| السيرة النبوية كامله | |
|
+4ايناس جوهر رسلان عاشق الكونغ فو ايهاب عبد المنعم 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: السيرة النبوية كامله الثلاثاء يونيو 14, 2011 10:53 pm | |
| أحبابى فى المنتدى أنتظرونى قريبا جدا إن شاء الله سوف أقوم بكتابة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلا عن كتاب "السيرة النبوية " للشيخ الندوى وهو كتاب مفيد جدا لمن يريد ان يتزود فى المعرفة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب يبدأ بنظرة اجمالية على الوضع الدينى فى القرن السادس المسيحى مرورا بالأمبراطورية الرومانية والإيرانية ، والهند وأوربا والحكمة من بعث النبى فى جزيرة العرب دون غيرها ، وقصة الفيل وأحوال القبائل قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كما يمر على غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وفائدة هذه الغزوات ومرورا بدعوة الملوك والأمراء الى الإسلام وختاما بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل البعثة المحمدية على الإنسانية
أدعوا الله لى بالتوفيق أحبابى فى الله
| |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الأحد يونيو 19, 2011 11:19 pm | |
| العصر الجاهلى نظرة إجمالية على الوضع الدينى فى القرن السادس المسيحى :- أصبحت الديانات العظمى ، وصحفها العتيقة ، وشرائعها القديمة-التى مثّلت فى أزمان مختلفة دورها الخاص فى مجال الديانة والأخلاق والعلم - فريسة العابثين والمتلاعبين ، ولعبة المحرفين والمنافقين ، وعرضة الحوادث الدامية والخطوب الجسيمة حتى فقدت روحها وشكلها ، فلو بعث أصحابها الأولون ، وأنبياؤها المرسلون ، لأنكروها وتجاهلوها . أصبحت اليهودية مجموعة من طقوس وتقاليد لا روح فيها ولا حياة ، وهى بصرف النظر عن ذلك ديانة سلالية لا تحمل للعالم رسالة ولا للأمم دعوة ، ولا للإنسانية رحمة . وقد أصيبت هذه الديانة فى عقيدة كانت لها شعاراً من بين الديانات والأمم وكان فيها سرُ شرفها ، وتفضيل بنى إسرائيل على الأمم المعاصرة فى الزمن القديم ، وهى عقيدة التوحيد التى وصّى بها نبى الله إبراهيم بنيه ويعقوب ، فقد اقتبس اليهود كثيراً من عقائد الأمم التى جاوروها أو وقعوا تحت سيطرتها ، وكثيراً من عاداتها وتقاليدها الوثنيه الجاهليه . وقد إعترف بذلك مؤرخوا اليهود المنصفون ، فقد جاء فى " دائرة المعارف اليهودية " ما معناه : " إن سخط الأنبياء وغضبهم على عبادة الأوثان ، تدل على أن عبادة الأوثان والألهة ، كانت قد تسربت الى نفوس الإسرائيليين ، ولم تستأصل شأفتها إلى أيام رجوعهم من الجلاء والنفى فى بابل ، وقد قبلوا معتقدات خرافية ومشركة ، إن التلمود "وهو كتاب تعليم ديانة اليهود وآدابهم " أيضا يشهد بأن الوثنية كانت فيها جاذبية خاصة لليهود " . ويدل تلمود بابل الذى يبالغ اليهود فى تقديسه ، وقد يفضلونه على التوراة وكان متداولاً بين اليهود فى القرن السادس المسيحى وما زخر به من نماذج غربية من خفة العقل وسخف القول ، والإجتراء على الله ، والعبث بالحقائق ، والتلاعب بالدين والعقل ، على ما وصل إليه المجتمع اليهودى فى هذا القرن من الإنحطاط العقلى وفساد الذوق الدينى " . أما المسيحية فقد امتحنت بتحريف الغالين ، وتأويل الجاهلين ، ووثنية الرومان المتنصرين منذ عصرها الأول ، وأصبح كل ذلك ركاماً ، دفنت تحته تعاليم المسيح البسيطة ، واختفى نور التوحيد وإخلاص العبادة لله وراء هذه السحب الكثيفة . يتحدث كاتب مسيحى فاضل عن مدى تغلغل عقيدة التثليث فى المجتمع المسيحى منذ أواخر القرن الرابع الميلادى ، فيقول : " تغلغل الإعتقاد بأن الإله الواحد مركب من ثلاثة أقانين فى أحشاء حياة العالم المسيحى وفكره منذ ربع القرن الرابع الأخير ، ودامت كعقيدة رسمية مسلمة ، عليها الإعتماد فى جميع أنحاء العالم المسيحى ، ولم يرفع الستار عن تطور عقيدة التثليث وسرها إلا فى المنتصف الثانى للقرن التاسع عشر الميلادى " . ويتحدث مؤرخ مسيحى معاصر عن ظهور الوثنية فى المجتمع المسيحى فى مظاهر مختلفة وألوان شتى ، وتفنن المسيحيين فى إقتباس الشعائر والعادات والأعياد والأبطال الوثنية من أمم وديانات عريقة فى الشرك بحكم التقليد أو الإعجاب أو الجهل ، جاء فى "تاريخ المسيحية فى ضوء العلم المعاصر " :" لقد انتهت الوثنية ، ولكنها لم تلق إبادة كاملة بل تغلغلت فى النفوس وإستمر كل شىء فيها باسم المسيحية وفى ستارها ، فالذين تجردو عن آلهتهم وأبطالهم وتخلوا عنهم ، أخذوا شهيدا من شهدائهم ولقبوه بأوصاف الآلهة ، ثم صنعوا له تمثالاً ، وهكذا إنتقل هذا الشرك وعبادة الأصنام إلى هؤلاء الشهداءالمحليين ، ولم ينته هذا القرن حتى عمت فيهم عبادة الشهداء والأولياء ، وتكونت عقيدة جديدة وهى :أن الأولياء يحملون صفات الألوهية وصار هؤلاء الأولياء والقديسون خلقاً وسطاً بين الله والإنسان ، يحمل صفة الألوهية على أساس عقائد الأريسيين ، وأصبحوا رمزاً لقداسة القرون الوسطى وورعها وطهرها ، وغيرت أسماء الأعياد الوثنية بأسماء جديدة ، حتى تحول فى عام 400 ميلادى عيد الشمس القديم الى عيد ميلاد المسيح ". وجاء القرن السادس المسيحى ، والحرب قائمة على قدم وساق بين نصارى الشام والعراق وبين نصارى مصر ، حول