سمعتك.......
كنت تقول بأن الزمان الخسيس اجترأ
ألم يك طفلا
وكنت تصاوله
وترد عليه ألاعيبه
حين يعلن عن صبوة
ويشاغب مصطدما...بالملأ
سمعتك تهتف!
(هذى بلادى تعود الى ،
ويرجع لى وجهها العسجدى
ويدفعنى النزق المستطير ،
تراودنى شهوة لأمتلاك الوجود
ويسرجنى حلم مستطار
فأصهل،
ياللنبؤة اذ تتحقق!
أن زمانا بحجم الفضائات يرتع فى
وعشبا يشب،
ونارا تؤججنى
لا أطيق انتظارا...)
فأسرعت..
صرت حروف النبأ
رمادا يذكرنا بالمشيب المطل
بوجه جميل توارى
وصوت تمزق نزفا
وعاصفة أكلت نفسها
وزمان جريح
ونجم تدلى....
تدلى....
وأوشكت ألمسه..
فأنطفأ!
بلادى التى لا تعود الى
وتسكننى لغة لا تضىء
ونارا مداجية..
أستحيل مدائن مغلقة
ومتاحف منهوبة
وشوارع تفترش العابريها
وسرجا يطير على كل ريح
فضاء ينوح
بلادى التى أنبتتنى سنانا
وعلمنى صهدها أن أخوض
وأعبر فوق الجراح
وفوق المنايا
وعلمنى صبرها لاأبوح
أعيدى الى الأمان
أنا هاجس مستباح
وجدب براح
ودمع شحيح
بلادى التى أسلمتنى لهذا الزمان القبيح
لقيا سائغا
وأعوجاج خطوط
وأختلاط ملامح
ان الحروف التى صنعت حلمنا تتفكك
والثمر المرتجى، قبل موعده، يتساقط
ان الطيور التى آذنت باكتمال الربيع
لتصنع أغنية
باغتتها المرارة
فابتلعت غيظها مرة ، علها!!
داسها حظها مرتين ، استكانت
وعاودها الصحو،
فانفجرت ، بدأت عزفها
فى اندلاع الحريق ،
ونزف الخلايا
شظايا!..شظايا..!!
أنادى
بلادى التى اكلت عاشقيها
أطلى
فها أنت مرسومة فى انسحاق المرايا
حرائق منصوبة ودخان كثيف
تلافيف منخوبة وجدار مخيف
هنا لغة للرماد،
وأحزان نخيل أسيف
لماذا تسوقين للذبح أطفالك الشعراء
فلا يرجعون
تسافر فينا ملامحهم،
وتغيب
ونشتاقهم
فيحدق فينا خيال يطوف
لماذا تظلين صماء ، بكماء
انهم يعزفون وهم ينزفون
ويغتسلون بدمع الغناء
فلا تسمعين!
ولا تبصرين!
ويقتربون..
-لعلك بالباب-
بالباب يقبع وجه الحتوف!
بلادى التى أكلت عاشقيها:
نجيئك فى أى صف؟
وندخل فى أىساح ؟
ونوغل فى أى عمر ؟
سيدركنا الدور يوما...
فلا تأذنى بالوقوف!
من ابداعات الشاعر/ فاروق شوشة[img][/img]