البداية كانت عام 161 هجرية ..
في هذه السنة ظهر رجل في خراسان من قرية من قرى مرو يقال لها كره أو كاره
.. ادعى هذا الرجل النبوة و قال بتناسخ الأرواح .. واتبعه ناس كثيرون من
الجهلة والعوام وكفار الأتراك .. و قال بأن الله لما خلق آدم حل فيه لذلك
سجدت له الملائكة ثم في نوح وهكذا نبي بعد نبي حتى حل في أبو مسلم
الخراساني ثم في هاشم حيث سمى نفسه هاشم الحكيم
- تعالى الله عما يقوله علو كبيرا - وبذلك يكون قد ادعى الألوهية وتبعه
خلق من ضلال الناس و كانوا يسجدون له من أي النواحي كانوا .. وكانوا يقولون
في الحرب : يا هاشم أعنا
ذكرت كتب التاريخ بأن هاشم الحكيم هذا أن اسمه عطا أو عطاء وكان يحسن شيئا
من الشعوذة وأبواب التنجيم فإستغوى أصحاب العقول الضعيفة واستمالهم ..
ووصفته كتب التاريخ بأنه رجل قصير أعور مشوه الخلقة وكان يضع قناع ذهبيا
على وجهه حتى بين أصحابه لذلك سمي بالمقنع .. وفسر وضعه للقناع بأنهم لن
يتحملوا نور وجهه وقد ادعى احياء الموتى وعلم الغيب .. ومن المخاريق التي
أتى بها يضل الناس أنه جعل الناس يرون صورة لقمر ثاني في السماء وكان يرى
مسيرة شهرين ..وقد اسقط كل الفرائض عن اتباعه و الغى الحلال والحرام و اباح
المال والنساء وطبقها على اتباعه واباح لأتباعه أموال المسلمين ودمائهم
وأعراضهم
انتشرت دعوته في خراسان وعبرت نهر جيحون الى ما وراء النهر واتخذ مركزه في
قلعة في جبال سنام قرب مدينة كش ( قريبة من بخارى ) و كانت قلعة منيعة و
أخذ يقطع الطريق ويهجم على القوافل ويسبي المسلمين وأبناءهم ..
كان خليفة المسلمين وقتها هو الخليفة العباسي الملقب بالمهدي .. أرسل
المهدي عدة جيوش للقضاء على فتنة المقنع .. حتى كانت بداية عام 163 هجرية
بعث المهدي بمعاذ بن مسلم الذي استعمله على خراسان في مجموعة من قواده في
مقدمتهم سعيد الحريشي .. فأوقعوا بأصحاب المقنع و لحق فلهم بالمقنع في جبال
سنام حيث قلعته الحصينة .. فحاصرها سعيد الحريشي .. فلما اشتد الحصار ..
جاء أصحاب المقنع يطلبون الأمان سرا .. فوافق المسلمون .. فإنسحب زهاء
ثلاثين ألف من اصحاب المقنع .. ولم يبقى مع المقنع سوى ألفين من أعوانه ..
فتسلل المسلمون عبر الخنادق وقتلوا أعوان المقنع .. ودخلوا القلعة
..................
النتيجة أنهم وجدوا القلعة خاوية ولم يجدوا أثرا للمقنع !!!!!!!
وذكرت بعض المصادر التاريخية بأنه عندما أحس بالهلاك قام بوضع السم لنسائه و
جميع أهله و قام بإحراق كل شيئ من خدم ودواب وثياب و قال أنه اذا اراد أحد
أن يرتفع معه الى السماء فليلقي بنفسه في النار وقد وعدهم بأنه سيعود بعد
سنوات على برذون أشهب وسيملك كل الأرض .. فافتتن بذلك أصحابه ومازال يوجد
بعض أصحابه يؤمنون بذلك سرا ويسمون المبيضة لأنهم اتخذوا الرايات البيضاء
شعارا لهم لمخالفة رايات بني العباس السوداء
الى هنا انتهت قصه هذا الدجال ...