أخطر 30 يوماً على مستقبل الرئاسة فى مصر..
توقعات باستقبال شعبى للبرادعى وضغوط من الحكومة من أجل تحجيمه بعد عودته
للقاهرة منتصف يناير الدكتور محمد البرادعى
كتب عمرو جاد وسماء عوض الله
var addthis_pub="tonyawad";
منذ
10 أيام مضت عادت طائرة تابعة لمصر للطيران من فيينا، فتوتر المشهد داخل
صالة الوصول بخلاف المعتاد، وذلك بسبب شائعة انتشرت وقتها بعودة الدكتور
محمد البرادعى من النمسا على هذه الرحلة، فانتشر بعض مندوبى الصحف وبعض
الفضوليين فى صالة الوصول، إلا أن نصف ساعة مرت دون أن يظهر البرادعى،
والذى أعلن بعدها بأيام أن عودته لمصر ستكون منتصف يناير المقبل، واليوم
ستكون مصر بدأت العد التنازلى لأكثر 30 يوماً ترقباً وخطورة منذ إعلان
البرادعى شروطه للترشح للرئاسة.
بعد التصريح الذى أطلقه اليوم الدكتور أيمن نور، بأنه سيحشد أنصاره
لاستقبال البرادعى فى المطار، زاد من سخونة الترقب، حيث سبقه إعلان مشابه
من ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى، وهو الحزب الذى بادر بدعوة البرادعى
للترشح باسمه، إضافة إلى ذلك هناك أيضاًَ أفراد الشعب العاديين الذين
سيدفعهم شعبية الرجل وفضولهم إلى رؤيته فى المطار، كما أن هناك أيضاً أهله
ومحبيه وأقاربه، ثم يأتى على رأس تلك القائمة وسائل الإعلام المختلفة التى
لن تفوت حدثاًَ مثل هذا دون تغطيته.
فى هذا السباق تتبقى جهة واحدة هى التى سيتوقف عليها ما سيشهده البرادعى
بعد عودته لمصر، حيث سيكون حجم الاستقبال الرسمى، مؤشراً هاماً عن طريقة
تعامل الدولة مع الرجل فى المستقبل، فالتساؤل الكبير هنا هل ستستقبل
الدولة الدكتور محمد البرادعى كرئيس سابق لهيئة الطاقة الذرية ومصرى حاصل
على نوبل، أم أنها ستستقبله معارضاً يبتغى الترشح للرئاسة؟ رغم إنه حصل
قبل أيام على أعلى وسام ملكى فى النمسا، إلا أن احتمال عدم استقباله
رسمياً، حيث يرى الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ العلوم السياسية أنه من
المستحيل أن يكون هناك استقبال رسمى للبرادعى عند عودته، فظهوره على
الساحة أدى إلى حالة من الإرباك للنظام فيما يتعلق بالرئاسة وتراجع فكرة
التوريث مشعراً النظام بأنه لم يعد حراً فى تحديد مستقبل مصر".
نظرية الأشعل يفسرها بأن البرادعى "يمثل الآن الثقل الأكبر على النظام ليس
لمصداقيته أو لشعبيته لدى المصريين، ولكن لأنه يمثل نوعاً من أنواع
التغيير، خاصة أنه توجد حالة من الترقب لدى الشعب المصرى تتسم بالاندفاع
الكامل بسبب عدم احتمالهم للنظام أكثر من ذلك، حسب قوله، مشيراً إلى أن
القوى الشعبية سيكون لها دورها فى استقباله عند عودته ممثلة نوعاً جديداً
من أنواع الضغط بجمعها لأفراد الشعب حول البرادعى بغض النظر عن ما يثار من
انتماءاته الأمريكية.
فكرة امتناع النظام عن استقباله رسمياً توقعها أيضاً ممدوح قناوى رئيس
الحزب الدستورى، الذى طالب بأن يكون هناك استقبال شعبى يليق به كرجل شرف
مصر على المستوى الدولى، "فهل هو أقل من بتوع الكورة"، على حد قوله،
معلناً أن الحزب الدستورى على استعداد لضمه للحزب كى يتم ترشيحه من خلاله
فهو خير ممثل، قائلاً إن البرادعى إذا لم يستطع شغل منصب رئيس الجمهورية
لن يكون له أى منصب آخر، فأى منصب دون ذلك سيكون وضيع ومنحدر بالنسبة
لمكانته.
مصادر من داخل المعارضة ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن تعمل الدولة
على منع استقباله شعبياً، أو التضييق على أى مظاهر للاحتفاء بعودته، مؤكدة
أن بوادر التضييق على مؤيدى البرادعى بدأت منذ إعلانه عن شروط ترشحه، إلا
أن هذه المصادر استبعدت أن يتم التضييق على البرادعى نفسه عند عودته،
فالرجل حسب المصادر، يحظى باهتمام وتقدير دوليين يقفان عائقاً دون اضطهاده
من قبل النظام.
وبغض النظر عن وجود الاستقبال الرسمى من عدمه، فإن الأيام القادمة ستشتد
حروباً المزايدة حول أسبقية استقبال محمد البرادعى فى المطار، وستعلو
أصوات كثيرة باقتراحات حول أشكال استقباله شعبياً، وسينطلق كثيرون ممن
تهافتوا على استقطاب البرادعى ليؤكدوا أنهم أول من سيكونون فى استقباله فى
حين أنه من الممكن جداً أن يأتى الرجل على متن رحلة مفاجئة فى وقت متأخر
من الليل تجنباً لما ينتظره فى مطار القاهرة من هجوم إعلامى وشعبى.