شهدت المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة «ليلة دامية»، امتدت من مساء أمس الأول حتى فجر أمس، حينما حاول مئات المتظاهرين اقتحام مقر السفارة بالجيزة، لتنكيس العلم الإسرائيلى، مما دفع رجال الجيش والشرطة إلى التصدى لهم، فوقعت اشتباكات قوية بين الجانبين أسفرت عن إصابة أكثر من ٣٥٠ شخصاً.
ألقت الشرطة العسكرية القبض على ١٨٦ متهمًا بعد الأحداث والمطاردات التى ظلت متواصلة لأكثر من «٦ ساعات»، وأحالتهم إلى النيابة العسكرية، التى حققت معهم فى تهم «التجمهر وإثارة الشغب، والتعدى على الممتلكات العامة وتخريبها، والتعدى على موظفين عموميين أثناء تأدية واجبهم (ضباط الجيش والشرطة)، وإتلاف عدد كبير من السيارات والممتلكات الخاصة عمداً».
وقال مصدر مطلع لـ«المصرى اليوم»: «تحقيقات النيابة العسكرية أثبتت أن المتهمين ارتكبوا جرائم عقوبتها مغلظة، وقد تصل إلى السجن المؤبد».
فيما أكد الدكتور عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشؤون الفنية والسياسية، أن إجمالى أعداد المصابين فى الأحداث وصل إلى «٣٥٣» مصاباً، وتم علاج «٣٠٨» منهم فى موقع الحادث، ولم يتبقى فى المستشفيات سوى «٦ حالات» فقط.
«المصرى اليوم» رصدت تفاصيل هذه الليلة التى شهدت «كراً وفراً» بين شباب تجمعوا أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وقوات الجيش والشرطة، التى بدأت بعد مرحلة تفاوض حول فض الاعتصام من أمام السفارة الإسرائيلية، لكن المعتصمين منحوا القوات المسلحة والشرطة «مهلة ٣٠ دقيقة»، لتنكيس العلم الإسرائيلى من أعلى السفارة، أو القيام باقتحامها وحرق كل ما بداخلها، وهو ما رفضته القوات، فبدأت الاشتباكات والمطاردات فى شوارع الكورنيش والجامعة ومراد، وبالأماكن المحيطة بمبنى السفارة، وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع، فيما أحرق المتظاهرون إطارات كاوتشوك، وأتلفوا قرابة ١٠ سيارات.
وفور سيطرة الأمن على الوضع خيّم الهدوء على المنطقة، وعادت الحياة إلى طبيعتها، فيما لم يبق من المتظاهرين سوى نحو «٣٠ شخصاً»، وعلم فلسطينى يرفرف على عمود إنارة.