجية 1/2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ المصطفى
أما بعد
قبل أن أتحدث عن الفئات الناجية هناك حديث للنبيّ
صلّ يارب عليه وأله وبارك وسلّم كما تحبه وترضاه آمين
يكثر سؤال الشباب عنه في كل بلد أزورها أو
يوجهه الشباب لكل ضيف من الدعاة
انه حديث
تنقسم أمتي ثلاثة وسبعين قسما
رواه أبو داود ولم يروه البخاري ومسلم
وأول الحديث
تنقسم اليهود سبعين قسما
وتنقسم النصارى اثنين وسبعين قسما
وتنقسم أمتي إلى ثلاثة وسبعين قسما
كلها في النار إلا واحدة
فكل جماعة تربي أتباعها على أنها
هي الطائفة الناجية وغيرها في النار
وأحب أن اسأل الشباب لو قلت لهم أن
الطالب الأول أخطا سبعين خطأ
والثاني أخطأ اثنين وسبعين خطا
والثالث اخطأ ثلاثة وسبعين خطأ
فأي الثلاثة أسوأ ؟
لا شك أن الأكثر فرقة هو الأبعد عن الصراط
من اجل هذا لا بد أن نعرف من هي
الأمّة التي تفترق ثلاثا وسبعين فرقة
قبل أن ننشغل بالبحث عن الفرقة الوحيدة الناجية
هـــــــــــــــــــــــل
هـــــــــــــــــــــــي
أمّة الإجابة أم أمّة التبليغ ؟؟
كلمة أمّة
– محّمد –
صلّ يارب عليه وآله وبارك وسلم كما تحبه وترضاه آمين
تستعمل ويراد بها الذين امنوا بالله تعالى ورسوله والكتاب الذي انزل على رسوله
والكتب التي أنزلت من قبل
فورثت هذه الأمّة هدي الجميع
وهذه الآمّة
توحدت في الأرض يوم وحّدت ربها في السّماء
وقد حفظها الله تعالى من الاختلاف الذي ابتليت به الأمم السّابقة
فالأمم السّابقة اختلفوا إيمانا وكفرا
قال تعالى
{
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن
كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء
اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }
البقرة 253
هذه امّة محّمد صلّ يارب عليه وآله وبارك وسلم كما تحبه وترضاه آمين
التي استجابت
والخلافات فيها لا تخرج من الدين
ولا توصل للنار
أمّا أمّة التبليغ
فحجمها حجم كل البشر
الذين أرسل الله إليهم محّمدا، ومحّمد قد بعثه الله لكل العالمين
صلّ يارب عليه وآله وبارك وسلم كما تحبه وترضاه آمين
هي امّة محّمد أيضا
لان الله اوجب علينا أن نبلغ دعوته
ولكنهم رفضوا دعوته واختلفوا ثلاثا وسبعين فرقة
والمراد من العدد الكثرة والمبالغة
وليس العدد الحسابي
وهذا موجود في اللغة والقرآن
وقد سميت هذه الأمّة بمجتمع الايّات أعني
يهودية – نصرانية - شيوعية - وجودية - بهائية قاديانية –ألف
- ايّـــــــة -
تختلف فيما بينها وتتفق على عدائها للإسلام
وبهذا نفهم أن امّة الإجابةناجية
وأمّة الإجابة الناجية
ثلاث طوائف حددهم القرآن
الطائفة الأولى
المهاجرون
جاء هذا في سورة الحشر
{ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
الحشر 8
وختم الآية الكريمة القرآن بقوله
أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
الطائفة الثانية
إنهم الأنصار
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
الحشر 9
وختمت الآية الكريمة بقوله تعالى
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
الطائفة الثالثة
قال تعالى
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْيَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
الحشر 10
طوائف ثلاثة ناجية
ثمّ جاء في الآية التي بعدها
الحديث عن النفاق
{ أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا
يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ
أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
الحشر 11
وآخر آية الحشر
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
فالذي ليس
مـــــــــــــــــــهاجرا ولا أنصـــــــــاريفليـــــــكن محبا لهم
وليحذر من النفاق
والترتيب نفسه جاء في سورة التوبة
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
التوبة 100
الى هنا ينتهي كلام القرآن الكريم عن
الطوائف الثلاث
في السورتين ومجموع آيات القرآن
يكمل بعضها بعضا ويفسره
وفي سورة الأنفال
{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِاللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
الأنفال 74
اثبت القرآن أن هؤلاء الطوائف الثلاثةهم المؤمنون حقا
فماذا بعد الآيات الكريمات ؟؟
في سورة الحشربعد أن تكلم عن
المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
اتبع الحديث عن المنافقين
{ أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا
يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ
أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
الحشر 11
والترتيب نفسه للآيات في سورة التوبة
فبعد أن تحدث القرآن عن السّابقين الأولين من
المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
وعن قوله تعالى رضي الله عنهم وتكلم عن رضاهم عنه
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
آية التوبة 100
تكلم عن المنافقين
{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }
التوبة 101
فسفينة النجاة في القرآن قاصرة على الطوائف الثلاثة
وبعدهم يأتي الحديث عن النفاق
المهاجرون
قال عنهم أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
الأنصارفَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
شهد القرآن بتبعيتهم للناجين
ومن أحب قوما حشر معهم
والآية في سورة الأنفال
74 أخبرت أنهم هم المؤمنون حقا
أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
هذا في الآخرة
وهذا وعد من الله تعالى
{
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
التوبة 111