قطة وإنسان وطفل ورضيع في القمامة !ا
القطة تبحث عن مأكل والإنسان كذلك وأيضاً الطفل مثلهم أما الرضيع فينتظر الطعام منهم !
بومة وإنسان وطفل ورضيع في خرابه !ا
البومة مسكنها في الخرابات أما الإنسان فأصبح مأواه خرابه والطفل لأنه تابع لذلك الإنسان
سكن خرابه والرضيع لا حول ولا قوة له فمصيره متعلق بهم !
كلب وإنسان وطفل ورضيع في قصر !
الكلب يسكن في أفخم غرف القصر الإنسان في كوخ متهدم في هذا القصر والطفل أيضاً
في ذلك الكوخ أما الرضيع فهو لعبة لذلك الكلب !إنسان وطفل ورضيع
الإنسان متشرد
الطفل مجبر
الرضيع ينتظر دوره
مضحك جداً بل مبكي جداً
طعام في القمامة يكفي لحي كامل
ومساكن فارغة كثيرة ومهجورة لفرد واحد فقط
وحيوانات في نظر سخيف أكرم من الإنسان
سخافة تفاهة تطغى على المعمورة
العيد وإنسان وطفل ورضيع !
إنسان يقبض بكفيه ويسير بسرعة وفي داخلهما قطعة حلوى لا تكاد تملي نصف كفه
لكنه حريص على أن لا تضيع أو تسرق لهذا قبض عليها هكذا
يدخل الخرابه
يقول للطفل أحضرت لك هدية العيد ... أنظر ويفتح كفيه
الطفل يرتمي على قطعة الحلوى ويبدأ في التهامها لكنه لا يبلعها بل يضل بمضغها
ليطول مذاقها في فمه ...
إنسان للطفل هل هي جميلة ؟
الطفل نعم إنها رائعة
الرضيع يضحك .... لماذا ؟
لأنه يشعر بأن من حوله سعداء
إنسان ينظر للطفل ودمعاته تنهال فأخيراً استطاع أن يسعد الطفل والرضيع ..
وفي مكان ليس بالبعيد أطنان من الحلويات تتكدس في المنازل لا يأكلها أحد إنما وضعت للزينة
ثم مكانها حاوية القمامة ..
نعود للإنسان والطفل والرضيع
الطفل ينادي إنسان
يلتفت إنسان إليه
يقول الطفل: ثوبي مرقع وليس لدي حذاء والعيد غداً أريد أن ألبس شيء جميل لا أريده جديد
أريده جميل فقط لا غير ...
يصمت الإنسان ..
يبدأ الطفل بالبكاء أريد ثياباً جميلة
الرضيع يبدأ بالبكاء
إنسان يعيش تلك اللحظات بكل ألم فقبل دقائق كان من أسعد الخلق والآن أصبح من أتعسهم
يردد بصوت خافت .. صبراً سوف أذهب وأعود لكم ...
يخرج إنسان يسير في تلك الليلة .. حزيناً كئيباً
وفي مكان ليس بالبعيد ...
خزانات ملئت بشتى أنواع اللباس وأصحابها لا يستخدمونها إلا مرة واحدة ثم تركن في الخزانة
نعود لإنسان ..
يقرر في مد يده للآخرين وسؤالهم صدقة .. فلقد ضاقت عليه السبل
فبدأ بسؤال الآخرين
مر عند أحدهم فقال رجل فقير بحاجة لقليل من المال يفرح به طفل ورضيع
وإذا بذلك الرجل يصرخ اذهب يا شحات اذهب أنت تسيء لرقي هذه المدينة
اغرب عني وإلا سوف أطلب لك الشرطة
يبتعد الإنسان
يدخل ذلك الرجل لمحل بيع الأحذية ويشتري حذاء قيمته ألف درهم !
يسير الإنسان
وينظر إلى امرأة تسير مع أطفالها
اقترب منها فقال رجل فقير في ليلة العيد يريد كسوة لطفل ورضيع
تصرخ المرأة في وجهه قائلة.. ما هذا ؟
شحات أغرب عن وجهي يا شحات أن تكذب علينا
يبتعد عنها بأقصى سرعة فلقد لفتت الأنظار إليه
تدخل تلك المرأة لمحل بيع أدوات تنظيف الحمامات الفاخرة وتشتري أدوات تنظيف تصل قيمتها ألف درهم !
إنسان يحاول الابتعاد قدر المستطاع فالأنظار أصبحت متوجهة إليه
وإذا برجل الشرطة يقبض عليه.. ويتم إحتجازه في المخفر إلى الصباح ...
والطفل والرضيع في خرابه لوحدهم
يعود لهم في الصباح
يدخل الخرابه يجد الطفل يحمل الرضيع ويحاول إرضاعه من ثديه
والرضيع متفحم من البكاء
ينطلق إنسان يبحث في الخرابه عن حليب للرضيع ولا يجد شيء
فينطلق بأقصى سرعة لأحدى الصيدليات ...
يدخلها وهو يبكي قائلاً
أرجوك أقبل يديك الرضيع سوف يموت من الجوع أرجوك أقرضني علبة حليب واحدة فقط
وسوف أكون خادماً بل عبداً لك ..
الصيدلي بدهشة .. ما الذي تقوله أفي يوم العيد لا تجد ما تطعمه لرضيع
يهجم الصيدلي على علبة الحليب ويأخذ معه حقيبة الإسعافات الأولية
ويغلق الصيدلية
وبأقصى سرعة إلى الخرابه
يدخلون يجدون الطفل ينظر إليهم وقد وضع يديه على خديه
والرضيع ملقى على الأرض
الجميع ما الأمر
الطفل مات الرضيع
ينطلق الصيدلي يفحصه ..
الصيدلي بأعلى صوته الذي شتته عبرات الألم والحزن
الرضيع فارق الحياة .
الشكر والتقدير لكل من ساهم في الإبلاغ عن الفقراء ( الشحاتين ) لتكون مدينته أجمل مدن العالم
وهو لم يسهم لو بالقليل لمساعدة من يسميهم بالشحاتين ....
قال تعالى ((وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )) سورة الضحى الآية 10