2011-03-29
75 Comments meanews19159 فضائح القذافي حكاية لا تنتهي فصولها ابدا وها هو اليوم الوزير
والسفير السابق وأمين عام المؤتمر القومي العربي عبدالقادر غوقة ، واصفا
القذافي بالمجنون والنبي المزعوم ، فهو من الف الكتاب الاخضر واضعا فيه ما
شاء من القوانين السماوية والارضية وهدر مليارات لنشر كتابه وتسويق نظرته
... يعتبر نفسه نبيا بكل المقاييس وطيف لا وللانبياء كتب واشار غوقة الى
ان القذافي يعتبر محاولة اغتياله كفر بالله وينزل العقاب بمن يقدم على
الفعلة كما يعاقب الكفرة ، غيّر التأريخ واسماء الاشهر والغى القانون وجمد
الدستور وكان مفتي الديار الليبـية يعلن ابتداء الصوم وعيدي الفطر
والاضحى، تمادى باجرامه فأعدم فتياناً بعد ان حرم فريقهم الرياضي
فريق الساعدي القذافي من البطولة..كان يقرب اليه من يسبح بحمد القذافي
ويعتبره اولاً وربه ودينه ثانياً
طمس اسم ليـبيا ونادى الليـبيين بالارقام كالمساجين ويستذكرالسفير غوقة
حادثة سجن سويسرا ابنه هنيبعل 24 ساعة فأرسل طلباًَ الى الامم المتحدة
بتقسيم سويسرا الى ثلاث ولايات ، كما يؤكد خبر اغتيال الامام الصدر ورفاقه
غدرا ، يرى السفير غوقة ان القذافي فصّل الدولة على مقاسه ومقاس اولاده
ووزع عليهم الكتائب الامنية ومرافق البلاد الاقتصادية، وان سيف الاسلام
دفع مليون ونصف المليون دولار للحصول على شهادة الدكتوراه، لا يتورع عن
حجز النساء والاطفال للضغط على معارضيه، كان يكلف السفراء بالتعاقد مع
المطربين لاحياء الحفلات لابنائه، قتل 1200 سجين بينهم اطباء ومهندسون
لأنهم طالبوا بتصحيح اوضاعهم ورمى جثثهم في البحر، اموال الشعب الليـبي في
مصر مسجلة باسم ابن عمه احمد قذاف الدم ويتصرف بها على هواه،انحرف عن
العروبة وادعى انه امين على القومية العربية، اسقط طائرة مدنية على متنها
133 راكباً ليبـياً ليبعد الشبهات عنه باسقاطه طائرة لوكربي ثم قتل وزير
الداخلية الذي طالب بالتحقيق، اهدى مبارك ومسؤولين كباراً في مصر السيارات
والفيلات واليخوت والطائرات الخاصة، الاجهزة الامنية المصرية سلمته
المعارض منصور الكيخيا.هي رواية يروي وقائعها رجل عاصر القذافي وكان شاهدا
على جنونه وجنوحه .
وقائع وأحداث تكشف وجوهاً عدة للقذافي تتأرجح ما بين اللامعقول
واللااخلاقي في شخصية من كان يقدم نفسه اميناً على هذه الامة، فاستباح
القيم وادعى النبوة واقتسم البلاد بينه وبين ابنائه محولاً شعبه الى ارقام
كالمساجين خلف قضبان رمتهم خلفها الاقدار، فكانت الثورة وكان لا بد لهذا
الليل ان ينتهي.
مع غوقة تناولنا شؤوناً كثيرة ومحاور متعددة بدأناها بعلاقة العقيد بمدينة
بني غازي التي كان يحضر نفسه للنيل منها بعد ان بادلته الكره بالكره.
