[img][/img]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين
هنالك موضوع يستحق النقاش في حياتنا اليومية كثيرا ما نقول نعم أو لا
واليك الامثلة ثم الكلام
* هل من الممكن أن تغلق الباب؟..
- موافق، سأغلقه حالاً.
* ماذا لو أخذت قلمك؟
- نعم، يمكنك أخذه.
* هناك الكثير من الأعمال التي لن أكملها اليوم، هل تكملها لي؟
- طبعاً، لا مانع عندي.
* يعجبني القميص الذي ترتديه، هل يمكن أن أستعيره منك؟
- نعم، تفضل.
* هل لي أن أشرب من زجاجتك؟..
- بالتأكيد، يمكنك ذلك.
(حاضر) - (نعم) - (طبعاً) - (ممكن) - (أكيد).. كلها كلمات تجد نفسك تقولها تلقائياً ومضطراً في الكثير من المواقف، رغم أن ما يصرخ بداخلك هو ألف كلمة (لا)!
وهذا بالطبع هو حال أي شخص، عندما لا يجد أمامه سوى الموافقة على أمر ما، مرغماً؛ كي يتحاشى الإحراج من الآخرين أو لتجنب غضبهم، ثم يندم بعد ذلك ويؤنب نفسه على أنه أسرع بالموافقة، في الوقت الذي كان يجب عليه، بلا إحراج أو خوف، أن يقول (لا)!
فمثلاً، قد يستغلك أحد الناس ويطلب منك أن تؤدي له عدة خدمات استغلالاً لمنصبك أو وقتك أو مالك، دون أن يكون لذلك أي مبرر، ولا حتى من باب طلب المساعدة، ولكنك ستجد نفسك توافق على طلبه حتى لا تتبدل مشاعره تجاهك، مع أنك في نفسك ترفض هذا الأمر، ولكنه فقط الإحراج من قول (لا).
وقد يطلب منك رئيسك بالعمل أن تعمل ساعات إضافية أو في أيام العطلات، فتستجيب فوراً لضغوطه وأنت "مكره" حتى لا تتعرض للعقاب المادي أو المعنوي إذا لم تنفذ طلبه، أو حتى لا يذهب هذا العمل إلى شخص آخر ويغير المدير معاملته لك!
وبالطبع ما أكثر المواقف اليومية في حياتنا التي ينطبق عليها ما سبق، سواء في محيط الأسرة والأقارب أو في العمل أو مع الأصدقاء والزملاء، وفي كل مرة تجيب بكلمة "نعم" بصوت عال وبشكل تلقائي رغم أن مشاعرك الحقيقية تجيب بكلمة "لا"!
إذن، كيف يمكن أن تنسحب بلباقة ولياقة من هذه المواقف المحرجة؟!
لماذا نقول نعم؟
في العادة، قد يكون قول "نعم" أسهل كثيراً لما تحمله من معاني الود والمساعدة والألفة مع الآخرين، أما كلمة "لا" فهي تحمل عكس المعاني السابقة.
فهناك من يقول "لا" أولاً لتجنب المشاكل، إلا أنه قد يتراجع في بعض المواقف بعد التفكير ويقول "نعم"، وهنا يجب أن نشير إلى أنه لا يوجد مكاسب لكلمتي "لا" أو "نعم"، تمثل قاعدة عامة، بل المكسب في القرار الصحيح، سواءً كان (نعم) أم (لا).
أما عن الأسباب التي تدفع الفرد بالرد إيجاباً، رغم أنه يرفض الأمر الذي يواجهه، قد يكون نابعاً من الإحراج أو "الخجل"، أو قد يكون لأسباب قهرية من الآخر، أو من تأثير الشلة والجماعة المحيطة.
اعتذر وقل لا.. بأدب
يمكنك الاعتذار عن "نعم" بالإجابات التالية التي تعني (لا)، ولكن بأسلوب مهذب ولبق:
فعلى سبيل المثال، إذا أراد شخص ما وأصر على أن تتناول الغذاء معه، ولكن يجب أن تعتذر لأن لديك موعد آخر هام في جدولك اليومي.. لا تقل "لا" بأسلوب صادم وفج، فكر في رد محدد وواضح مثل: "أعلم أنني سوف أستمتع كثيراً إذا تناولت الغذاء معك، لكني مرتبط بموعد هام جداً فأرجو قبول اعتذاري".
أليس ذلك أفضل وأكثر قبولاً؟!!
هناك أيضاً ردود أخرى تناسب بعض المواقف مثل :-
"أعطني فترة لأرد عليك".
"يمكنني الرد عليك بعد يوم أو اثنين".
"أنا لا أريد إحراجك أو إحراج نفسي فدعني أفكر بالأمر".
"لدي أشياء يجب أن أنجزها أولاً، ثم أرد على موضوعك".
"مبدئيا لا مانع لدى، ولكن أعطني فرصة ووقت لأفكر".
خطوات عملية
كذلك، هناك بعض الخطوات العملية يدرب بها الفرد نفسه من عدم الخوف والإقبال على قول (لا) بكل شجاعة مثل:
- تخيل الموقف المحرج.
- تخيل تفاصيل الطلب المحرج.
- تخيل بدائل الرد.
- تخيل كيفية الرد بالبديل المناسب.
- تنفيذ الرد مع أقرب موقف، مع عدم إحراج الشخص الذي تتعامل معه.
- مكافأة الذات بأشياء تحبها بعد كل موقف تنجح فيه، ويكون هذا بأن تحكي الموقف لمن تحب وتثق فيه أو النزهة مع الأصدقاء أو غيره.
مكاسب (لا) كثيرة
من جهة أخرى تشير الكثير من الدراسات النفسية أن هناك مكاسب كثيرة تستطيع أن تجنيها عندما تواجه بجسارة مشاعر الخوف التي تنتابك عند قول كلمة "لا"، ويمكن أن يساعد رفضك لطلب شخص ما، في استقرار العلاقة بينك وبينه، نظراً لأن ذلك يساعدك على إقامة حدود للعلاقة والتعبير عن مشاعرك الحقيقية.
كذلك ينصح الكثير من خبراء العلاقات الإنسانية أن يكون الفرد صادقاً مع نفسه وقيمه وأهدافه، وألا يجامل أحداً على حسابها.
ولا ننسى أيضاً أن بعض المواقف الصغيرة إذا استهان بها الفرد ولم يواجهها منذ البداية بقول (لا)؛ فإنها تكبر حتى تصبح ضغوطاً كبيرة قد يعجز عن مواجهتها مستقبلاً.