للشاعر اليمنى/عبد الواسع السقاف
لم تجعلون القات رمز بلادي *** وتُقوِّضون بمضغه أمجادي
لم تزرعون القات حتى في الرُبى *** وعلى السُفوح، وتحت صخر الوادي
تتقاتلون على الرياضِ لزرعه *** حتى غدا في كافة الأبعادِ
لم يبق فوق الأرض غير رُؤوسنا *** أرضاً ، لنزرعها بنَبْتِ سُهادِ
(إيه بني وطني كفاكم غفلةً) *** القات أصبح محفلا كالنادى
يأتى الصغاراليه دون تردد *** حتى النساء تؤمُه ببلادي
فوق الطريق على البيوت وفي المدى*** الكُل يمضغهُ ، بدون قِيادِ
ماذا جنينا منه غير هَوَاننا *** فَقرٌ ، وأحقادٌ ، وذُلٌ بادِ
القات خدَّرنا ، فبتنا لا نرى *** من واقع الدُنيا ، سوى الأحقادِ
والغربُ يلعق عِرضنا ، وأمَامنا! *** ونظلُ بالسِّلم الكسيح نُنادي
هُم ، هدَّموا الأقصى بكل وسيلة ٍ ، *** ونواجِهُ القُوّات بالنُّقّادِ
ونظل نبحث عن حلولٍ مُرةٍ *** ونُناقش الأوضاع كالأولادِ
وإذا انقضى القاتُ اللعين ووقته *** نرثي أحبتنا ، بكل حِيادِ!
هلا أفقنا من سُبات أنيننا *** كي ما نواجه غاصباً متمادي
أيصيح أحّدُنا بوجه عدونا! *** من دون أن يُقتاد في الأصفادِ!
يا ليت شعري ما صُراخ نسائنا *** في الأسْر إلا من حصاد فسادِ
قاداتنا في كل مؤتمرٍ لهم *** سيلٌ من الصَّفقاتِ والأمدادِ
وشبابنا في كل منتجع لهم *** جيشٌ من الفتيات والقوادِ
بلدٌ بها قاتٌ يمصُ رجالها *** وإذا بأخرى للبغاء تُنادي
وبرأس إحداها سماسرةٌ وقد *** باعوا أراضيها بكل مزادِ
(شارون) يضحك يا زمان وكيف لا *** وقد استحلّ عُروبَة العُبادِ
من يعبدون المال حتى لو أتى *** من زلةِ الألفاظِ والأجسادِ
من يرفعون شعار كل منافقٍ: *** القُدس لن تأتي بفعل جهادِ
يا قات لا أدري أفيك خطيئةٌ *** أم أنني وحدي ركبتُ عنادي
وصنعت منك حكايةً أنت الذي *** ألَّفت بين مُكبرٍ ويهودي
جلساتنا باتت تناقشُ مجدهم *** ونسى الزمان بخِسة أمجادي
لا يا زمان أفق فإنّك حالمٌ *** والحُلم لا يُفضِي لغير رُقادِ
النار منا ، والسلامُ بكفنا *** وفعالُنا في أعينِ الأشهادِ
اسأل علينا الإنجليز فإنهم *** عرفوا الفناءَ ، وعظموا أجدادي
اسأل علينا الهائمات من السما *** كم جُثةٍ وارى الثرى ميعادي
جاء الحصاد ، وإنه من حقنا *** ولقد خَبرت حصادهم وحصادي
فاشرب بجُحرك من دماء شبابنا *** نُخب انتصارِ الكُفر والإلحاد
خطط ودبّر ، واستمع آياتنا *** قُرآن من زرعوا الجبال أعادي
وسيأتي يومٌ تستسيغ شرابنا *** دمع الطُغاة ، وذله الأوغاد!