حقيقة المسيح وطبيعته ، تحولت المدارس والكنائس والبيوت الى معسكرات متنافسة يكفر بعضها بعضا ، ويقتل بعضها بعضاً ، كأنها حرب بين دينين متنافسين ، أو أمّتين متحاربتين ، فأصبح العالم المسيحى فى شغل بنفسه عن محاربة الفساد وإصلاح الحال ودعوة الأمم إلى ما فيه صلاح للإنسانية . أما المجوس فقد عرفوا من قديم الزمان بعبادة العناصر الطبيعية أعظمها النار ، وقد عكفوا على عبادتها أخيراً ، يبنون لها هياكل ومعابد ، وانتشرت بيوت النار هذه فى طول البلاد وعرضها ، وكانت لها آداب وشرائع دقيقة ، وانقرضت كل عقيدة وديانه غير عبادة النار وتقديس الشمس ، وأصبحت الديانة عندهم عبارة عن طقوس وتقاليد يؤدونها فى أمكنة خاصة ، أما خارج المعابد فكانوا أحراراً ، يسيرون على هواهم وما تملى عليهم نفوسهم ، وأصبح المجوس لا فرق بينهم وبين من لادين لهم ولا خلاق فى الأعمال والأخلاق . يصف مؤلف كتاب " إيران فى عهد الساسانيين " الأستاذ "آرتهر كرستين سين " يصف طبقة رؤساء الدين ووظائفهم فيقول : " كان واجبا على هؤلاء الموظفين أن يعبدوا الشمس أربع مرات يوميا ، ويضاف الى ذلك عبادة القمر والنار والماء ، وكانوا مكلفين بأدعية خاصة عند النوم والإنتباه والإغتسال ولبس الزنار والأكل والعطس وحلق الشعر وقلم الأظفار ، وقضاء الحاجة وإيقاد السرج ،وكانوا مأمورين بألا يدعوا النار تنطفىء وألا تمس النار والماء بعضهما بعضاً وألا يدعوا المعدن يصدأ ، لأن المعادن عندهم مقدسة ". وكان أهل إيران يستقبلون فى صلاتهم النار ، وقد حلف "يزدجرد" أخر الملوك الساسايين بالشمس مرة وقال:أحلف بالشمس التى هى الأله الكبر " الله تعالى اعلى واعظم " وقد كلف التائبون عن المسيحية بعبادة الشمس اظهارا لصدقهم . وقد دانوا بالوثنية فى كل عصر وأصبح ذلك شعارا لهم ، وآمنوا بإلهين اثنين أحدهماالنور أو اله الخير ويسمونه "اهور مزدا " او "يزدان" ، والثانى الظلام أو اله الشر وهو " أهرمن " ولا يزال الصراع بينهما قائما والحرب دائمة . يذكر المؤرخون للديانة الإيرانية مجموعة أساطير متصلة بالألهة لا تقل فى غرابتها وتفاصيلها الدقيقة عن المثولوجيا الإغريقى أو الهندى . أما البوذية وهى الديانة المنتشرة فى الهند وأسيا الوسطى - فقد تحولت وثنية تحمل معها الأصنام حيث سارت ، وتبنى الهياكل وتنصب تماثيل بوذا حيث حلّت ونزلت ، ولم يزل العلماء يشّكون فى إيمان هذه الديانه ومؤسسها بالاله الخالق للسماوات والارض والانسان ولا يجدون ما يثبت ذلك . أما البرهمية-دين الهند الأصيل-فقد امتازت بكثرة المعبودات والالهة والالهات ، وقد بلغت الوثنية أوجها فى القرن السادس فبلغ عدد الألهة فى هذا القرن إلى 330 مليون ، وقد أصبح كل شىء رائع ، وكل شىء هائل ، وكل شىء نافع ، الها يعبد وارتقت صناعة نحت التماثيل فى هذا العهد ، وتأنق فيها المتأنقون . يقول الأستاذالهندكى"سى وى ويد " فى كتابه " تاريخ الهند الوسطى " وهو يتحدث عن عهد الملك هرش (606-648 م) ، وهو العهد الذى يلى ظهور الإسلام فى الجزيرة العربية : " كانت الديانة الهندكية والبوذية وثثنيتين سواء بسواء ، بل ربما كانت الديانة البوذية وثنيتين سواء بسواء ، بل ربما كانت الديانة البوذية قد فاقت الهندكية فى الإغريق فى الوثنية ، كان إبتداء هذه الديانه - البوذية - بنفى الأله ، ولكنها بالتدريج جعلت بوذا الاله الاكبر ، ثم أضافت اليه آلهة أخرى على مر الزمن ، لا سيما أرسخت الوثنية قدميها فى المدرسة البوذيه الفكرية التى تسمى مهايانا وقد بلغت أوجها فى الهند ، حتى أصبحت كلمة بوذا مرادفة لكلمة الوثن أو الصنم فى بعض اللغات الشرقية . مما لا شك فيه أن الوثنية كانت منتشرة فى العالم المعاصر كله ، لقد كانت الدنيا كلها من البحر الأطلسى الى المحيط الهادىء غارقة فى الوثنية ، وكأنما كانت المسيحية والديانات السامية والديانات البوذية تتسابق فى معظم الأوثان وتقديسها ، وكانت كخبل رهان تجرى فى حلبه واحده " . ويقول أستاذ هندكى آخر فى كتابه الذى سماه "الهندكية السائدمة "قال " إن عملية خلق الالهة لم تنته على هذا ، فلم تزل تنضم آلهة صغيرة فى فترات تاريخية مختلفة الى هذا " المجمع الالهى " فى عدد كبير، حتى أصبح منهم حشديفوق الحد والإحصاء كان كثير منهم آلهة سكان الهند القدامى ، ألحقوا بألهة الهندكية ، يذكر أن عدد هؤلاء الألهة قد بلغ 330 مليون . أما العرب الذين أمنوا فى الزمن القديم بدين إبراهيم ، وقام فى أرضهم بيت الله الحرام ، فقد ابتلوا فى العصر الأخير لبعد عهدهم من النبوة والأنبياء ، والإنحصار فى شبه جزيرتهم ، بوثنيه سخيفة لا يوجد لها نظير الا فى الهند البرهمية الوثنية ، وترقوا فى الشرك فاتخذوا من دون الله آلهة واعتقدوا أن لهم مشاركة والضرر ، والأيحاء والإفناء ، وانغمست الأمة فى الثنيه وعبادة الأصنام بأبشع أشكالها ، فكان لكل قبيلة أو ناحية أو مدنية صنم خاص بل لكل بيت صنم خصوصى . وكان فى جوف الكعبة - البيت الذى بناه ابراهيم عليه السلام لعبادة الله وحده - وفى فنائها 360 صنما ، وتدرجوا من عبادة الأصنام والأوثان الى عبادة الحجر ، من أى جنس كان ، وكانت لهم الهة من الملائكة والجن والكواكب ،وكانوا يعتقدون ان الملائكة بنات الله ، والجن شركاء الله ، فأمنوا بقدرتهم وتأثيرهم وعبدوهم " .
