كشفت شهادات المعتقلين من ميدان التحرير فى أول أيام شهر رمضان عندما قامت الشرطة العسكرية وجنود الجيش ومجندو الأمن المركزى بفض اعتصام الثوار بالقوة والقوا القبض على نحو 111 شاب مدى المعاناة التى لاقاها هؤلاء الشباب داخل السجن الحربى ومدرعات الجيش.
ونشر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب هذة الشهادات مدعومة بصور توضح أثار الإعتداءات والتعذيب التى تعرض لها المعتقلون من قبل الشرطة العسكرية والجيش دون تمييز بين فتاة او شاب فى البداية يقول أحمد عبد السميع السيد :" يوم الاثنين 1 أغسطس الساعة 1 ظهرا أبلغوني بالتليفون ان الجيش والشرطة العسكرية بيفضوا الاعتصام وان فيه ضرب نار.
نزلت الميدان أنا وصديقي وبنت. ما عرفناش ندخل الاعتصام جوه. وكان فيه واحد بيشتمنا واتلم علينا ناس ييجي 15 واحد قعدوا يضربوا فينا (لابسين مدني) وبعدين سلموني للواء شرطة عسكرية (أمام الشبراوي) في شارع البستان سلمني لعساكر جيش (وليس شرطة عسكرية) الاتنين عارفني لما كنت مضرب عن الطعام ولما رحت المقابلة مع المجلس العسكري. شتموني وضربوني. قالوا لي مش انت الي كنت في المجلس العسكري؟ ضربوني لغاية ما وصلت للمدرعة. ضربوني بالعصيان وأنا طالع المدرعة نزل عسكري من فوق وضربني بالرجل في وشي.
قعدنا ييجي نص ساعة في المدرعة ومشيوا ل س 5 في ضهر قصر عابدين. هناك قعدنا طول اليوم ياخدوا أسماء ويلموا بطايق وشتايم واهانات. والفطار جه بعد ما هم فطروا بساعة. شربونا ميه شكلها مش نضيف وقالوا دي الميه اللي عندنا. فطرونا من بواقي أكل العساكر (كنا 111 شخص) والدتي كلمتني في التليفون جيت أرد أخدوا التليفون كسروه. جت أخبار ان فيه مسيرة عند الشورى ومجلس الوزرا احتجاج على اعتقالنا. وبعدها بساعة نقلونا س 28 وبعدين ودونا السجن الحربي. على طريق السويس.
أول ما دخلونا قلعونا هدومنا ووقفنا بالبوكس خدوا أسماءنا وموبايلاتنا والفلوس.يسألونا اتقبض عليك فين، اللي يقول التحرير ينضرب. كان معايا ييجي 15 واحد خلونا زحفنا على بطننا. مسافة طويلة. واحد عسكري مشي فوق جسمي وضربني وبعدها لبسنا هدومنا ودخلنا الزنزانة. وبعدين قلعونا هدومنا وعملو كشف طبي بمجرد النظر. وخرجنا ودخلنا الزنازين تاني بعدها مفيش ميه في الزنزانة جيركن واحد حوالي 20 لتر لخمسين فرد.
الاجابة على أي سؤال كانت ضرب. طول يوم التلات الافطار طبق واحد مكرونة وفرخة لتلاتين فرد في حجرة و30 رغيف معفن.
اما زينب فتحكى قائلة :" كان ميدان التحرير محاط بقوات صاعقة وشرطة عسكرية وأمن مركزي. كان ده يوم 2 رمضان كنت مروحة الساعة 11:30 وصلنا صديقتي لمحطة مترو السادات ووقفت أنا وصاحبتي التانية على الرصيف ننتظر تاكسي، لقينا ست بتزعق وناس ملمومة رحنا نشوف في ايه، لقينا الست بتدافع عن المعتصمين وبتكلم الناس إزاي يقضوا الاعتصام بالقوة، أنا اخذت الست وحاولت أهديها فجأة لقيت ضرب نار في الهوا وشرطة عسكرية بتضرب الناس بالعصيان الست العجوزة وقعت (الحادث قي الشارع عند محطة المترو بالقرب من كنتاكي) حاولت اسند الست أقومها واهديها. كنت حاسة إنها زي أمي، الشرطة اللي كان معاها عصيان سابوني اقومها وقالي قوميها مش هضربك ، جه عميد طلب صديقتي. أنا زعقت حرام عليكم قال هاتوا دي كمان ، كانوا كتير قوي ماسكني من ايديا الاتنين، وأحنا ماشيين واحد رفع البلوزة وبدأ يضربني على جلدي على طول ويشتمني شتيمة قذرة في الشرف.. وعملوا زفة قذرة علشان كل اللي عملته إني كنت بأساعد الست. لا آله إلا الله كنت حاسة بالهانة من تعرية جسمي، ده الميدان اللي أحسن ناس في مصر ماتت فيه".
