في القلب سكناها وذكرك في فمي
وهواك يجري هائماً مجرى دمي
وأردد اسم حبيبتي مترنماً
فتأوب الأطيار لحن ترنمي
وأقول : مصر حبيبتي أفديك يا
أرض الكنانة بالأعز الأكرم
يا دفءَ شمسك يا صفاء سمائها
يا شهد نيلك راوياً ظمأ الظمي
يا نزهة المشتاق يا أرض الرضا
يا قبر كل مخرب أو مجرم
كم ظالم بسهامه قد رامها
فأصابه سهم العدالة قد رمي
أرض الكرام الأنقياء الأصفيا
هم في رباط واتفاق دائم
كم غرَّ ملكك من غبيٍّ أحمقِ
فتراه ينعق بالكلام المبهم
فرعون نادى قومه متبجحاً
لي ملك مصر فيا رعية فافهمي
الله أهلكه ونجَّى مصرنا
يا مصر بالله العظيم استعصمي
في اليم أغرقه وأهلك جنده
وتراه آية كل عبد فاهم
من مثل مصر من البلاد وأهلها
أنبيك صدق القول دون تلعثم
إلا المدينة بعد مكة بعدها
مسرى رسول الله ثمَّ تقدمي
والله خلد ذكرها في وحيهِ
فضلاً من الرحمن يا مصر انعمي
أهل الشجاعة هم وأهل مروءةٍ
هم أهل صفحٍ ذاك طبع المسلم
مدوا الأيادي كي تعيدوا مجدها
بعد التنحي من ظلوم غاشم
قوموا إليها هيئوها واسعدوا
بعروس نيل وانعموا بالمغنم
هبوا لنجدتها ولا تتخاذلوا
سلمت أياديكم ويا مصر اسلمي
أنعم بمن سهروا على إعمارها
يفدونها بالروح رخصاً والدم
وتحية للجيش نعم صنيعهم
كانوا البواسل في اللقاء الأعظم
والمجلس الأعلى انعقاد دائم
فافهم مراد الجيش دون تكلم
ألقى البيان : مع المطالب كلها
سنقود مصر لبر أمن سالم
وترى الطغاة المفسدين اسَّاقطت
هاماتهم تحت الحسام الصارم
باءوا بذل بعد عز مفترىً
وتجرعوا من كل كأسٍ علقمي
يا مصر هذا عهد خير قد أتى
لا حزن بعد اليوم فلتتبسمي
ضحكت فأشرقت الشموس وبددت
ظلمات ليل موحش متجهم
هذا شباب النيل صان عفافها
وأتى إلى حضن الحنان ليرتمي
صوني شبابك يا عفيفة إنهم
فخر وعزُّ للأصالة ينتمي
وتظل مصر أبية شماء في
فضل من الرحمن غير مصرم