عدل سابقا من قبل ايهاب عبد المنعم في الإثنين يونيو 20, 2011 2:00 am عدل 1 مرات | |
|
| |
عاشق الكونغ فو من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2381 نقاط : 3021 تاريخ التسجيل : 01/05/2011 العمر : 42 الموقع : بهتيم - شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يونيو 20, 2011 12:38 am | |
| شكرا اخى الغالى / ايهاب على هذا المجهود الرائع فى نقل هذه السيرة العطرة جزاك الله خيرا واكلت طيرا وشربت خمرا من خمر الجنة | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يونيو 20, 2011 2:03 am | |
| شكرا أخى محمد على مرورك الكريم طبت وطاب ممشاك ومدخلك أسأل الله تعالى ان يتقبل دعائك لى وأن يعطيك مثله تحياتى لك | |
|
| |
رسلان ناظر محطة السياسة
الجنس : عدد المساهمات : 6439 نقاط : 10010 تاريخ التسجيل : 14/06/2010 العمر : 63 الموقع : الصعيد
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يونيو 20, 2011 2:27 am | |
| - ايهاب عبد المنعم كتب:
العصر الجاهلى نظرة إجمالية على الوضع الدينى فى القرن السادس المسيحى :- أصبحت الديانات العظمى ، وصحفها العتيقة ، وشرائعها القديمة-التى مثّلت فى أزمان مختلفة دورها الخاص فى مجال الديانة والأخلاق والعلم - فريسة العابثين والمتلاعبين ، ولعبة المحرفين والمنافقين ، وعرضة الحوادث الدامية والخطوب الجسيمة حتى فقدت روحها وشكلها ، فلو بعث أصحابها الأولون ، وأنبياؤها المرسلون ، لأنكروها وتجاهلوها . أصبحت اليهودية مجموعة من طقوس وتقاليد لا روح فيها ولا حياة ، وهى بصرف النظر عن ذلك ديانة سلالية لا تحمل للعالم رسالة ولا للأمم دعوة ، ولا للإنسانية رحمة . وقد أصيبت هذه الديانة فى عقيدة كانت لها شعاراً من بين الديانات والأمم وكان فيها سرُ شرفها ، وتفضيل بنى إسرائيل على الأمم المعاصرة فى الزمن القديم ، وهى عقيدة التوحيد التى وصّى بها نبى الله إبراهيم بنيه ويعقوب ، فقد اقتبس اليهود كثيراً من عقائد الأمم التى جاوروها أو وقعوا تحت سيطرتها ، وكثيراً من عاداتها وتقاليدها الوثنيه الجاهليه . وقد إعترف بذلك مؤرخوا اليهود المنصفون ، فقد جاء فى " دائرة المعارف اليهودية " ما معناه : " إن سخط الأنبياء وغضبهم على عبادة الأوثان ، تدل على أن عبادة الأوثان والألهة ، كانت قد تسربت الى نفوس الإسرائيليين ، ولم تستأصل شأفتها إلى أيام رجوعهم من الجلاء والنفى فى بابل ، وقد قبلوا معتقدات خرافية ومشركة ، إن التلمود "وهو كتاب تعليم ديانة اليهود وآدابهم " أيضا يشهد بأن الوثنية كانت فيها جاذبية خاصة لليهود " . ويدل تلمود بابل الذى يبالغ اليهود فى تقديسه ، وقد يفضلونه على التوراة وكان متداولاً بين اليهود فى القرن السادس المسيحى وما زخر به من نماذج غربية من خفة العقل وسخف القول ، والإجتراء على الله ، والعبث بالحقائق ، والتلاعب بالدين والعقل ، على ما وصل إليه المجتمع اليهودى فى هذا القرن من الإنحطاط العقلى وفساد الذوق الدينى " . أما المسيحية فقد امتحنت بتحريف الغالين ، وتأويل الجاهلين ، ووثنية الرومان المتنصرين منذ عصرها الأول ، وأصبح كل ذلك ركاماً ، دفنت تحته تعاليم المسيح البسيطة ، واختفى نور التوحيد وإخلاص العبادة لله وراء هذه السحب الكثيفة . يتحدث كاتب مسيحى فاضل عن مدى تغلغل عقيدة التثليث فى المجتمع المسيحى منذ أواخر القرن الرابع الميلادى ، فيقول : " تغلغل الإعتقاد بأن الإله الواحد مركب من ثلاثة أقانين فى أحشاء حياة العالم المسيحى وفكره منذ ربع القرن الرابع الأخير ، ودامت كعقيدة رسمية مسلمة ، عليها الإعتماد فى جميع أنحاء العالم المسيحى ، ولم يرفع الستار عن تطور عقيدة التثليث وسرها إلا فى المنتصف الثانى للقرن التاسع عشر الميلادى " . ويتحدث مؤرخ مسيحى معاصر عن ظهور الوثنية فى المجتمع المسيحى فى مظاهر مختلفة وألوان شتى ، وتفنن المسيحيين فى إقتباس الشعائر والعادات والأعياد والأبطال الوثنية من أمم وديانات عريقة فى الشرك بحكم التقليد أو الإعجاب أو الجهل ، جاء فى "تاريخ المسيحية فى ضوء العلم المعاصر " :" لقد انتهت الوثنية ، ولكنها لم تلق إبادة كاملة بل تغلغلت فى النفوس وإستمر كل شىء فيها باسم المسيحية وفى ستارها ، فالذين تجردو عن آلهتهم وأبطالهم وتخلوا عنهم ، أخذوا شهيدا من شهدائهم ولقبوه بأوصاف الآلهة ، ثم صنعوا له تمثالاً ، وهكذا إنتقل هذا الشرك وعبادة الأصنام إلى هؤلاء الشهداءالمحليين ، ولم ينته هذا القرن حتى عمت فيهم عبادة الشهداء والأولياء ، وتكونت عقيدة جديدة وهى :أن الأولياء يحملون صفات الألوهية وصار هؤلاء الأولياء والقديسون خلقاً وسطاً بين الله والإنسان ، يحمل صفة الألوهية على أساس عقائد الأريسيين ، وأصبحوا رمزاً لقداسة القرون الوسطى وورعها وطهرها ، وغيرت أسماء الأعياد الوثنية بأسماء جديدة ، حتى تحول فى عام 400 ميلادى عيد الشمس القديم الى عيد ميلاد المسيح ". وجاء القرن السادس المسيحى ، والحرب قائمة على قدم وساق بين نصارى الشام والعراق وبين نصارى مصر ، حول حقيقة المسيح وطبيعته ، تحولت المدارس والكنائس والبيوت الى معسكرات متنافسة يكفر بعضها بعضا ، ويقتل بعضها بعضاً ، كأنها حرب بين دينين متنافسين ، أو أمّتين متحاربتين ، فأصبح العالم المسيحى فى شغل بنفسه عن محاربة الفساد وإصلاح الحال ودعوة الأمم إلى ما فيه صلاح للإنسانية . أما المجوس فقد عرفوا من قديم الزمان بعبادة العناصر الطبيعية أعظمها النار ، وقد عكفوا على عبادتها أخيراً ، يبنون لها هياكل ومعابد ، وانتشرت بيوت النار هذه فى طول البلاد وعرضها ، وكانت لها آداب وشرائع دقيقة ، وانقرضت كل عقيدة وديانه غير عبادة النار وتقديس الشمس ، وأصبحت الديانة عندهم عبارة عن طقوس وتقاليد يؤدونها فى أمكنة خاصة ، أما خارج المعابد فكانوا أحراراً ، يسيرون على هواهم وما تملى عليهم نفوسهم ، وأصبح المجوس لا فرق بينهم وبين من لادين لهم ولا خلاق فى الأعمال والأخلاق . يصف مؤلف كتاب " إيران فى عهد الساسانيين " الأستاذ "آرتهر كرستين سين " يصف طبقة رؤساء الدين ووظائفهم فيقول : " كان واجبا على هؤلاء الموظفين أن يعبدوا الشمس أربع مرات يوميا ، ويضاف الى ذلك عبادة القمر والنار والماء ، وكانوا مكلفين بأدعية خاصة عند النوم والإنتباه والإغتسال ولبس الزنار والأكل والعطس