أحياناً تشعر بأنك تعيش بجسد ميت تترنح فى متاهات الذات، فاقد التوازن بين متطلبات الأنا والإمكانيات الضعيفة، تجاهد بكل طاقاتك، تستنشق غاز الفساد الأخلاقى، تصغى إلى هواجس الأفكار الشيطانية فى هدم الذات، تلقى بنفسك فى بحر الحياة متلاطم الأمواج!!.. تشعر بأنك ضللت الطريق فى عالمك المسحور، شيدت أحلاماً من رمال وتناسيت كلمات الرحمن، وشربت من ماء العصيان، وفقدت الرضا فلم يبق لك إلا التمرد، فقدت النور وبقى البصر، لا ترى إلا اليأس والسراب، لا ترى أمامك إلا بريق المادة، تشعر بأن حياتك هشة فاقد الثقة فى نفسك، تخشى مواجهة الآخرين!! ما تشعر به شىء مؤلم، ولكن لا تدعه يحبطك ويفقدك الثقة فى نفسك وفى الله، تذكر دائماً أن فى أعماق كل منا حفاراً، اجعله لا يكف عن العمل فى منجمه الحقيقى، بأن ينقب عن جواهره وكنوزه، ولا ينشغل بخارج نفسه بعالمه المهووس..
فالإنسان الواثق بنفسه ويقينه بالله يردد بداخله دائماً أنه ليس أقل من الآخرين، ويعرف قدر نفسه جيداً، ويغذى ذاته بالرضا الداخلى، ويعرف قدراته جيداً وينميها، ويعمل بهدوء واتزان نفسى وصمت، ويرحب بالنقد البناء ويسعى دائماً إلى آفاق جديدة تجاه هدفه أو حلمه وميوله واهتماماته مع طبيعة المجتمع الذى يعيش فيه وفلسفته الواعية للحياة.. سُئل نابليون: كيف استطعت أن تولد الثقة فى نفوس أفراد جيشك؟!.. فأجاب: كنت أرد على ثلاث بثلاث.. من قال لا أقدر.. قلت له: حاول!!.. من قال لا أعرف.. قلت له: تعلم!!.. من قال مستحيل.. قلت له: جرب!!.. أخى لابد من وقفة جادة تتأمل أيامك كيف مضت، وما هو حاضرك؟ وعلى أى شىء أنت مقبل فى مستقبلك؟