مخاوف قلب
أعيذك بالرحمن أن تقصد الغدرا
وأن تحمل من أجل أوهامك الوزرا
وأن تئدي حبـــاً بعثناه بعدمــــــا
طواه النوى حيناً ، وأذبله دهرا
لقد كنت في ليل من الحزن معتم
فأحسست أني قد لقيت بك الفجرا !
أكتم في قلبي مشــــاعر لـــهفة
أداري بها شوقي ، وأنتي بها أدرى
وإحساس نفس آمنت أن حـــبها
سيدفعها أن تقطع البر والبحرا
أتدري ما سر اشتياقي وما كوى
فؤاد حتى صار يحتقر الجمرا ؟!
وما هزني حتى رأيت مشاعري
تفيض ، وحتى صرت أستسهل الوعرا ؟
أتدري ما معنى حنيني ولهفتي
وكيف أحلت الحب في خاطري شعرا ؟
وما زادني في هجعة الليل وحشةً
وكنت أرى فيها سعادتي الكبرى ؟
هو الحب ـ لو تدري.. يزكي مشاعري
ويرسم في عينيك لي صورةً أخرى
مددت إلى كفيك كـــفي فارحــم
وإني لأخشى أن تعيديهما صفرا
ولو أنني أستطيع ـ يا سر لوعتي ـ
وضعتك في عين ، وسلمتك الأخرى !
أيبخل من في قلــــــبه وزن ذرة
من الحب أو ينوي لصاحبه هجرا ؟!
أمير قلبي لا تلوم مشاعري
فقد عجزت ـ والله ـ أن تجد الصبرا
ولا تتركنب في ظلام مخاوفي
أجر رداء الوهـــــــم في دربها جرا
ولا تعجب من لهفتي وتحرقي
فأنت التي أشعلت في قلبي الجمرا
مخاوف قلب يعلم الله ســره
شعرت به ـ من حيث لم تشعر ـ ذعرا
لصوتك سر حاول القلب كشفه
وهل يستطيع القلب أن يكشف السرا ؟
أردت وفاءاً حين أبديت لوعتي
ويسراً وأخشى أن تريدي بي العسرا !
أقمت على أرض العفاف محبتي
فما أبتغي عذراً ، وما أرتضي نكراً
فلا تجعل ليلي يمـــــــد رواقه
ولا تجعل أيام أشوقنـــــــا غبرا
أعيد إلى قلبي الهدوء ببسمة
تشيع الرضا في خاطري ، تشرح الصدرا !