وهناك قصة رمزية لدِيك ودجاجة، تبين لنا الفرق بين من قبع في إطار نفسه ولم يقدم للناس شيئًا، وبين من يتعدى نفعه إلى الناس فيفيدهم:
(الدجاجة: كف عن صياحك أيها الديك، فإن صوتك قبيح.
الديك: ويحك! صوتي هو الذي يوقظ النائمين، ويؤنس العباد والقائمين، ويبعث الروح في الكسالى والخاملين، فكيف يكون قبيحًا؟!
الدجاجة: كفاك فخرًا بنفسك فلي صوت كصوتك.
الديك: وهل يقظة كغفلة؟ في الأسحار أصيح وأنت في الأحلام، وأهتف والناس نيام، ويكفيني فخرًا أن المؤمن كان إذا سمع صوتي عند الفجر وثب.
الدجاجة: لكن قومًا أزعجهم صوتك فانهالوا عليك بالشتم والسباب.
الديك: أموات غير أحياء، أما سمعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبُّوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة؟) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (5101)].
الدجاجة: فما بال طلب الناس علي أكثر؟
الديك: تخدمين دنياهم فيكافئونك بالذبح، وأخدم آخرتهم فيكرمونني بالمدح، وعند مس النار يبين الفرق) [صفقات رابحة، د.خالد أبو شادي، ص(163)].
أيهما أفضل : الداعية فى ميدانه أم الزاهد فى محرابه ؟
لو فكر أحدنا قليلا وسأل نفسه : الى من يرجع ثواب هدايته الى الاسلام ؟ لتبادر الى الذهن فورا ابائنا وامهاتنا ومن بعدهم الاجداد والجدات ثم من ورائهم ثم ... ثم ... وصولا الى الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه فاتح مصر وناشر الاسلام فيها والذى ما نحن الا بعض حسناته ومامن حسنة يعملها اهل الاسلام فى مصر الا وضع له مثلها فى ميزانه وميزان اصحابه وكذا الحال لاهل العراق مع سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه وحال المغرب مع عقبة بن نافع رضى الله عنه
اخوانى .. مات هؤلاء الصحابة وبليت اجسادهم ومع ذلك لازال ملك حسناتهم يكتب ويسجل فى صحائف اعمالهم مالايحصى من عظيم اجر وارتفاع درجة وسيظل يسجل الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهل هؤلاء الفاتحون واشباههم الا بعض حسنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! وأنت أنتانتاين حسناتك التى يصلك ثوابها الى ان يرث الله الارض ؟!اذا اردت ان تنال بعض مانالوا فابذل كلمة طيبة تنبت لك شجرة طيبة أصلها ثابت فى جذر القلب .. وفرعها بازغ فى سماء الاجر ..
تؤتى اكلها كل حين فى الدنيا قبل الاخرة بأذن ربها...