ستدعت الخارجية الإسرائيلية، أمس، ياسر
رضا، السفير المصرى فى تل أبيب، لإبلاغه احتجاج إسرائيل على تصريحات
الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، بشأن إمكانية إعادة فتح النقاش فى بعض
بنود اتفاق السلام، ووصفه للاتفاقية بأنها «ليست مقدسة».
وكان «شرف»،
قد قال فى مقابلة مع محطة تليفزيونية تركية، أمس الأول، إن معاهدة كامب
ديفيد مطروحة دائما للنقاش أو التغيير إذا كان ذلك يفيد المنطقة والسلام
العادل.
وتعليقا على التحرك الإسرائيلى، قال الدكتور مصطفى الفقى،
مساعد أول وزير الخارجية السابق، إن حدوث أزمة بين مصر وإسرائيل على خلفية
تصريحات «شرف» أمر مستبعد، مؤكداً أن إسرائيل الآن «فى أضعف حالاتها نتيجة
الربيع العربى».
وانتقد «الفقى»، تصريحات الخارجية الإسرائيلية
الرافضة لفكرة طرح معاهدة السلام مرة أخرى للتفاوض، موضحاً أن هذه
التصريحات مخالفة للقانون الدولى لأن أى معاهدة «بنت ظروفها والوقت الذى
وقعت فيه، ويمكن تعديلها فى أى وقت، بناء على رغبة أى من الأطراف الموقعة
عليها».
وقال نبيل عبدالفتاح، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام
للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استدعاء الخارجية الإسرائيلية للسفير
المصرى وإبلاغه احتجاجها على تصريحات «شرف» تصرف غير مسؤول، ومخالف للأعراف
الدبلوماسية الدولية، والاتفاقية الدولية المنظمة للمعاهدات الدولية.
وأضاف
«عبدالفتاح»، أنه من حق مصر المطالبة بتعديل اتفاقية السلام بينها وبين
إسرائيل وفقا لاحتياجاتها ومدى توفير تلك الاتفاقية الحماية لحدودها،
مطالباً إسرائيل بالتوقف عن التعامل مع المصريين بـ«الغطرسة التى عودتها
عليها أثناء الحكومات السابقة».
من جانبه، وصف الدكتور عماد جاد،
الباحث فى الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية، تصريحات الدكتور عصام شرف، بأنها «مزايدة على إسرائيل لصالح
تركيا» مؤكداً أن مثل هذه الأمور «يجب مناقشتها بعيدا عن وسائل الإعلام».