ان الحمد لله نحمده ونستعين به .
احبابى فى الله جئت لكم اليوم بعلاج لمن يعانى من الأنفصال بين دينه ودنياه.
نبدأ جلستنا بتوحيد الملك الديان والصلاة على الرسول العدنان ، يقول الله تعالى "وانك لعلى خلق عظيم " ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . ويقول "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق " .
وعليه فاننا نجد أن هناك بعض من الناس داخل المسجد فى غاية الانضباط والأخلاق ، أما خارجه فهم أناس آخرون ،نجدهم فى رمضان منضبطى الخلق ،وبعد رمضان على العكس تماما ، فينقلب حالهم من حسن الخلق الى سوء الخلق ، وهذا النفصال الشديد بعيدا بعدا تاما عن الأسلام ، لأن الاسلام وحدة واحدة لا تتجزأ ، لابد أن نحذر أحبابى فى الله من ن نقع فى المحذور فيتفاجىء الناس بأخلاق دون تدين أو تدين دون أخلاق ، لأن ذلك ي}دى الى نوعين من الناس 1-عابد سىء الخلق . 2-سىء العبادة حسن الخلق .
وذلك ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة مع من حسنت عبادته فيقول:"والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن " قالوا : من يا رسول الله ؟ قال: " من لا يأمن جاره بوائقه " . فتخيلوا أن من يؤذى جاره بأى صورة من صور الايذاء صغيرة أو كبيرة ينطبق عليه هذا الحديث ، وذلك يؤدى الى أن الناس قد ينصرفوا الى البعد عنه اتقاء لشره . يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ، من يتركه الناس لاتقاء فحشه " ، ويقول "أتدرون ما المفلس؟ " قالوا:المفلس فينا من لا درهم ولا متاع له ، قال : "المفلس من أمتى ، من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتى وقد شتم هذا ،وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وضرب هذا ، وسفك دم هذا . فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار " .
أحبابى فى الله تعالوا بنا ننهل من القرأن ما يبين لنا المعالجة القرئانية للأنفصال بين الدين والدنيا . تعالوا بنا نقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون "فهذه عبادة "والذين هم عن اللغو معرضون " هذه أخلاق "والذين هم للزكاة فاعلون " عبادة "والذين هم لفروجهم حافظون " خلق "الا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " خلق " والذين هم على صلواتهم يحافظون " عبادة .
أحبابى فى الله نجد فى هذه الاية ان المؤمنين هم الذين لم يفصلوا بين العبادة (الدين) وبين الأخلاق (الدنيا) .
تعالوا بنا نأخذ دليلا اخر . يقول تعالى "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " هذا خلق "والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " هذه عبادة "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما " عبادة "انها ساءت مستقرا ومقاما والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " خلق .
فنجد هنا صفات عباد الرحمن والتى تربط بين العبادة والاخلاق (الدين والدنيا) . من هنا أحبابى فى الله نجد ان العلاقة بين الأخلاق
والعبادة علاقة تكامل . أحبابى فى الله سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العباد الى الله تعالى ؟ فقال :"أحسنهم خلقا "
فهل بعد حب الله حب؟.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فلا يهدى لأحسنها الا أنت ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .