دوارة شمس الضحى على مهل فى خطوها المرصود يندس الأجل
لولاك يا محبوب ما كان الأمل حسن و حزن و اشتهاء لا يمل
من غاب عنها وهو راض فبطل من غاب عنها راضيا فهو البطل
عندما تسمع فى جنبيك صوتا ينكر الظلم و عيش المستكين
عندما تأنس فى عينيك ومضاً يهتك الظلمة كالفجر المبين
عندما تحمل كل الناس حسناً يزحم الخافق بالحب اليقين
عندما تفلوه ليل القهر حزناً أخرس الدمعة موصول الأنين
لا تقل للصبر مهلاً إن طعم الصبر مر و انهل العزة نهلاً أنت إنسانٌ و حر
موطنى كم فى مناداتك يا معطاء من حلم النداء
موطنى يا خضرة الإخصاب للباذل و الخير الرداء
و النقوش الحمر أغراسٌ لأعراسٍ دماها الشهداء
و الجباه السمر للأحرار فى الدرب رموزٌ و اقتناء
ليس فى الأمر عجب إنه ما قد وجب فى جمادى أو رجب
كلما القهر سلب حق شعبى و اغتصب لهبٌ اثر لهب
غضبٌ تلو غضب فتوارى و انتحب ثم ولى و احتجب
و اذا الناس صحاب عائد بعد غياب
بينهم قد صفق البشْرُ شهياً مستطاب
طفلة تمسك من خوف أباها و الثياب
تنظر الصورة فى البرواز خطفاً ثم وجه أبيها فى ارتياب
ما رأت منه سوى الصورة وجها كان محظور الإياب
فاعذريني يا رباب .. إن تغنيت لغير المقلة السوداء و الحور الكعاب
سأغنى للشباب .. ملهم التاريخ و التكريب من سفر الصعاب
سأغنى للشباب .. للوعود المشرئبات إلى قلب السحاب
لزمان الحسن للسلم نضالاً للصحاب .. لدعاة الحق أفعالاً و أقوالاً عِذاب
فلنقلها .. فلنقلها بقلوب مؤمنات لا تهاب
لا لمن يوصد فى الظلماء للأحرار باب
لا لمن يُشهِر للحرية عذراء ناب
لا لمن ينثر بين الناس حقداً و احتراب
لا لا لا .. للتحسب لا لإذلال الرقاب
إن كان من بدٍ سوى شرقٍ و غربٍ و انتساب
عندنا الشرق منارٌ و بحارٌ و سهولٌ و هضاب
عندنا الغرب رجالٌ فى إهاب الأُسْـد و الأُسْد غضاب
و الجنوب الصهر جياشٌ على ودِ و صدٍ و اصتخاب
عندنا ماليس بالميسور عند الناس وديانٌ و غاب
عندنا النيل جميلٌ فى وفاء الشمس والعهد رضاب
عندنا العرف كثيرٌ طيٍع النجدة موفور الإهاب
عندنا فى الجفنة تستبق الترحاب بالوافد تجتاز الصعاب
أولا يكفيك يا سودان فخراً و انتساب
للعمل إلى العمل لم يعد غير العمل
قد سئمناه صراخا و هتافاً ليس يجدي
قد مللنا كل من غير الذى يبطل و يفدى
قد كرهنا صولة الغافل إن الجهل يُردى
ليست الثورة تهليلاً و تطبيلاً لفرد
ليست الثورة تدعيماً و تكريساً لقلد
أو هتافاً أرزقياً و صلة السيف لكيد
إنما الثورة جهدٌ بعد جهدِ بعد جهد
إنما الثورة حبٌ و عطاءٌ و تحد
لقلاع الجهل للفقر و للداء الألد
لشرور النفس للحقد و جور المستبد
نحو تحقيق الأمل لم يعد غير العمل
حسنك الدافق يا أختاه فى الظلماء نور
قلبك الخافق بالتحنان عطرٌ و زهور
علمك النافع للأوطان بعثٌ و نشور
عرسك اليانع من سقياك ظل و جذور
علميه كيف يا أختاه للحق يثور
وانثرى فى دربهم حسن شعاراً و شعور
إنما فينا البطل لم يعد غير العمل ,, للعمل الى العمل
قسماً بما فى تربك الكريم من رفاة أباء كرام
قسماً بصرخة الشهيد تستخف بالرد تؤجج الضرام
قسما ببسمة الوليد تسترف كالندى تحاول الفطام
سنشرد الظلماء من عيوننا مشاعلاً تبدد الظلام
نبنيك يا سودان بالعطاء بالإخاء بالفنون بالسلام
عيوننا سلام ..قلوبنا سلام .. أرواحنا سلام
عاش السلااااااااااااااااام
لعبد الكريم الكابلى