السلطان العاشق من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 1607 نقاط : 2268 تاريخ التسجيل : 13/06/2011 العمر : 62
| موضوع: الصّمت لغه لايتقنها إلا المَوجوعين السلطان العاشق الأربعاء سبتمبر 14, 2011 5:54 am | |
| الصّمت لغه لايتقنها إلا المَوجوعين ..
هي حروف تتحشرج في ذات الصدر كل ماتصاعدت للشفاه ضغطاً
من الأسفل رجعت لتكمل مسيرتها الصمتيه رضاً بمقامها الحقيقي..
وليس أي وجع يجبرهم على إتقان الصمت .. ليست هي الأوجاع المعتاده الناخره لأجساد ملايين من البشر فحسب ! كلا.. بل هي الأوجاع النادره المميته لقله قليله من البشر ..
هذا هو السكون يتغلغل وسط عروق آلام المرضى تجدهم لايتحدثون ولايحاولون التحدث فقط ينظرون إلينا نظر المغشي عليه .. إن تحدثو نصادف أن الغموض يتشبث بأطراف حروفهم .. فلانميز أهم يضحكون ! أم يبكون ! …………………….أم يسخرون منا وهم يبثونا بعضاً من مشاعرهم عبر قنآة اللسان !
عجب لهم !
كم هم محترفون إن تهجو بحروف أوجاعهم ! نجدهم يثرثرون عن ألامهم وأمراضهم لدرجه قصوى حتى أننا نقول في أنفسنا أهذا هو الصمت الذي يدّعون ! ؟
وهم في الحقيقه لم يبوحو بربع ربع مايشعرون ..
فالجرح العميق مخبأ تحت أجنحتهم ولن يظهر إلا بطيرانهم ولن يطيرو فأجنحتهم ملتصقه بدمآء جراحهم ..
من كان له حسّ ومتقن لفنّ الفراسه وقاريء لما خلف السطور سيعلم أنهم لم يفصحو بشيء ويظل متعطشاً لحقيقتهم .. أما الأغبيآء يكتفون بما مرق على أسماعهم أو أنظارهم فيذيلون هذيان المرضى بشفاكم الله ياطهراً كساكم البياض ..
تميزهم الحساسيه أكثر مايؤلم أولئك هو أنهم لايجدون من يلتقط أنفاسهم إن قررو التنفس وإن وجدو من يلتقطها أشفق عليهم .. فالشفقه لهم كرذاذ العطر يسكب على الجروح النازفه فيشعلها ويزيدها حرقاً.. تغيظهم جداً تلك الشفقه ..
وإن صمتو تحاذف عليهم الفضوليين من كل حدب يقفون على أعتابهم يرمقونهم بكل شراهه بغية كلمه واحده تتسلل من أطراف شفاههم .. المرضى موقنون بأنها ليست إلا إشباع فضول بعيداً عن سؤال الحال .. ولسان حالهم يقول ليتكم بقدر ماتصغون وتتنبهون لصمتنا المطبق بفضول جارف تصغون لثرثرتنا بحس دافيء ..
لغرابتهم نجدهم يصمتون في بعض من البيئات التي يقطنونها ولا يهذون بحرف واحد كالقبور الموحشه تحت وطأه الظلام .. وفي بيئه أخرى على النقيض تماماً يشكون كثيراً ويصرخون بأعلى درجه كقاعة أفراح متصدعه بموسيقآر مزعج جداً .. ولهم في ذلك حاجه وأقرب مايكون / وقد يكون لهم حب رؤية أنفسهم كيف هم قادرون على موارآة أحاسيسهم خلف حروفهم المحتوم عليها بالوجع لكثره مايستخدمونها في ترجمة حياتهم ولا تتعطل فهي كل يوم تزدهر بألم جديد ..
وكل ذلك بدون أن يشعر بها من يقرأها / يسمع بها ..
لاتلوموهم إن أخطأو وتحدثو عن بعض من ألامهم بكل وضوح وشفافيةٍ يوماً مّا..
فبكل تأكيد أن لهم سمّاً من وجع جعلهم يلفظون بعضاً من مايشعرون به من ألم حتى يحظى ذلك السم بمكان يترنح فيه بكل أريحيه ..
الجميل في ذلك الصمت أنه إعتلى بمكانةٍ مرموقه عند موته / إكرامه بالدفن تحت التراب .. يموت الصامت المتوجع ويموت معه ذلك الصمت وسيبعث معه ..
والصّمت لغه لايتقنها إلا الموجوعين وليس أي وجع فحسب
| |
|