أصيب فى الساعات الأولى من صباح أمس ٩٢٠ مواطنا فى حى «البرماوى»، بمدينة دسوق، باختناقات جماعية، تبين أن السبب تسرب الغاز من «أسطوانة كلور» كانت بين ٢٦ أسطوانة أخرى لدى أحد تجار الخردة، ألقى الأهالى الأسطوانة سبب الكارثة فى أحد المصارف الزراعية المجاورة، وأعلن مستشفى دسوق العام حالة الطوارئ لاستقبال الحالات، حيث هرعت سيارات الإسعاف وعربات الأهالى الملاكى لنقل المصابين إلى المستشفى، كما انتقلت سيارات الإطفاء وشارك ١٥٠ طبيباً وإخصائياً، إضافة إلى فريق التمريض بقيادة الدكتور سعيد خضر، مدير عام المستشفى، وتم علاج وإفاقة كل الحالات وخروجها، وانتقلت إلى موقع الحادث الدكتورة لميس المعداوى، وكيل وزارة الصحة، وقررت توفير الأدوية المطلوبة.
وتعاون مئات من الشباب فى إسعاف الضحايا، وحملوا أسطوانات الأكسجين إلى حديقة المستشفى، وتم علاج مرضى بالتنفس الصناعى، بعد أن عجزت غرف الاستقبال عن استيعاب الحالات، وقال الدكتور سعيد خضر لـ«المصرى اليوم» إن المستشفى به ٦٢ أسطوانة أكسجين، وتم شراء ٦٠ أسطوانة أخرى لإسعاف الحالات.
وألقت أجهزة الأمن القبض على تاجر الخردة «عبده. ع. ا» - ٤٠ سنة وتم اتهامه بالتسبب فى تسريب غاز الكلور السام من أسطوانة كلور فى محله بحى البرماوى، وتسبب فى إصابة مئات من المواطنين بالاختناق الجماعى، وتلقى العميد سيد سلطان، مدير فرع البحث الجنائى لغرب كفرالشيخ، تقريراً من مستشفى دسوق العام يفيد بإصابة مئات المواطنين بالاختناقات الجماعى، بسبب استنشاقهم غاز الكلور. وكشفت التحريات المبدئية عن أن المحتجز حصل على تلك الأسطوانه ضمن «لوط أسطوانات» اشتراه من دمياط لاستخدامه حديد خردة وأن تلك الأسطوانه كانت بها بقايا غاز، تسرب وتسبب فى الحادث. تم تحرير محضر بالواقعة وتقرر عرض المتهم على النيابة العامة للتحقيق فى الواقعة.
كانت مدينة دسوق قد قضت ليلة من الهلع بعد تسرب غاز الكلور السام من إحدى الأسطوانات التى حصل عليها أحد تجار الخردة، وحدثت حالات اختناق جماعى لسكان عمارات الصفا والمروة والمحرقة، إضافة إلى منازل كثيفة، وقام عدد من الشباب بدخول المنازل بعد كسر أبوابها وإيقاظ المواطنين من نومهم، لإسعافهم بعد استنشاقهم الغاز لمنع حدوث كارثة.
وقال سعد عبدالقادر، نائب رئيس مركز ومدينة دسوق - الذى تواجد فى الموقع - إنه سيتم انتظار قرار النيابة العامة بخصوص باقى الأسطوانات الموجودة وإن الأسطوانة المثقوبة تم إلقاؤها فى أحد المصارف الزراعية المجاورة لمنع تسرب الغاز، بينما أكد الدكتور سعيد خضر، مدير عام المستشفى، أنه لاتوجد حالات وفيات، وتم خروج جميع الحالات.
وقال محمد القاضى - من الأهالى - إن تلك المنطقة مليئة بتجار الخردة، ورغم تكرار هذا الحادث منذ عام، إلا أن المسؤولين فى مجلس المدينة لم يفعلوا شيئا، ومازال تجار الخردة يحضرون كميات من الأشياء الغريبة، وكثيراً ما نسمع انفجارات تحدث منها وتتصاعد غازات سامة وكريهة.
وطالب المحافظ أحمد زكى عابدين بإخلاء المنطقة من تجار الخردة، حرصاً على أرواح المواطنين، وتساءل عن دور شرطة المرافق والبيئة والصحة ومجلس المدينة والأمن الصناعى. وقال أحمد أبواليزيد الخادم إن المنطقة إسكان شعبى، وتضم أكثر من ٥٠عمارة تتوسطها محال بيع خردة الحديد، وهى بمثابة قنابل موقوتة تنفجر فى أى وقت وطالب المحافظ بزيارة هذا الحى، ليرى بنفسه كيف يعيش المواطنون حياة غير آدمية.