يعتبر السفيرغوقة معمر القذافي كارها لليبيا وشعبها وعلى وجه الخصوص
بنغازي هذه بداية صحيحة"وهذا ظهر في تصرفاته وأحاديثه وتعامله مع
الشعب الليـبي، ويخص مدينة بني غازي بهذا الكره لأنه حصل فيها امران جعلاه
يأخذ هذا الموقف، الاول حين جرت محاولة لاغتياله، وهذا التصرف نسبة الى
فرط عنجهيته، يعتبره مساوياً للكفر، فَكَرِه المدينة كرهاً شديداً، ومنع
عنها اي تنمية او مشاريع فمدينة بني غازي الوحيدة التي حُرمت من ابسط
ضرورات الحياة المدنية، كالمجاري والبنى التحتية فضلاً عن ان كل بناها
التحتية مدمرة، ثم حدثت امور تبدو هزلية ومضحكة لكنها تبين مدى ضحالة هذه
العقلية، وهو انه كان هناك النادي الاهلي لمدينة بني غازي، وكان ابنه
الساعدي رئيس النادي الاهلي لمدينة طرابلس، وأراد الساعدي ان يفوز فريقه
ببطولة ليـبيا فهدد الحكام والمدربين وأجبرهم على ان يخسر فريق بني غازي
وينتقل للدرجة الثانية لصالح فريقه ويربح البطولة، فقام بعض الفتية من
الشبان صغار السن بتظاهرة استنكاراً لما حصل لفريقهم الرياضي فشتموا
الساعدي، فقرر حل النادي، والقي القبض على بعض هؤلاء الفتية وقدموا
للمحاكمة وصدر على بعضهم احكام وصلت الى الاعدام وهذا لأنهم خرجوا بمسيرة
وهتفوا من اجل ناديهم، ومعظمهم من القاصرين".
وكشف غوقة ان القذافي تعرّض للاغتيال مرتين وطبعاً قُتل من حاول
قتله، ثم تعامل مع المدينة وكأنها خرجت عن طاعته، اضافة الى ان بني غازي
معروفة بأنها مدينة عربية وقومية وتطالب بحقوقها وكرامتها منذ ايام الملك
السنوسي الذي كان يكره بني غازي ايضاً لأنها تظاهرت ضده عندما لم يستجب
لنداء الرئيس جمال عبدالناصر اوائل الستينيات، عندما دعا الاخير الى عقد
قمة عربية لبحث القضية الفلسطينية وتحويل مجرى نهر الاردن، فاعتذر عن
الحضور وارسل ولي العهد، فاحتجت جماهير بني غازي على هذا التصرف فقابلها
الامن بالرصاص وقتل بعض الشباب من المدينة وهؤلاء نطلق عليهم الى الآن اسم
((شباب يناير)) كانون الثاني.
وعن جرائم القذافي قال غوقة "التصقت باسم هذا الرجل جرائم عديدة
ارتكبها ولوّث اسم ليبيا بها، اول جريمة قام بها هي طمس اسم ليبيا نهائياً
وطمس كل الاسماء في ليبيا، اي اصبح الليبيون بلا اسماء، فهل هناك احد يذكر
اسم رئيس وزراء في ليبيا، طبعاً لا يوجد، وكما الليـبيين اصبحوا لا اسماء
لهم،، حتى في المؤتمر الشعي العام لا احد ينادى باسمه الا معمر القذافي
وأولاده فقط، اما الباقون فينادون بحسب مراكزهم كأمين لجنة شعبية مثلاً
وأعضاء المؤتمر لكل واحد رقم ينادى به اي ان ابناء ليـبيا تحولوا الى
ارقام والاسماء فقط لمعمر وأولاده".
ولفت غوقةانه"لا يوجد شيء اسمه الرجل الثاني في ليـبيا، هناك رجل واحد
فقط هو الأول والأخير ولا يسمح لأحد ان يكون ثانياً، والذين معه الآن
يسلمون بهذا ولا يمكن ان يراجعه احد في أمر من الأمور حتى انهم يطلبون ممن
حولهم ان يكونوا مثلهم وان يجيروا اي ثناء او اي مديح للقائد كي لا يغضب.
