عقدت جماعة الإخوان المسلمين أمس اجتماعا عاصفا لفرز
أصوات أعضاء شوري الجماعة لاختيار 16 عضوا جديدا لمكتب الإرشاد وترشيح
خمسة أسماء تصلح لمنصب المرشد العام للجماعة خلفا لمهدي عاكف، حيث نزل
أعضاء المكتب مشرفي القطاعات الجغرافية للإخوان باستمارة تتضمن أعضاء شوري
الجماعة - 109 - وتطلب منهم اختيار 16 عضوا للمكتب وترشيح خمسة أسماء علي
منصب المرشد.
وقالت المصادر إن الاجتماع العاصف غاب عنه الدكتور
عبدالمنعم أبو الفتوح كما اعتذر عن الترشيح كل من محمد حبيب النائب الأول
للمرشد، ومحمود غزلان عضو المكتب احتجاجا علي الطريقة التي تجري بها
الانتخابات ورفضوا التصويت علي الانتخابات.
بينما علق أبو الفتوح في تصريح مقتضب لـ «الدستور»
بسبب ظروفه الصحية قائلا: «ظروفي الصحية ووصولي متأخرا من لندن منعتني من
المشاركة في اجتماع مكتب الإرشاد».
ونقلت
المصادر المطلعة داخل الجماعة أن ثلاثة من أعضاء اللجنة التي شكلها عاكف
للإشراف علي العملية الانتخابية غابوا أيضا عن الفرز احتجاجا علي الطريقة
التي جرت بها الانتخابات، وهم إبراهيم الزعفراني وجمال حشمت وحلمي الجزار
الذي قال لـ «الدستور» إنه لم يعرف عضويته في هذه اللجنة سوي من الجرائد.
كما
نقلت المصادر أن النتائج الأولية التي توصلت إليها عملية الفرز أبرزت حصد
6 أعضاء لعضوية المكتب أعلي الأصوات، وهم عصام العريان وسعد الحسيني ومحمد
سعد الكتاتني وأسامة نصر ومحيي حامد ومحمد عبدالرحمن، كما أبرزت النتائج
الأولية اختيار خمسة أسماء مرشحة علي منصب المرشد العام وهم محمد حبيب
ومحمد بديع ورشاد البيومي وجمعة أمين و محمود عزت، وقالت المصادر إن عاكف
قد طرح اسما سادسا للترشيح علي منصب المرشد من خارج الجماعة، بينما رفض
المصدر التصريح باسمه.
وقال الدكتور محمد حبيب في تصريحات خاصة لـ
«الدستور» إنه سجل اعتراضه صباح أمس بشكل رسمي أمام مكتب الإرشاد علي
إجراء الانتخابات الإخوانية بشكل متسرع ودون علمه بإجراءتها بصفته نائبا
للمرشد. ووصفها بالصادمة وقال: «رفضت التصويت اليوم علي هذه الانتخابات
وسجلت اعتراضي بشكل رسمي وطالبت بأن يتم إيقافها فورا». وأوضح حبيب أن
الانتخابات أجريت بشكل متسرع وبدأت في نفس يوم الانتهاء من الاستفتاء الذي
أجرته الجماعة لتحديد موعد اختيار مكتب إرشاد جديد، وأضاف حبيب: «وصلت
المظاريف إلي مكتب الإرشاد صباح أمس ليتم فرزها من قبل اللجنة المشرفة
عليها برئاسة الحاج سيد نزيلي بينما قام أعضاء مكتب الإرشاد بالتصويت
عليها لتتم عملية الفرز النهائي بعد ذلك».
وقالت المصادر المطلعة
داخل الجماعة إن غالبية أعضاء المكتب حضروا وقاموا بترشيح أنفسهم لولاية
جديدة بالمكتب، بينما تغيب الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وامتنع اثنان من
الأعضاء عن التصويت لم يذكر اسمهما. كما أفادت المصادر أن الحاج لاشين أبو
شنب - 88 سنة - اعتذر عن طرح اسمه في أي من الترشيحات، نظرا لظروفه الصحية.
وأضافت المصادر أن عاكف احتد علي كلامي حبيب وعزت لاستخدامهما الفضائيات في التعبير عن خلافاتهما مع بعض.
ولم
تنته الجماعة حتي كتابة هذه السطور من إعلان النتيجة النهائية للفرز حيث
اعتزل حبيب الانتخابات وأغلق مكتبه عليه وغادر عاكف مقر الجماعة الساعة
الثالثة عصرا. وعلق الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس الشوري العام بالجماعة،
أنه أخبر ليلة إجراء انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد بأنه عضو في اللجنة
المشرفة علي الانتخابات، لكنه لم يبلغ بموعد إجرائها ولا ما هي طبيعة
الدور المنوط، ويضيف فوجئت من وسائل الإعلام بانتهاء عملية التصويت وتحديد
موعد الفرز دون استدعائي. واعترض عدد من قيادات الصف الثاني علي السرعة
التي تجري بها العملية الانتخابية وعدم الانتظار لانتهاء ولاية مجلس
الشوري الحالي وهدد قيادي رفض ذكر اسمه باللجوء للقضاء الإداري للمطالبة
بوقف إجراءات الانتخابات التي وصفها بغير النزيهة.
وأضاف في
تصريحات لـ «الدستور»: «سنرفع دعوي قضائية أمام القضاء الإداري لوقف تلك
الانتخابات». وتفتقد مثل هذه النوعية من القضايا إلي عدم مشروعية تلك
القضية في ظل الحظر المفروض علي الجماعة من الناحية القانونية.
وعلي
جانب آخر قدم أحد قيادات البحيرة مذكرة إلي مكتب الإرشاد قبل يومين يطالب
فيها بتشكيل لجنة من الحكماء تتكون من الدكاترة محمد عمارة ومحمد سليم
العوا وأحمد العسال والمستشار طارق البشري وفريد عبد الخالق، سكرتير مؤسس
الجماعة.