حاول ٨٥ محتجزاً الهروب من داخل قسم شرطة الوراق، مساء أمس الأول، أفادت التحريات والتحقيقات - وبانتقال «المصرى اليوم» إلى مكان الواقعة – بأن مشادة كلامية نشبت بين «متهمين» تطورت إلى مشاجرة واعتدى كل منهما على الآخر ثم اشتد الخلاف فاستغله عدد من المساجين وهددوا بإشعال النيران وتحطيم أبواب ونوافذ الحجز، وأضافت التحريات أن أحد المتهمين اتصل بأسرته ونشر شائعة بتعدى أحد الضباط عليه وحضر عدد كبير من أسرهم وحاولوا اقتحام القسم، وأطلق البعض منهم الأعيرة النارية على رجال الشرطة وتصدت لهم قوات الشرطة والجيش وبعض أهالى الوراق بالقنابل المسيلة للدموع وكونوا حائط صد أمام القسم ومنعوا الأهالى من الاقتحام، وتحولت دائرة القسم إلى ثكنة عسكرية.
واستمرت الأحداث من الحادية عشرة مساء إلى الثانية من صباح أمس، وقالت مصادر أمنية تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين الذين أطلقوا النيران، وجار تحرير محاضر ضدهم، وأضاف المصدر إن الأحداث لم تسفر عن أى خسائر فى الأرواح.
تحرر محضر وأخطر المستشار محمد ذكرى، المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، وانتقل محمد شقير، رئيس النيابة، وإبراهيم الجمال وكيل أول النيابة لمكان الواقعة وأجريا معاينة لتحديد الخسائر وجار الاستماع إلى أقوال المتهمين سبب المشاجرة، وطلبت النيابة من رجال المباحث تحديد المتهمين الذين أثاروا الضجيج كما طلبت تفتيش الحجز.
وانتقلت قيادات الأمن فى الجيزة إلى قسم الوراق بإشراف اللواءين عابدين يوسف، مساعد الوزير لأمن الجيزة، وكمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وأمين عزالدين، رئيس قطاع الشمال، والعمداء فايز أباظة، وعرفة حمزة، وحسام فوزى.
بدأت الأحداث فى الحادية عشرة من مساء أمس الأول، داخل غرفة الحجز، حيث نشبت مشاجرة بين سعد أحمد «٢٤سنة» عاطل محتجز لمدة سنة لاتهامه بعدد من القضايا، ومحمد عبدالمنعم محبوس احتياطيا على ذمة قضية مخدرات، محتجز، ودلت التحريات بأن المشاجرة، بسبب فرض السيطرة وخلافات سابقة بين المتهمين، وكشفت التحريات بأن الحجز به ٨٥ متهماً وأن ١٠ أشخاص تقريباً استغلوا المشاجرة وأثاروا الضجيج ثم هددوا قوات الأمن بإشعال النيران فى البطاطين والملابس بالإضافة إلى الطرق على الأبواب ومحاولة تحطيم النوافذ، واتصل أحد المحتجزين بأسرته وطالبهم بالحضور بعد أن سرب شائعة بقيام أحد الضباط بالتعدى عليه مما أدى إلى حضور أسر المحتجزين وحاول عدد منهم اقتحام القسم ثم أطلقوا الأعيرة النارية على قوات الأمن مما اضطر أجهزة الأمن إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتهمين، فى محاولة لتهدئتهم.
وفى الثانية عشرة، تمكن فريق من رجال المباحث من الدخول إلى الحجز وضبط المتهمين بالتحريض وإخراج المصابين بالاختناق ليتلقوا إسعافات أولية فى سيارات الإسعاف الموجودة فى القسم.
وتجمع العشرات من أهالى المحتجزين أمام القسم وحاولوا الاقتحام للتدخل ومساعدة المحتجزين على الهروب ثم أطلقوا الأعيرة النارية على قوات الأمن وتصدت لهم قوات الجيش والشرطة والأهالى ومنعوهم من الدخول، وكونوا كردونات أمنية وبشرية واستمرت الأحداث قرابة ٤ ساعات شهدت توقفاً بطيئاً فى حركة المرور نظراً لتجمع عدد كبير من الأهالى والمارين فى شارع الوراق.
وترددت شائعة فى منطقة الوراق بتعدى أحد الضباط على متهم، مما أدى إلى تجمع أسر المساجين أمام القسم وحاولوا اقتحام المبنى وحملوا الطوب والزجاجات الفارغة وألقوا كمية منها على المجندين، ثم أطلق البعض منهم الأعيرة النارية، وبعد التهدئة صرح اللواء عابدين يوسف لعدد من الأسر برؤية ذويهم للاطمئنان عليهم داخل الحجز.