فمن حوله من الناس هم الذين اعطوه هذه المساحة من الاستبداد.
وعن قضية الامام موسى الصدر قال غوقة :"الإمام موسى الصدر كان
مدعواً الى ليـبيا، اي انه لم يخطر في باله او بال احد ان غدراً سيلحق به،
خاصة ان الليـبيين حساسون جداً تجاه ضيوفهم، لأنهم يعتبرون الضيف أمانة
عندهم، فالضيف آمن الى ان يغادر البلاد، لكن معمر القذافي لا يقيم وزناً
لمثل هذه الامور سوى لشخصه وإرادته هو، فهو ليس ديكتاتوراً عادياً بل هو
نموذج آخر، وللأسف هذه ليست الجريمة الاولى التي يرتكبها بل سبقتها جرائم
عدة داخل البلاد وخارجها من اخفاء لأشخاص او قتلهم في الشارع واعلان هذا
الامر انه بقرار من اللجان الثورية".
و اضاف :أذكر ان مذيعاً ليـبياً يعمل في اذاعة ((لندن)) هاجم القذافي وكان
لاجئاً سياسياً في المانيا، فقتل وعندما اعتقلت الشرطة القاتل، اعتقل
القذافي عشرة رجال اعمال المان كانوا موجودين في ليـبيا ولم يطلق سراحهم
الا بعد الإفراج عن القاتل.
واكد السفير غوقة ان " القذافي مارس اسلوب العصابات في حل اموره
الخلافية مع الاخرين ، لأن كل الذين قاموا بأعمال تصفيات لشخصيات ليـبية
في الخارج عادوا الى ليـبيا وهم الآن يقاتلون معه، فمن يقاتل مع معمر
القذافي هم المرتـزقة والقتلة المطلوبون الى العدالة، لذلك اعتقد جازماً
ان ما قاله الهوني صحيح وان الإمام الصدر قتل في ليـبيا بأوامر من معمر
القذافي. ونفى غوقة ان اشاعات القذافي ان الصدر مات في ايطاليا لان الكل
يؤكد انه اختفى بعد خروجه من لقاء القذافي. وقال :"الهوني يروي رواية
اخرى، وانا التقيت به في القاهرة وقال ان عديله اليازجي كان طياراً وكُلف
من معمر بنقل جثمان الصدر ورفاقه الى الصحراء، وبعد شهرين من نقلهم قتل
اليازجي في ظروف غامضة وهذه الرواية اقرب الى التصديق.. وهذا الاسلوب ليس
غريباً على معمر القذافي، وأذكر ان وزير الداخلية الليـبي طلب التحقيق
بوقوع الطائرة المدنية الليـبية التي اسقطت فوق مدينة طرابلس في 22 كانون
الاول/ديسمبر في اليوم نفسه لوقوع طائرة ((لوكربي))، ربما كي يقال طائرة
بطائرة، وكان على متن الطائرة 133 ضحية من المدنيين الليـبيين، فلمس وزير
الداخلية ان هناك شبهة جنائية وعندما قال لا بد من التحقيق، بعدها بأيام
دهست سيارة كبيرة وزير الداخلية وقتل على الفور، وهو من منطقة الشرق.