وحلق الشعر وقلم الأظفار ، وقضاء الحاجة وإيقاد السرج ،وكانوا مأمورين بألا يدعوا النار تنطفىء وألا تمس النار والماء بعضهما بعضاً وألا يدعوا المعدن يصدأ ، لأن المعادن عندهم مقدسة ". وكان أهل إيران يستقبلون فى صلاتهم النار ، وقد حلف "يزدجرد" أخر الملوك الساسايين بالشمس مرة وقال:أحلف بالشمس التى هى الأله الكبر " الله تعالى اعلى واعظم " وقد كلف التائبون عن المسيحية بعبادة الشمس اظهارا لصدقهم . وقد دانوا بالوثنية فى كل عصر وأصبح ذلك شعارا لهم ، وآمنوا بإلهين اثنين أحدهماالنور أو اله الخير ويسمونه "اهور مزدا " او "يزدان" ، والثانى الظلام أو اله الشر وهو " أهرمن " ولا يزال الصراع بينهما قائما والحرب دائمة . يذكر المؤرخون للديانة الإيرانية مجموعة أساطير متصلة بالألهة لا تقل فى غرابتها وتفاصيلها الدقيقة عن المثولوجيا الإغريقى أو الهندى . أما البوذية وهى الديانة المنتشرة فى الهند وأسيا الوسطى - فقد تحولت وثنية تحمل معها الأصنام حيث سارت ، وتبنى الهياكل وتنصب تماثيل بوذا حيث حلّت ونزلت ، ولم يزل العلماء يشّكون فى إيمان هذه الديانه ومؤسسها بالاله الخالق للسماوات والارض والانسان ولا يجدون ما يثبت ذلك . أما البرهمية-دين الهند الأصيل-فقد امتازت بكثرة المعبودات والالهة والالهات ، وقد بلغت الوثنية أوجها فى القرن السادس فبلغ عدد الألهة فى هذا القرن إلى 330 مليون ، وقد أصبح كل شىء رائع ، وكل شىء هائل ، وكل شىء نافع ، الها يعبد وارتقت صناعة نحت التماثيل فى هذا العهد ، وتأنق فيها المتأنقون . يقول الأستاذالهندكى"سى وى ويد " فى كتابه " تاريخ الهند الوسطى " وهو يتحدث عن عهد الملك هرش (606-648 م) ، وهو العهد الذى يلى ظهور الإسلام فى الجزيرة العربية : " كانت الديانة الهندكية والبوذية وثثنيتين سواء بسواء ، بل ربما كانت الديانة البوذية وثنيتين سواء بسواء ، بل ربما كانت الديانة البوذية قد فاقت الهندكية فى الإغريق فى الوثنية ، كان إبتداء هذه الديانه - البوذية - بنفى الأله ، ولكنها بالتدريج جعلت بوذا الاله الاكبر ، ثم أضافت اليه آلهة أخرى على مر الزمن ، لا سيما أرسخت الوثنية قدميها فى المدرسة البوذيه الفكرية التى تسمى مهايانا وقد بلغت أوجها فى الهند ، حتى أصبحت كلمة بوذا مرادفة لكلمة الوثن أو الصنم فى بعض اللغات الشرقية . مما لا شك فيه أن الوثنية كانت منتشرة فى العالم المعاصر كله ، لقد كانت الدنيا كلها من البحر الأطلسى الى المحيط الهادىء غارقة فى الوثنية ، وكأنما كانت المسيحية والديانات السامية والديانات البوذية تتسابق فى معظم الأوثان وتقديسها ، وكانت كخبل رهان تجرى فى حلبه واحده " . ويقول أستاذ هندكى آخر فى كتابه الذى سماه "الهندكية السائدمة "قال " إن عملية خلق الالهة لم تنته على هذا ، فلم تزل تنضم آلهة صغيرة فى فترات تاريخية مختلفة الى هذا " المجمع الالهى " فى عدد كبير، حتى أصبح منهم حشديفوق الحد والإحصاء كان كثير منهم آلهة سكان الهند القدامى ، ألحقوا بألهة الهندكية ، يذكر أن عدد هؤلاء الألهة قد بلغ 330 مليون . أما العرب الذين أمنوا فى الزمن القديم بدين إبراهيم ، وقام فى أرضهم بيت الله الحرام ، فقد ابتلوا فى العصر الأخير لبعد عهدهم من النبوة والأنبياء ، والإنحصار فى شبه جزيرتهم ، بوثنيه سخيفة لا يوجد لها نظير الا فى الهند البرهمية الوثنية ، وترقوا فى الشرك فاتخذوا من دون الله آلهة واعتقدوا أن لهم مشاركة والضرر ، والأيحاء والإفناء ، وانغمست الأمة فى الثنيه وعبادة الأصنام بأبشع أشكالها ، فكان لكل قبيلة أو ناحية أو مدنية صنم خاص بل لكل بيت صنم خصوصى . وكان فى جوف الكعبة - البيت الذى بناه ابراهيم عليه السلام لعبادة الله وحده - وفى فنائها 360 صنما ، وتدرجوا من عبادة الأصنام والأوثان الى عبادة الحجر ، من أى جنس كان ، وكانت لهم الهة من الملائكة والجن والكواكب ،وكانوا يعتقدون ان الملائكة بنات الله ، والجن شركاء الله ، فأمنوا بقدرتهم وتأثيرهم وعبدوهم " . _ __________________________________________________ الحمد لله على نعمة الاسلام واضلى واسلم على خير البرية طه سيدى ومولاى وحببيبى المصطفى صلوات الله عليه وعلى ااهله الطيبين الطاهرين نحى بذكراهم اذا لم نراهم الا ان تذكار الاحبة ينعشنا موضوعك شيخنا الجليل من الموضوعات الهامه فى حياتنا وكل البشريه وشكرا على الطرح الجميل العطر ودائما التميز فى الموضوعات كما عودتنا انى احبك فى الله وجعل الله مجهودك الرائع فى ميزان حسناتك وامتعك الله بحبك لرسوله واهل بيته واوعدك الله بزيارتك لبيته ولقبر الرسول الحبيب شكرا وتقبل مرورى رسلان | |
|
| |
ايناس جوهر راكب درجه فاخره
الجنس : عدد المساهمات : 809 نقاط : 1320 تاريخ التسجيل : 03/10/2009
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يونيو 20, 2011 12:05 pm | |
| جزاك الله خيرا اخى الكريم واسكنك مع من تحب فى رياض الجنه | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الثلاثاء يونيو 21, 2011 12:32 am | |
| جزاك الله خيرا أخى العزيز / رسلان مرورك دائما يسعدنى ويدخل على قلبى السرور جعلك الله ممن يحبهم الله فيحبه ملائكته فتنادى الملائكة فى اهل الأرض ان الله أحب عبده هذا فأحبوه فيحبب الله فيك عباده الصالحون ويهابك عباده العاصون ويخشى منك المنافقون والله انى احبك فى الله اخى واستاذى / رسلان أسألك أن تدعوا الله لى التوفيق فى إكمال هذه السلسلة والتىأرى أنها ستفيد كل من يقرأها بإذن الله تحياتى لك اخى الغالى | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الثلاثاء يونيو 21, 2011 12:35 am | |
| شكرا لك اختى / ايناس مرورك عطر صفحتى جزاك الله كل الخير وعظيم الجزاء وجمعنا الله على حوض نبيه الكريم ليسقينا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 9:05 pm | |
