وسط أحاديث تكررت عن خطابات صوتية "مفبركة"؛ وشائعات عن وفاته، خرج
الرئيس الجريح علي عبد الله صالح على العالم من الرياض بوجه محترق، ويدين
عاجزتين تلفهما الضمادات؛ على شاشات التليفزيون في كلمة مسجلة ، في ظهوره
الأول منذ منذ غيابه في أوائل يونيو الماضي؛ على أثر حادث الاعتداء الذي
تعرض له مسجد دار الرئاسة اليمنية بقذيفة ناسفة أثناء تواجده وكبار قادة
الدولة والحكومة لأداء الصلاة.
جالساً فوق كرسيه لا بيدي حراكأ،
مرتدياً زي مضيفه السعودي (جلباب وغطرة سعودية)؛ الذي وجه له عميق شكره؛
حيث أثنى على خادم الحرمين الشريفين على حسن ضيافته ورعايته الكاملة
الرائعة التي جاءت من دولة جارة شقيقة تربطه بها علاقات كريمة؛ على حد
قوله.
صالح كشف أنه خضع لعدد 8 عمليات جراحية ناجحة؛ وهو ما بدا واضحا في
الإصابات التي كان يعانيها وجهه المحترق بشدة وحالته الصحية التي أظهرت أنه
لا يزال في طور التعافي من إصابات جسيمة، لحق به وعدد من كبار مسئوليه
الذين ذكر أن عددهم أكثر من 87 شخصاً أصيبوا في هذا الحادث؛ منهم من استشهد
ومنهم من جرح وأكد أنهم بإيمانهم وصبرهم وجلدهم مستعدين أن يقدموا مئات
الشهداء والأبطال.
"الشراكة والحوار"، حول تلك الكلمات دار حديث صالح المكلوم من أبناء
شعبه الثائر ضده؛ الذين وجه لهم التحية والشكر رغم ما هو فيه؛ حيث قال:
"شعبنا يواجه التحديات التي تستهدف النيل منه؛ مشيراً إلى فهم خاطئ
للديمقراطية والقلق من الحالة الأمنية.
جاءت الكلمات كسابقتها والخطاب مكرراً، كعادته في حديث المراوغة الذي
طالما كان يجيده، أكد على ترحيبه بشراكة الدستور والقانون؛ على أسس
ديمقراطية، وتعددية حزبية، والرأي والرأي الآخر"
وفي لمحة مزجت الدين
بالسياسة كانت أقرب للاستعطاف؛ تساءل صالح: "أين الرجال الذين يخافون الله،
لماذا لا يقفون مع الحوار والوصول لحلول مرضية على ضوء برنامج يتفق الناس
عليه ويكون قاسم مشترك للشعب اليمني"
وفي نهاية حديثه كرر صالح تحيته للشعب اليمني الصامد في الداخل والخارج،
نساؤه وأطفاله شيوخه ورجاله، وكرر ثنائه على المملكة العربيىة السعودية
وضيافتها الكريمة له ومعاونيه؛ ولأنها طالما كانت تحاول رأب الصدع في
بلاده؛ واختم بكلمة لا تعبر عن واقعه قائلاً: "سنواجه التحدي"