الاقتصاد بيده
اكد غوقة ان "القذافي بنى الدولة حول شخصه وبعد ان كبر الاولاد
انضموا اليه وكل واحد منهم سلمه مرفقاً كبيراً في ليـبيا، حتى زوجه
وانسباؤه مثلاً المرافىء والنقل البحري استلمها احد ابنائه، النقل الجوي
والطيران ابن آخر، البريد والهاتف مسؤول عنها احد الابناء، استيراد
السيارات كذلك الأمر وبهذا الشكل اصبح اقتصاد البلاد في يده ويد اولاده
والاسرة وكذلك السلاح والجيش والمربعات والكتائب الامنية، فكل واحد من
اولاده او انسبائه له كتيبة امنية وكذلك عديله عبدالله السنوسي استلم
كتيبة، وكذلك سيف الاسلام والساعدي وهنيبعل والمعتصم وهذه الكتائب مدججة
بالسلاح، هذه هي الطريقة التي يحكم بها الديكتاتور، بالمال والسلاح، والآن
يؤجر المرتزقة ويشتري دول المرتـزقة ويهددها بالنفط كما فعل مع الصين
والهند كي لا تصوتا على قرار مجلس الامن بحظر الطيران الليـبي وعرض عليهما
النفط مقابل مواقفهما وهذه التصاريح نقلها التلفزيون الليـبي. ورصد جائزة
250 الف دينار لكل واحد يدلي بمعلومات عن رئيس المجلس الوطني من الثوار،
من اين اتى بكل هذه الاموال وهو القائل انه غير موظف في الدول الليـبية،
فمن اين اتى بالاموال يدفعها لحملة الرئيس الفرنسي ساركوزي الانتخابية،
اين الحكم الشعبي اين وزير المالية، وابنه سيف الاسلام يقول انه لا يملك
شيئاً فمن اين اتى بمبلغ مليون ونصف المليون دولار يدفعه لمدير الكلية في
لندن الذي منحه شهادة الدكتوراه، هل استلفها من زميله؟ لو كان القذافي
صادقاً ويقول انه ليس موظفاً وليس لديه شيء نقول له اكثر الله خيرك اترك
الشعب يختار حكامه، الشعب ليس له سوى مطلب واحد ان يكون حراً في اختيار
قياداته.
وعن قادة الثورة من زملاء القذافي ذكر غوقة" ان القذافي قرب اليه من
مجد اسمه ونفذ اوامره واغدق عليه ثروات ليبيا فيما عزل وقتل الاخرين ممن
عارضوه ، وانه كان ينتظر الزمن حتى يكبر ابناؤه ليصبحوا هم اعضاء قيادة
البلد بدلاً من اخوانه السابقين"، واضاف:"هو كان يحضّر سيف الاسلام كي
يتولى شؤون البلاد من بعده وكان يتصرف على هذا الاساس، وعندما بدأ سيف
الاسلام بالظهور وبأنه صاحب مشروع تطوير انخدع به الشباب واطلقوا عليه اسم
((سيف الاحلام)) وانه جاء للاصلاح والتغيير وعندما اتضح كذب ادعاءاته
اطلقوا عليه اسم ((زيف الاحلام)). واذكر ان صديقاً التقى سيف الاسلام وجلس
معه ونقل لي انه يقول ان العروبة والقذافي والاسلام خط احمر، وعندما حاولت
استيضاح ماذا يعني القذافي خط احمر، فقال ان لا احد يشتم القذافي او
آراءه، فهل هو قرآن كريم؟
وعن ابناء القذافي ومراكزهم قال غوقة :استلم كل واحد من ابنائه
كتيبة عسكرية مؤلفة من مجموعة من الاقارب والموالين لهم من مختلف المناطق،
ثم يغدق عليهم الاموال. أنا لدي قريب في كتيبة للساعدي القذافي، إذا شعر
ابنه بالزكام حمله وطار به إلى سويسرا أو فرنسا وعلاجه على حساب الدولة
الليبية، وأذكر انه مكث ذات مرة لمدة شهرين في فرنسا بحجة العلاج فأعطوه
شقة وأغدقوا عليه. فالأموال والسيارات من نصيب الموالين له ولأولاده فقط".
واضاف غوقة :" القذافي قد يقتل شخصاً لمجرد انه تحدث مع سيدة كانت أعجبت
القذافي. يعني قد يقتل أي شخص لأتفه الأسباب.