وتستكمل :"خدوني على الصينية كانوا بيسلموني لبعض العميد مجدي مسكني أنا وصاحبتي وقال لي أنت كنتي هنا أمبارح وشتمتي المشير. حلفت له إني مكنتش موجودة وما شتمتش المشير ، صاحبتي قالت له أنا اللي شتمت المشير وهشتم أي ديكتاتور.. قال هاتوا عربية أنا هأسلمهم.. جم بتوع الشرطة العسكرية اللي رفضوا يضربوني، قعدوا يترجوا العميد انهم ما يضربونيش. جه واحد صاعقة كلم العميد على جنب بعدها قال لنا يالا أمشوا ومش عاوز أشوف وشكم تاني".
كل الضرب ده مكنتش حاسة به حسيته في البيت شفت آثار الضرب. ساعتها مكنتش حاسة غير بالاهانة بسبب تعرية جسمي وشتمتي .. أنا مش عارفة أنا غلطت في إيه؟ أنا غلطانة إني قومت الست .. حسبي الله ونعم الوكيل
أما أحمد مصطفى عبد القادر فيقول :" أول يوم رمضان الساعة 1 كنت رايح أصلي الظهر عند عمر مكرم وبعدها كنت هأروح على طول من طلعت حرب. دي كانت نيتي
لسه داخل التحرير لقينا ناس كتير من الجيش محوطين التحرير من جميع النواحي زي يوم 28 يناير. جريت على الجامع. ودخلنا جوه وقفلنا الباب عشان كانوا بيضربوا في الشبابيك وعاوزين يخشوا. حطينا الجزامة ورا الباب. وبعدين قالوا لينا اخرجوا الدار أمان. خرجنا فتشونا كلنا. قلت له أنا صحفي قال لي امشي يا روح أمك. ركبنا المدرعة ورحنا س 5 (نفس قصة أحمد عبد السميع) ضرب وخلع ملابس وزحف عرايا في السجن الحربي واكتشف ورم في الجانب الأيسر من الظهر وألم في الساق يحتاج كشف جراحة.
أما عمرو فيحكى قائلاً " أول يوم رمضان خلصت شغل من ماسبيرو الساعة 2 العصر ونازل مترو التحرير مروح لقيت 3 أشخاص مدنيين في المترو تحت السلم قالولي تعالى (يا بن ال...) شتايم على طول أخذ البطاقة وكسرها وكان معايا ألف جنية أخدها مني، ضرب بالأيد وشلاليت طلعوني فوق وركبوني مدرعة.
استلموني عساكر الجيش قالولي يا كفرة يا ملحدين خربتوا البلد وضرب وتف وشتايم وسخة، حسيت بالأغماء من كتر الضرب ، ربع ساعة العربية اتحركت لقصر عابدين (س 5) نزلونا من العربية ووقفونا طوابير وبعدين قعدونا قرفصة، بنسأل أخدتونا ليه محدش عارف.
بعد المغرب طلبنا ناكل ونفطر من الصيام جابولنا ميه وسخة، قعدنا للساعة 9م وبعدين ركبونا في عربية الترحيلات فضلت تلف بينا ساعتين لحد ما وصلنا السجن الحربي.
العربية كانت زحمة جدا وبدأت الناس تتخنق وناس يغمى عليها فضلنا نخبط على العربية، قالولنا موتوا هنا وندفنكوا في الجبل، استلمونا على بوابة السجن الحربي شتايم وضرب وكهربا في مناطق حساسة، نيمونا على بطننا وهم بيضربونا بالجذم والسلبة وقالولنا ازحفوا لحد البوابة.
قلعونا هدومنا ودخلونا السجن قلت للضابط أنا مريض وباخد دوا قالي موت وادفنك في الجبل، بدأت أحس بالأغماء وبدأت تجيلي تشنجات ودوني للدكتور قالي قوم يا خول معندكش حاجة.
جابولنا أكل معقن وعيش ناشف. مفيش كانتين . ومنعونا نتصل بأهالينا خالص. بيصحونا من 6 الصبح نعمل طوابير في الشمس وسلطوا علينا بلطجية جوا السجن علشان نخدمهم نغسلهم هدومهم ونسخن لهم ميه.
طلبنا نبات في الجامع علشان نبعد عن البلطجية وفعلا قعدونا الاثنين والثلاثاء في الجامع، أهانات مستمرة والأكل قليل جدا جدا، الميه صفرا ووسخة، والعساكر بتبيع علبة السجاير الكليوباترا بعشرين جنية.
يوم الأربعاء الساعة 8 الصبح نادوا علينا وقالولنا الداخلية هتستلمكوا ، نقلونا النيابة – القصر العيني – اتعمل لنا محضر وكتبوا فيه اننا دخلنا على الرائد بالمولوتوف، وكيل النيابة قالي بطل تروح الشغل اليومين دول ورفض يسجل ضياع ألف جنية مني، دراعي الشمال مش قادر احركه من كتر الضرب واصابات جسمي لسه بتألمني لحد دلوقتي.
شفت شباب في السجن الحربي محترمين جدا دكاترة ومهندسين مسجونين ولسه بيتجدد لهم مش عارف دول محبوسين ليه.