لقد أنعم الله على الانسان بأن جعل له
ما يستر بدنه , ويتجمل به , ولكن
كثير من الناس وخاصة النساء , جعل من تلك النعمه فتنة :بلبس الملابس الضيقة
والشفافة والقصيرة , التي تبدي تقاطيع جسمها , ولون بشرتها , حتى بات
المستور من لحمها أقل مما يكشف عنه بكثير , وهذا محرم شرعا , لأنه ليس
بساتر للمرأة بل هو مبرز لمفاتنها , ومغر لها , ومغر بها من رآها وشاهدها ,
وهي بذلك داخله في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( صنفان من اهل النار
لم ارهما بعد _ وعد منهما _ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن
كأسنمة البخت المائلة , لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من
مسيرة كذا وكذا )) وفُسر الحديث بأن تكتسي المرأة بما لا يسترها ,فهي كاسية
ولكنها عارية في الحقيقة , لأن كسوة المرأة هو سترها سترا كاملا , بحيث
يكون كثيفا فلا يبدي جسمها , ولا يصف لون بشرتها لرقته وصفائه , ويكون
واسعا فلا يبدي حجم اعضائها , ولا تقاطيع بدنها , فهي مأمورة بالأستتار
والاحتجاب .
ومن المحرم ايضا لبس البنطال , فإنه يصف حجم رجل المرأة وبطنها وخصرها
,فلابسته تدخل تحت الوعيد الوارد في الحديث السابق حتى وان كان واسعا
وفضفاضا , وعلى المرأة ان تجتنب الالبسة التي يوجد بها فتحات في الاسفل او
في اعلى الصدر والظهر , وان لا تكون مشابهة للباس الرجل او الكافرات , قال
رسول الله عليه الصلاة والسلام : (( لا ينظر الرجل الى عورة الرجل ,
ولاتفضي المرأة الى المرأة في الثوب الواحد )) رواه مسلم اختي المسلمة : إ ن
تلك الألبسة محرمة, وإن عدها بعضهم من الزينة , وما الزينة الحقيقية إلا
التستر والتجمل باللباس الذي امتن الله به على عباده , وليست الزينة
بالتعري والتشبه بالكافرات والفاسقات .