| الإمبراطورية الرومانية الشرقية كانت البلاد المتمدنة التى قامت فيها حكومات عظيمة ، وشاعت فيها علوم كثيرة ، وكانت مهد الحضارة والصناعة والأدب ، كانت هذه البلاد ممسوخة من الديانات حيث غاب المعلمون وفقد المصلحون . فالدولة الرومانية الشرقية إزدادت فيها الإتاوات وتضاعفت فيها الضرائب ، حتى أصبح أهل البلاد يفضلون على حكومتهم كل حكومة أجنبية ، وحدثت اضطرابات إثر اضطرابات ، وثورات إثر ثورات ، وقد هلك عام 532م فى اضطراب واحد فى عهد جيستن الأول ثلاثون ألف شخص فى القسطنطينية - عاصمة المملكة - وأصبح همهم الوحيد هو إكتساب المال من أى وجه ، ثم إنفاقه فى التطرف ، وقد أمعنوا فى طرق التسلية ، حتى وصلوا فيها الى الوحشية . جاء فى كتاب "الحضارة ماضيها وحاضرها " تصوير لما كان عليه المجتمع البيزنطى من التناقض والإضطراب والهيام بالتمتع والتسلية ، وإن وصلت إلى حد القسوة والهمجية ، فيقول المؤلفان : "كان هناك تناقض هائل فى الحياة الإجتماعية للبيزنطيين ، فقد رسخت النزعة الدينية فى أذهانهم ، وعمت الرهبانية ، وشاعت فى طول البلاد وعرضها ، وأصبح الرجل العادى فى البلاد يتدخل فى الأبحاث الدينية العميقة ، والجدل البيزنطى ، ويتشاغل بها ، كما طبعت الحياة العادية العامة بطابع المذهب الباطنى ، ولكن نرى هؤلاء - فى جانب أخر- حريصين أشد الحرص على كل نوع من أنواع اللهو واللعب ، والطرب والترف ، فقد كانت هناك ميادين رياضية واسعة تتسع لجلوس ثمانين ألف شخص ، يتفرجون فيها على مصارعات بين الرجال والرجال أحيانا ، وبين الرجال والسباع أحيانا أخرى ، وكانوا يقسمون الجماهير فى لونين : أزرق وأخضر ، فلقد كانوا يحبون الجمال ويعشقون العنف والهمجية ، وكانت ألعابهم دموية ضارية أكثر الأحيان ، وكانت عقوباتهم فظيعة تقشعر منها الجلود ، وكانت حياة ساداتهم وكبرائهم عبارة عن المجون والترف ، والمؤتمرات والمجاملات الزائدة ، والقبائح والعادات السيئة " . أما مصر - إحدى ولايات الدولة البيزنطية الغنية - فكانت عرضة لاضطهاد دينى فظيع ، واستبداد سياسى شنيع ، وكان البؤس والشقاء مما كانت تعانيه مصر ، التى كانت مصدراً كبيرا لرخاء الدولة وغناها ، وقد اتخذها الروم شاة حلوبا يحسنون حلبها ، ويسيئون علفها . أما سوريا - ولاية الأمبراطورية البيزنطية الأخرى ، فكانت مطية المطامع الرومانية وكان الحكم حكم الغرباء الذى لا يعتمد إلا على القوة ، ولا يشعر بشىء من العطف على الشعب المحكوم ، وكثيرا ما كان السوريون يبيعون أبنائهم ليوفوا ما كانت عليهم من ديون ، وقد كثرت المظالم والسخرات والرقيق . الأمبراطورية الإيرانية كانت الزرتشتية - وهى التى خلفت المزدكية - كانت ديانة إيران القديمة ، ومن المرجح أن " زرتشت " صاحب هذه الديانة ظهر فى القرن السابع قبل الميلاد ، وكانت مؤسسة منذ أول يومها على الحرب القائمة بين النور والظلام ، وبين روح الخير والشر ، أو اله الخير واله الشر . وجاء " مانى " فى أوائل القرن الثالث المسيحى مجدداً لهذه الديانة ، مضيفا إليها ، وتبعه " شاه بور " الذى خلف أردشير 241م مؤسس الدولة الساسانية ، وأحتضن دعوته ، ثم أصبح معارضا له ، فقد كان "مانى" يدعوا إلى حياة العزوبة لحسم مادة الفساد والشر من العالم ، ويعلن أن امتزاج النور بالظلمة شر يجب الخلاص منه ، فحرم النكاح إستعجالا للفناء ، وإنتصارا للنور على الظلمة ، بقطع النسل ، وقضى أعواما فى النفى ، ثم عاد إلى إيران ، وقتل فى عهد بهرام الأول ، ولكن تعاليمه لم تمت بموته ، بل بقيت تؤثر فى التفكير الإيرانى ، والمجتمع الإيرانى لمدة طويلة . وظهر "مزدك" فى أوائل القرن الخامس المسيحى ، فدعا إلى إباحة الأموال والنساء ، وجعل الناس شركاء فيها ، وقويت دعوته ، وكان الناس يدخلون الرجل فى داره ، فيغلبونه على منزله وأمواله ، لا يستطيع الإمتناع منهم ، وقد جاء فى وثيقة إيرانية تاريخية تعرف ب" نامة تنسر " تصوير لذلك العصر الذى إنتشرت فيه الدعوة المزدكية ، وكانت لها السيطرة والنفوذ : " وإنتهكت الأعراض ، وعم خلع العذار ، لقد نشأ جيل لا كرامة فيه ولا عمل ، ولم يكن له رصيد ولا ماض مجيد ، وليس له هم لمصير الشعب ولا إشفاق عليه ، ولا يتصف بكمال ومهارة ، كانت تسيطر عليهم اللامبالاة ةالبطالة ، وكانوا بارعين فى النميمة ، والخبث ، والإفتراء ، والبهتان ، وقد إتخذوا ذلك وسيلة لكسب القوت والوصول إلى الثروة والجاه " . ويقول " آرتهر كرستن سين " : "كانت النتيجة أن إنتشرت ثورات الفلاحين ، وكان النهّابون يدخلون فى قصور الأغنياء وينهبون ما يجدون فيها من أموال وأثاث ، ويلقون القبض على النساء ، ويستولون على الأملاك والعقارات ، فأصبخت الأراضى والمزارع مقفرة خربة ، لأن هؤلاء الملاك الجدد لم يكن لهم عهد ولا معرفة بالفلاحة " . ظهر من ذلك أنه كان فى إيران القديمة استعداد عجيب دائما لقبول الدعوات المتطرفة المغالية ، وكانت دائما تحت تأثير ردود فعل عنيفة ، وكانت تتأرجح بين " أبيقورية " جامحة وتنسك مغال حينا ً ، وبين احتكار سلالى ، أو طبقى ، أو دينى ، وشيوعية متطرفة وفوضوية مطلقة حيناً آخر ، أفقدها هذا التأرجح الإتزان والإقتصاد والهدوء . وكانت الأحوال سيئة جداً فى هذه الأمبروطورية - الإيرانية الساسانية - فى القرن السادس المسيحى ، فكانت تحت رحمة الملوك الذين كانوا يحكمون بالوراثة ، ويرون أنفسهم فوق الناس وفوق بنى آدم ، وكانوا يخاطبون بكلمة " الإله " وتضاف اليهم كلمة الألوهية بطريق مكشوف ، وكان الأمبراطور "الإنسان الأول " وكان لا يسمى باسمه عند الخطاب ، وكان يعتبر من نسل الآلهة . وكانت موارد البلاد كلها ملكا لهؤلاء الملوك ، وقد تطرفوا فى إكتناز الأموال ، وإدخار الطُّرَف ، والأشياء الغالية ، والتأنق فى المعيشة ، والتمتع بالحياة ، وقد وصل الولوع بالتلذذ ،وترفيه الحياة ، والمسابفة فى مظاهر الغنى والعظمة ، إلى حد الخيال والشعر لا يتصوره إلا من توسع فى دراسة تاريخ إيران القديمة ، وشعرها وأدبها ، واطلع على تفاصيل مدينة "طيسيفون " وإيوان كسرى ، وبهار كسرى ، (بساط الربييع) ، وتاج كسرى ، وما كان يختص بملوكهم من خدم وحشم ، وزوجات وجوار ، وغلمان وطهاه ، ومربِّين للطيور والسباع ، وأوان وقنص ، التفاصيل الأسطورية التى يدهش لها الإنسان ، وقد بلغ ذلك إلى حد أن "يزدجرد" آخر ملوك إيران لما خرج من عاصمته - المداين - هاربا ينجو بنفسه فى الفتح الإسلامى العربى ، أخذ معه - وهو فى حال الفرار - 1000 طاه ، و1000مغنٍّ ، و1000مدرب للنمور ، و1000قيِّم للبزاة ،وحاشية أخرى ، وكان يستقل هذا العدد ، ويعتبر نفسه لاجئا حقيراً ، ويتصور أنه فى حالة يرثى لها من قلة الحاشية ، وفقدان أسباب الترفيه والتسليه . هذا بجانب ما كان يعانيه الشعب من بؤس وشقاء ، وتعب وعناء ، وتذمر وبكاء ، فكان أفراد هذا الشعب فى جهد من العيش للحصول على ما يسد رمقهم ، ويستر عوراتهم ، يرزحون تحت أثقال الضرائب والأتاوات ، ويرسفون فى القيود والأغلال ، ويعيشون عيش البهائم ، حتى ترك كثير من المزارعين أعمالهم ، أو دخلوا الأديرة فرارا من الضرائب والخدمة العسكرية ، وكانوا وقودا حقيرا فى حروب طاحنة مدمرة ، قامت فى فترات من التاريخ ودامت سنين طوالاً بين المملكة الشرقية الساسانية والمملكة الغربية البيزنطية ، لا مصلحة للشعب فيها ولا رغبة . | |
