يا ايهاالبائس الشقي
لما سرقت بسمتي
ومعها الأحلام والأمل
و فرحة قلبي ومهجتي
ووهبتني سيل الدموع
وأنات وآهات
تصدرت أعتاب فؤادي الموجوع
لما سرقت ضحكتي
و ذكريات الصبا ولعبتي
التي خبأتها
فكم وكم أحببتها وصافحتها بأناملي وكلتا يدي
حتى الأنا بعثرتها كالغبار في الفضاء
لم يعد مني شئ إلا تمزقات وأشلاء
تبعثرت بين يوم يوارى فيه الرفات
ويوم كان مولدي
لما سرقت الزهور
وعطر ربيعها المنثور
في الأرجاء في الحقول
فذبلت فأصبحت بلا نضارة
وكانت زينة الصبح الندي
وزرعت مكانها الألغام
ووهبتني الأوهام
أزرعها شوكا على مر الأيام
أأشواك قدري وقدر أهلي وأخي وأبي
أسيبقى بالأمس حظي وكذا اليوم وغدي
إلتفّت على لطف الحياة بأس وأنات وآه
أخفت معالم الصفاء
فلم يعد لغير الحزن من طيف يلوذ بي
وآه وآه وآه من ألم وألم أطرده فيرحل
ويرسل لي غيره على غير موعدٍ مني
يأتني
فمتى وكيف تتجد إطلالة الصباح
فيحضرني بأحلام وأماني
غابت أخفيتها يا من سرقت حلمي في الحياة
وفي لحظة جعلته يتبدد
حتى أنك لم تعلم أنك سرقتني
لم تعلم أنك سرقت حبي للحياة ولهفتي
وكل ما لدي
لم تعلم أنك أخذته وكان
أنشودتي وملك يدي
وكان فرحتي
التي رميت بها فلم تكن لك
وما أصبحت اليوم ملكي
واصبح الجفاف وحده ما أملكه
ولك الصحارى يأيها البائس لعلك بهاتكتفي
كفاك منذ اليوم تجرأ
كفى ما أشقيتني
سأمسح كل الدموع وأتصدى لك
فيكفي ما أبكيتني
إزرع الأبتسامة ولا تسرقها