ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين رحمة الله للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم ، وأشهد ان لا اله الا الله ، وأشهد ان سيدنا محمدا رسول الله
*************************وبعد***************************
ان اكبر قضية فى حياة المسلم هى قضية البحث عن الهداية ومعرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده
الله ربى لا اريد سواه *** هل فى الوجود حقيقة الا هو
قد ضل من يرجوا سواه وافلست ***من كل خير فى العلا يمناه
فان الذى يحرص على الهداية ويلتمسها ويبحث عنها ويدعوا الله ان يهديه الى سبلها وان يوفقه اليها ، نجد ان الله يقربه منها وان كان بعيدا يقول تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين" أما الذى يعرض عنها ولا يحرص عليها ولا يسأل الله اياها ، يطبع الله على قلبه وينسيه ذكره ويستحوذ عليه الشيطان يقول تعالى " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون"
أحبابى فى الله ان للهداية أسباب وعلامات ودلائل فمن تعرض لأسبابها وتلبس بدلائلها تحصل له الهداية باذن الله ، ولقد وجدت أن حصر هذه الأسباب يتطلب كثيرا من الوقت والمجهود لذلك فسوف نبدأ مع بعضنا وأقوم بطرح كل سبب على حده حتى يتيسر لنا تحصيل الأمر دون عناء ومشقة أو ملل ، وأول هذه الأسباب هو:
1-الأعتناء بكتاب الله
وذلك بالتلاوة والسماع والتدبر والعمل بأحكامه وادابه فان الله تعالى قد زم قوما فقال "أفلا يتدبرون القرأن أم على قلوب أقفالها"أى بل على قلوب اقفالها،فهى مطبقة لا يخلص اليها شىء من معانى القرأن فانه اذا قرأ اوسمع مر عليه مرور الكرام . أما العبد القارىء المتدبر لمعانى القرأن فانه يرى ان غمامة الضلالة تنزاح من على قلبه وان طريق الهدايه مفتوح امامه ويجد فى ذلك البشر بالخير فى الدنيا والاخرة "ان هذا القرأن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا" فالله تعالى هنا يمدح كتابه فيقول أنه يهدى الى أقوم الطرق وأوضح السبل كما أنه يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالأجر الكبير .
أحبابي فى الله ان من يريد أن يهدى قلبه وروحه ويقدم لها علاجا فانه لابد أن يتبع طريق القرأن"وننزل من القرأن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا"فالقرأن شفاء ورحمة للمؤمنين فيذهب ما فى القلوب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل ، كما أن القرأن رحمة يحصل فيها الايمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، فكل ذلك لا يحصل الا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فانه يكون شفاء ورحمة له ، أما الظالم لنفسه فلا يزيده سماع القرأن الا ابتعادا وخسرانا ، فالعيب ليس فى القرأن بل فى الظالمين لأنفسهم والكافرين .
يقول قتادة فى ذلك : اذا سمع المؤمن القرأن انتفع به وحفظه ووعاه ، أما الظالم لنفسه أو الكافر فلا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، فان الله جعل هذا القرأن شفاء للمؤمنين ورحمة لهم.
هذا هو السبيل الأول للدخول الى طريق الهداية والبحث عن الطاعة ، وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى
والى لقاء اخر مع السبب الثانى من اسباب الهداية ،
أخوكم / ايهاب عبد المنعم