|
| |
رسلان ناظر محطة السياسة
الجنس : عدد المساهمات : 6439 نقاط : 10010 تاريخ التسجيل : 14/06/2010 العمر : 63 الموقع : الصعيد
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 9:17 pm | |
| سلسله رائعه وادعوا الله ان يوفقك فى استكمالها لقد استفادنا مما كتبت منها وانا عارف ان مازلت هناك اجزاء كتيره اعانك الله عليها وجعل كل ما تبديه من فكر واطلاله فى ميزان حسناتك وفقق الله اخى لما به الخير والفلاح تقبلنى ولاتنسانى فى دائك عند كل صلاة اخيك فى الله رسلان (الامم تتربص بنا وتريد ان يتكالبوا علينا اليوم اخى الفاضل حدث شىء وانا كتبته عن السافل نجيب ساويرس الذى تهجم على الحجاب زى نساءا المسلمات وعاب علينا ) اخير احببت اذكرك فقط حتى يكن عندك علم ولو زرت رصيف السياسه ستجنى ناقل هذا الموضوع شكرا اسف انى اطالت عليك رسلان | |
|
| |
LOLO& من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2452 نقاط : 3795 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 29
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 9:21 pm | |
| | |
|
| |
مها حسنى ناظره محطه السينما والفنانيين
الجنس : عدد المساهمات : 763 نقاط : 1532 تاريخ التسجيل : 27/09/2009
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 9:50 pm | |
| بارك الله فيك على المجهود الاكثر من رائع جعلها الله فى ميزان حسناتك | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 11:39 pm | |
| - رسلان كتب:
- سلسله رائعه وادعوا الله ان يوفقك فى استكمالها
لقد استفادنا مما كتبت منها وانا عارف ان مازلت هناك اجزاء كتيره اعانك الله عليها وجعل كل ما تبديه من فكر واطلاله فى ميزان حسناتك وفقق الله اخى لما به الخير والفلاح تقبلنى ولاتنسانى فى دائك عند كل صلاة اخيك فى الله رسلان (الامم تتربص بنا وتريد ان يتكالبوا علينا اليوم اخى الفاضل حدث شىء وانا كتبته عن السافل نجيب ساويرس الذى تهجم على الحجاب زى نساءا المسلمات وعاب علينا ) اخير احببت اذكرك فقط حتى يكن عندك علم ولو زرت رصيف السياسه ستجنى ناقل هذا الموضوع شكرا اسف انى اطالت عليك رسلان جزاك الله خيرا اخى/رسلان فعلا السلسلة كبيرة وأسأل الله أن يعيننى على نقلها كاملة وما جذبنى الى أن أخرجها لأخوانى فى المنتدى ، أن المؤلف جعل هناك بابا من أبواب الكتاب يتحدث فيه عن عصر وزمان ما قبل الإسلام وكيف كانت البشرية بحاجة ماسة الى نبى مرسل يختم به الله كل هذا الفجور ويخرج به الناس من الظلمات الى النور ، وينتهى به عصر الفجور والشرور ثم بعد ذلك يستفيض فى حياة رسول الله منذ الولادة وحتى الوفاة إستفاضة تشد القارىء وتجعله يعيش مع القراءة فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكيد اخى رسلان سأزور صفحتك ورصيف السياسة وأكتب ردى على موضوعك والتمس لى العذر لتقصيرى فى الفترات السابقة وذلك لإنشغالى وعدم تواجدى الدائم تحياتى لك اخى واستاذى العزيز/رسلان | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 11:46 pm | |
| - LOLO& كتب:
أشكرك اختى الغالية/لولو وجزاك الله خيرا على مرورك الكريم وردك الغالى وذلك قليل بالمقارنة بما تطرحينه من موضوعات مفيدة وهامة فمنذ دخولك المنتدى وقد ملأتيه نورا خاصة رصيف الدين زادك الله علما وتفقها فى الدين وأعطاك من خير ما سألتيه وخير ما يحب لعباده الصالحين تحياتى لكى اختى العزيزة/لولو | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يونيو 24, 2011 11:51 pm | |
| - مها حسنى كتب:
- بارك الله فيك على المجهود الاكثر من رائع
جعلها الله فى ميزان حسناتك اللهم أمين جزاك الله خيرا أختى العزيزة/مها وأشكرك جدا على مرورك الدائم على موضوعاتى وذلك شرف كبير لى ارجوا ألا تحرمينا من تواجدك فى موضوعاتى أدام الله الصداقة والأخوة بين المسلمين | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يوليو 11, 2011 12:42 am | |
| السلام عليكم اتأخرت كتير فى كتابة الجزء التالى من اجزاء كتاب السيرة النبوية والنهاردة جيت اكمل الموضوع فتعالوا بنا نكمل حديثنا الهند برزت الهند فى العصر القديم فى العلوم الرياضية وعلم الفلك والطب والتعمق فى الفلسفة ، فقد اتفقت كلمة المؤرخين لها أن أقل عهودها ديانة وخلقا واجتماعا ، ذلك العهد الذى يبتدىء من مستهل القرن السادس الميلادى ، فانتشرت الخلاعة حتى فى المعابد وأصبحت لا عيب فيها ، لأن الدين قد أضفى عليها لونا من القدس والتعبد ، وكانت المرأة لا قيمة لها ولا عصمة ، وكان الرجل قد يخسر امرأته فى القمار ، وإذا مات زوجها صارت كالموؤدة لا تتزوج ولا تستحق إحتراما ، وانتشرت عادة إحراق الأيامى نفوسهن على وفاة أزواجهن ، خاصة فى الطبقات الشريفة والأرستقراطية ، إظهاراً للوفاء ، وفرارا من الشقاء ، وتسمى هذه العادة ب"ستى " ولم تزال زوالا كليا إلا بعد الإحتلال الانجليزى ، وامتازت الهند من بين جاراتها وأقطار العالم بالتفاوت الفاحش بين طبقات الشعب ، والامتياز بين الانسان والانسان ، وكان نظاما قاسيا لا هوادة فيه ولا مرونة ، مدعما بالدين والعقيدة ، خاضعا لمصلحة الآريين المحتلين والبراهمة المحتكرين للديانة والقداسة ، قائما على أساس الحرف والصنائع وتواؤثها ، والعنصرية والسلالية ، وكان ذلك تابعا لقانون مدنى سياسى دينى ، وضعه المشرعون الهنديون الذين كانت لهم صفة دينية ، أصبح القانون العام للمجتمع ودستور الحياة ، وهو يقسم سكان الهند الى اربع طبقات : 1-طبقة الكهنة ورجال الدين ، وهم "البراهمة " . 2-طبقة رجال الحرب والجندية ، وهم " شترى " . 3-طبقة رجال الفلاحة والتجارة ، وهم " ويش " . 4-طبقة رجال الخدمة ، وهم " شودر " .