ان النمل من الكائنات التي تبحث عن العمل ولا يبحث العمل عنها وتتحمل العناء والمشقه من اجل هدفها المنشود وهو فصل الشتاء وبرودته المميته فالنمل يستكين طيله هذا الفصل ويعيش علي مايجمعه طوال العام
(سبحان الله).
كان الناس يطلقون عليه لقب(نمله) نظرا لضئاله حجمه وضعف جسده وحركته البطيئه .
وكان دائما ما يكون محل سخريه الاخرين الا انه اعتاد علي ذلك واصبح يشعر بالملل عندما لايستخف به الاخرين ويضحكون عليه؟
كان يعمل علي صنع الشاي لنفسه في منزله فقط؟ولا يعمل اي عمل اخر لانه يعتقد ان جسده ضعيف لايتحمل ان يرهقه بالاعمال العنيفه.
فكان يستيقظ متأخرا من نومه ويفعل ما يفعله كل يوم فيدخل الي الحمام ويخرج ليتناول طعام الافطار (كوب الشاي الساده والسجائر) ثم يجلس ويقلب في القنوات التليفزيونيه حتي يهم الليل ويرتدي ملابسه وينزل الي الشارع يمارس حياته فيبحث عن اصدقائه ويجلس علي احدي المقاهي يلعبون (الدومينو)حتي الساعات الاولي من الصباح ثم يذهب برفقه احد اصدقائه ليقضوت الساعات المتبقيه قبل طلوع الشمس في احد الشوارع الجانبيه يدخنون السجائر ويتكلمون فيما هو تافه ثم يذهب الي منزله لينام (لايفكر في العمل لآن كل اصدقائه اقنعوه بالفكره السابقه عنه).
كان يخشي ان يفكر في مستقبله لآن مجرد فكره التفكير تصيبه(بكرشه نفس)
وذات يوم واثناء ما كان نمله يشاهد التلفاز ويأكل سندوتشا وقعت منه فتفوته من الخبز فوجد(نمله حقيقيه بجد)ذهبت اليها وبدأت في حملها فوق ظهرها وجاهدت وسقطت بها وقامت حتي وصلت الي جحرها.
جلس يضحك ويضحك علي تلك النمله وبدأ يؤلف بعض النكات التافهه حول هذا الموقف ليقصها علي اصحابه(يا منتهي التفاهه).
وعندما قابل اصدقائه بداء يحكي لهم نكاته السخيفه عن النمله وهم يضحكون وهو يضحك (ضحك الموت يا شيخ)
وذات يوم تقابل نمله بفتاه جميله احبها واحبته وبدائا يخرجان معا وتعلق نمله بتلك الفتاه لدرجه انه بدأ يتملص من اصدقائه حتي يتثني له الحديث معها تليفونيا.
ومرت شهور وسألته الفتاه ماذا تعمل يا نمله فقال لها انا العمل انا نمله انا ادير الكون من منزلي ثم رد عليها ضاحكا كنت امزح فقالت له كم عمرك فقال 32سنه فقالت له الفتاه فيما تفكر في طريق حياتك؟ فقال لها افكر اعوذ بالله ان مجرد فكره التفكير تشعرني (بكرشه نفس) فقالت له الفتاه هل لك املاك امولا في البنوك؟ فرد نمله (علي فيض الكريم) فقالت له ماذا تفعل لو تقدم لي اخر غيرك؟
فرد عليها سأقتله (وكح كحه شديده) بعد تلك الكلمه فقالت له الفتاه(شفيتم) ارجو منك ايها النمله ان تنسي رقم هاتفي من ذاكرتك الخاويه وان تنساني (ولما تبقي فيل؟ ابقي تعالي كلمني).
فتعجب نمله بمنتهي البرائه قائلا لماذا فعلت ذلك لاادري ونزل الي احد اصدقائه(التافهين)قاصدا موضوعه وبدأ يحكي له قصته فرد عليه صديقه كلهم خائنيين وعلي راي الفنان عمرو دياب(كلهم بيقولوا كده في الاول)وكأنه اقتنع وايقن انه لم يخطئوهي الخائنه؟
وذات يوم تقابل مع احد اصدقائه القدامي الذي لم يراه منذ زمن بعيد(اصدقائه الناجحين وهم قله في حياته)واثناء الحوارمعه تذكر نمله عن طريق الخطأ حبيبته السابقه وتذكر ايضا (يا سبحان الله)نص الحوار الذي دار بينهما وحكي لصديقه فما كان من صديقه الا وقام وهو يضرب كفا بكف قائلا (نمله غرق في شربه ميه)
الوقت يجري والسنين تدور
وانت واقفا بلا اعذار
والنمل يسعي بجدا في الجحور
والعقل يعجز عن اتخاذ قرار
(تعلم من الصغير ولا تتكبر
فأن قطره العلم اثمن من مالا يكبر)