وهم احط الطبقات ، وقالوا عنهم انهم خلقوا من رجل خالق الكون ، وليس لهم الا خدمة هذه الطبقات واراحتها . وقد منح هذا القانون البراهمة مركزا ومكانة لا يشاركهم فيها أحد ، والبرهمى رجل مغفور له ولو أباد العوالم الثلاثة بذنوبه وأعماله ، ولا يجوز فرض الجباية عليه ، ولا يعاقب بالقتل فى حال من الاحوال ،أما " شودر " فليس لهم ان يقتنوا الاموال ، أو يدخروا كنزا ، أو يجالسوا برهميا ، أو يمسوه بيدهم ، أو يتعلموا الكتب المقدسة . وكانت الهند فى حالة فوضى وتمزق تحكمها إمارات وحكومات تعد بالمئات ، تضعفها حروب ومنافسات ، ويسود الاضطراب وسوء الادارة واختلال الامن ، وإهمال شئون الرعية والإستبداد . وكانت تعيش فى عزله عن العالم ، يسيطر عليها الجمود ، والتَّزَمُت والتطرف فى العدات والتقاليد ، والتفاوت الطبقى ، والتعصب الدموى والسلالى . يتحدث مؤرخ هندوكى واستاذ التاريخ فى احدى الجامعات فى الهند عن عصر سابق لدخول الاسلام فى الهند ، فيقول : "كان أهل الهند منقطعين عن الدنيا ، منطوين على انفسهم ، لا خبرة عندهم بالاوضاع العالمية ، وهذا الجهل اضعف موقفهم ، فنشأ فيهم الجمود ، وعمت فيهم امارات الانحطاط والتدهور ، كان الادب فى هذه الفترة بلا روح ، وهكذا كان الشأن فى الفن المعمارى ، وفى التصوير والفنون الجميلة الاخرى " " كان المجتمع الهندة راكدا جامدا ، كان هناك تفاوت عظيم بين الطبقات ، وتميز معيب بين اسرة واسرة ، وكانوا لا يسمحون بزواج الايامى ، ويشددون على انفسهم فى امور الطعام والشراب ، أما المنبوذون فكانوا يعيشون مضطرين خارج بلدهم ومدينتهم " فى المرة القادمة يبدأ الحديث عن جزيرة العرب وأوروبا فأنتظرونى | |
|
| |
LOLO& من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2452 نقاط : 3795 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 29
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يوليو 11, 2011 2:16 am | |
| شكرا لك اخي ايهاب على ما تقدمه لنا كل يوم والله كلمة شكرا لن تعطيك حقك جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامه | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الإثنين يوليو 11, 2011 7:45 pm | |
| جزاك الله خيرا اختى الغالية / لولو مرورك دائما يدخل على السعادة والسرور وأسأل الله ان يهدينا جميعا لطاعته وحب نبيه صلى الله عليه وسلم تحياتى وتقديرى واحترامى لأختى العزيزة/لولو | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 3:56 pm | |
| الجزيرة العربيه لقد ساءت أخلاق العرب ،فأولعوا بالخمر والقمار ، وبلغت بهم القساوة والحمية المزعومة الى وأد البنات ، وشاعت فيهم الغارة وقطع الطريق على القوافل ، وسقطت منزلة المرأة ، فكانت تورَّث كما يورَّث المتاع او الدابة ، ومن المأكولات ما هو خاص للذكور ومحرم على الاناث ، وكان يسوغ للرجل ان يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد ، ومنهم من كان يقتل اولاده خشية الانفاق ، وخوفا من الفقر والاملاق . وكانت العصبية القبلية والدموية شديدة جامحة ، وأغرموا بالحرب حتى صارت مسلاة لهم وملهى ، وهانت عليهم إراقة الدماء ، فتثيرها حادثة تافهة ، وتدوم الحرب اربعين سنة ويقتل فيها ألوف من الناس . أوروبا أما الأمم الأوروبية -المتوغلة فى الشمال والغرب - فكانت تعيش فى ظلام الجهل والأمية والحروب الدامية ، وكانت بعيدة عن جادة قافلة الحضارة الإنسانية ، والعلوم والآداب ، لا شأن للعالم بها ولا شأن لها بالعالم . كانت أجسامهم قذرة ، ورؤوسهم مملوءة بالأوهام ، وكانوا يزهدون فى النظافة واستعمال الماء ، ويغالى الرهبان منهم فى تعذيب الأجسام ، والفرار من الإنسان ، وكانوا يبحثون فى أن المرأة إنسان أم حيوان ، وهل لها روح خالدة ام لا ، وأن لها حق الملكية والبيع والشراء أم ليس لها شىء من ذلك . يقول البروفيسورrobert Briffault : لقد أطبق على أورباليل حالك من القرن الخامس الى القرن العاشر ، وكان هذا الليل يزداد ظلاما وسوادا ، وقد كانت همجية ذلك العهد أشد هولا ، وأفظع من همجية العهد القديم ، لأنها كانت أشبه بجثة حضارة كبيرة قد تعفنت ، وقد انطمست معالم هذه الحضارة ، وقضى عليها بالزوال ، وقد كانت الاقطار الكبيرة التى إزدهرت فيها هذه الحضارة وبلغت أوجها فى الماضى ، كإيطاليا ، وفرنسا ، فريسة الدمار والفوضى والخراب . ظلام مطبق ويأس قاتل وقصارى القول أن القرن السادس المسيحى -الذى كانت فيه البعثة المحمدية - وما يليه من فترة زمنية ، كان من أحط أدوار التاريخ ، ومن أشدها ظلاما ويأسا من مستقبل الإنسانية وصلاحيتها للبقاء والازدهار. وقد أحسن المؤلف الإنجليزى h g wells تصوير هذا العصر ، فقال -وهو يبحث الظروف السائدة فى عهد الحكومتين : الساسانية والبيزنطية فى القرن السادس للميلاد . كانت العلوم والفلسفة والسياسة فى حالة إحتضار فى عهد هذين النظامين المتحاربين والمتجهين الى الإنحطاط ، فقد كان الجيل الأخير من فلاسفة أثينا عاضاً على المؤلفات الأدبية العتيقة بالنواجذ ، بكل إحترام وحب ، ولو بدون فهم لها ، فلما انقرض هذا الجيل ، لم تبق طبقة ولا أفراد أحرار شجعان ، يتزعمون حرية الفكر وحرية التعبير ، ولا الذين يحتفظون-على الأقل- بتراث فكر حر ، وبحث نزيه جدى ، على دأب القدماء والسابقين لهم ، وبجانب ما كان للفوضى السياسى والإجتماعى من دور كبير فى القضاء على مثل هذه الطبقة ، كان من العوامل التى ساعدت على شلل الفكر الإنسانى ، وتجمد القرائح البشرية ، أن هذا العصر كان عصر العصبية وعدم التسامح فى ظلال الحكومتين الإيرانية والبيزنطية ، فقد كانت هاتان الحكومتان دينيتين نوعا ما ، وقد كانتا فرضتا قيودا على العقل البشرى . وللحديث بقية إن شاء الله بعد صلاة العصر | |
|
| |
ربيع محمد ناظر محطة الابداع
الجنس : عدد المساهمات : 5716 نقاط : 8102 تاريخ التسجيل : 17/07/2010 العمر : 66 الموقع : الجيزه- مصر
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 6:23 pm | |
| شكرا لك اخى ايهاب مجهود رائع وجهد مبذول لافاده الجميع بارك الله فيك وجزاك خيرالجزاء | |
|
| |
LOLO& من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2452 نقاط : 3795 تاريخ التسجيل : 10/05/2011 العمر : 29
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 9:22 pm | |
| جزاك الله خيرا اخي ايهاب سلمت يداك وجعله الله في ميزان حسناتك | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 10:38 pm | |
| - ربيع محمد كتب:
- شكرا لك اخى ايهاب
مجهود رائع وجهد مبذول لافاده الجميع بارك الله فيك وجزاك خيرالجزاء أشكرك اخى واستاذى ، عمى/ربيع جزاك الله خيرا لمرورك الكريم وتعليقك الرائع وبرضه مش قادر ماقولكش غير "عمى ربيع" | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 10:49 pm | |
| - LOLO& كتب:
- جزاك الله خيرا اخي ايهاب
سلمت يداك وجعله الله في ميزان حسناتك وجزاك خيرا اختى / لولو مرورك اسعدنى أسعدك الله بالجنة ونعيمها وجعلك ممن يرافقون حبيبه المصطفى الى الجنة تحيتى لكى | |
|
| |
بريق الامل من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2939 نقاط : 3423 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 الموقع : الجيزه
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله الجمعة يوليو 15, 2011 11:59 pm | |
| مجهود جبار تعتبر سلسله تاريخيه ودينيه جعلها الله في ميزان حسناتك علي هذا المرجع الهام والمعلومات القيمه | |
|
| |
ايهاب عبد المنعم من اسره مترو
الجنس : عدد المساهمات : 2083 نقاط : 2636 تاريخ التسجيل : 05/04/2011 العمر : 47 الموقع : بهتيم/شبرا الخيمة
| موضوع: رد: السيرة النبوية كامله السبت يوليو 16, 2011 1:09 am | |
| نكمل الحديث احبابى فى الله فبعد ان قص لنا الكاتب قصة زحف الإمبراطورية الإيرانية على الإمبراطورية البيزنطية ثم إنتصار البيزنطيين على الإيرانيين فى شىء من التوسع ، عاد الى وصف التدهور الإجتماعى والخلقى السائد فى أواخر القرن السادس المسيحى ، فقال : كان يسوغ لمتتبع -ولو كان غير محنك ناضج الفكر-الأوضاع السائدة فى أوائل القرن السابع المسيحى ، أن يتنبأ بسهولة وبثقة بأن أوروبا وأسيا ستقعان تحت رحمة المغول الوحوش فى غضون بضعة قرون قادمة ، فلم تكن فى أوروبا الغربية أمارات للأمن والنظام وحكم القانون ، وقد كانت المملكتان : البيزنطية والايرانية ، مشغولتين فى حرب إبادة وتدمير ، بينما كانت الهند فى حالة توزع وبؤس. ظهر الفساد فى البر والبحر وبالجملة فقد كانت الإنسانية فى عصر البعثة فى طريق الإنتحار ، وكان الإنسان فى هذا القرن قد نسى خالقه ، فنسى نفسه ومصيره ، وفقد رشده وقدرة التمييز بين الخير والشر ، وبين الحسن والقبيح ، وكان الناس فى شغل شاغل وفكر ذاهل ، لا يرفعون الى الدين والأخرة رأسا ، ولا يفكرون فى الروح والقلب ، والسعادة الأخروية وخدمة الإنسانية ، وإصلاح الحال لحظة ، وربما كان إقليم واسع ليس فيه أحد يهمه دينه ويعبد ربه ، لا يشرك به شيئا ، ويتألم للإنسانية ومصيرها البائس ، وصدق الله العظيم : " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ، ليذيقهم بعض الذى عملوا ، لعلهم يرجعون " لماذا بعث النبى فى جزيرة العرب؟ وقد اقتضت حكمة الله أن تطلع هذه الشمس التى تبدد الظلام ، وتملأ الدنيا نورا وهداية ، من أفق جزيرة العرب الذى كان أشد ظلاما ، وكان أشد حاجة الى هذا النور الساطع . وقد إختار الله العرب ،ليتلقوا هذه الدعوة أولا ، ثم يبلغوها إلى أبعد أنحاء العالم ،لأن ألواح قلوبهم كانت صافية ، لم تكتب عليها كتابات دقيقة عميقة ، يصعب محوها وإزالتها ، شأن الروم والفرس وأهل الهند ، الذين كانوا يتيهون ويزهون بعلومهم وآدابهم الراقية ، ومدنياتهم الزاهية ، وبفلسفاتهم الواسعة ، فكانت عندهم عقد نفسية وفكرية ، لم يكن من السهل حلها ، أما العرب فلم تكن ألواح قلوبهم إلا كتابات بسيطة خطتها يد الجهل والبداوة ، ومن السهل الميسور محوها وغسلها ، ورسم نقوش جديدة مكانها ، وبالتعبير العلمى المتأخر كانوا أصحاب الجهل البسيط الذى تسهل مداواته ، بينما كانت الأمم المتمدنة الراقية فى هذا العصر مصابة الجهل المركب الذى تصعب مداواته وإزالته . وكانوا على الفطرة ، وأصحاب إرادة قوية ، اذا التوى عليهم فِهمُ الحق حاربوه ، واذا انكشف الغطاء عن عيونهم أحبوه واحتضنوه ، واستماتوا فى سبيله . يعبر عن هذه النفسية العربية خير تعبير ، ما قاله سهيل بن عمرو ، حين سمع ما جاء فى كتاب الصلح فى الحديبية "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ":"والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك " . وما قاله عكرمه ابن ابى جهل حين حمى الوطيس فى معركة اليرموك ، واشتد عليه الضغط :"قاتلت رسول الله فى كل موطن وأفر منكم اليوم ؟! ثم نادى : من يبايع على الموت ، فبايعه من بايعه ، ثم لم يزل يقاتل حتى أثبت جراحا وقتل شهيدا " . وكانوا واقعيين جادين ، أصحاب صراحة وصرامة ، لا يخدعون غيرهم ولا أنفسهم إعتادوا القول السديد ، والعزم الأكيد ، يدل على ذلك دلالة واضحة ما روى فى قصة بيعة العقبة الثانية ، التى تلتها الهجرة إلى المدينة ،قال ابن إسحاق : " لما اجتمعت الأوس والخزرج فى العقبة ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال العباس بن عبادة الخزرجى : يا معشر الخزرج !هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟قالوا : نعم ، قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فان كنتم ترون انكم إذا نهكت أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتلا ، أسلمتموه ، فمن الآن ، فهو والله إن فعلتم خزى الدنيا والآخرة ، وان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه على نهكة الأموال ، وقتل الأشراف فخذوه ، فهو والله خير الدنيا والأخرة ، قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا ؟ قال : الجنة ، قالوا : أبسط يدك ، فبسط يده ، فبايعوه . وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال سعد بن معاذ على لسانهم يوم بدر : فوالله لإن سرت حتى تبلغ البَركِ من غمدان لنسيرن معك ، والله لإن إستعرضت بنا هذا البحر خضناه معك " وقد تجلى هذا الصدق فى العزم ، والجد فى العمل ، وروح الإمتثال للحق ، فى الجملة التى تؤثر عن عقبة بن نافع القائد العربى المسلم ،فقد خاض البحر الأطلسى بجيشه وخيله ، ثم قال : يا رب لولا هذا البحر لمضيت فى البلاد مجاهدا فى سبيلك . أكتفى احبابى بهذا القدر اليوم وإن شاء الله نكمل فى وقت آخر فادعوا لى بالتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
| |
| السيرة النبوية كامله | |
|