مجزرة أبو سليم قتل فيها 1200 سجين
اعتبر غوقة ان عبدالله السنوسي ساعد القذافي الأيمن في كل الجرائم التي
ارتكبت في ليبيا، فهو المسؤول عن مجزرة سجن أبو سليم (سجن طرابلس المركزي)
حيث قتل فيها 1200 سجين بريء، في التسعينيات، وتقول المعلومات ان هؤلاء
المساجين طالبوا بتحسين أوضاعهم فأخرجوهم إلى ساحات السجن وكان يحيط بهم
مجموعة كبيرة من المسلحين على الاسوار المحيطة بالساحات وأطلقوا عليهم
النار حتى أبادوهم، ومن بين هؤلاء السجناء أطباء ومهندسون ومثقفون وسجناء
رأي، وبعد قتلهم وضعوهم في مستوعبات ورموهم في البحر دون أي ذنب اقترفوه
وحتى الآن لم تظهر أية جثة منهم. ولا انباء تؤكد او تنفي موته
وعن انباء انفصال أحمد قذاف الدم عن القذافي وعن حجم استثماراته في
مصر، و الجرائم التي ارتكبها ، اكد غوقة انه لا يوجد سبب يجعلني أصدق انه
انفصل عن ابن عمه وليس هناك سبب أيضاً يجعلني لا أصدق. إنما أنا لا أستطيع
أن أثق بهذا الخبر. إضافة إلى انني لا أستطيع اتهامه. أما الاستثمارات في
مصر فهي كثيرة جداً وهي أموال الشعب الليبـي وكلها مكتوبة بإسمه.أراضٍ
ومزارع وعمارات وفنادق (فندق شيراتون).
نافيا ان يكون شارك في جرائم القذافي الدموية إنما اتهمه بالاسراف
بهدر العطاءات من أموال الشعب الليبـي لا. وأنا أؤكد هذا الكلام لمعرفتي
الشخصية به فهو مثقف وواعٍ، ويتبرع بسخاء لنادي الاسماعيلي الرياضي. وهذه
كلها أموال الشعب.
اما سيد قذاف الدم، فهو بريء ولا أعتقد ان يده ملوثة بالدم. فسيد قذاف
الدم مظلوم لأنه من المخلصين والوطنيين وهو مريض ووضع في موضع ليس موضعه.
هو يحب الحياة وله علاقات كثيرة، وهو موجود في ليبيا لكنه أصيب بالاكتئاب
وابتعد عن الناس، كما انه لم يتعرض لأي محاولة قتل.
اطوار العقيد
اطوار معمر القذافي غريبة جداً، أولاً بدأ شاباً ثائراً بسيطاً وصادقاً
ولديه طموح لأن يغير شكل ليبيا، أو هكذا كان يبدو لنا، واعتقد انه كان
صادقاً. قاد ثورة في بلاد تعج بالقواعد العسكرية الأميركية والبريطانية،
وكانت ثورة سلمية لم يقتل فيها أحد. وكان هو برتبة ملازم أول في الجيش،
وهذه أول مرة في التاريخ يقوم ملازمون في الجيش بثورة، اندفعنا معه، وكنا
معه ورفعنا الشعارات وكنا مجموعة كبيرة من الناصريين والقوميين، ثم أيدناه
وشكلنا اللجان في القرى والمدن والاندية والمجتمع المدني، ثم بدأت
المفاوضات مع البريطانيين لجلاء القوات الاجنبية، ثم تعريب البلد، ثم
تأميم النفط، وتحقق كل ما كنا نتمناه ونريده، وكانت فرصة لتحقيق الوحدة
العربية التي آمنا ونادينا بها وكان القذافي يلبـي كل هذه الطموحات، ثم
بدأ الانحراف أوائل العام 1977، عندما بدأ تشكيل اللجان الثورية. فاختلفنا
معه لأننا كمواطنين لم يعد يحكمنا القانون فنحن نريد وضع عقد اجتماعي
يحكمنا كمواطنين، وجمد الدستور، وكانت فرصة لأن يفعل ما يشاء، فاختلفنا
معه، علماً اننا كنا نقوم بعملنا على أكمل وجه.
وبدأ بالانحراف عام 1977 عندما طبق خطة الانفراد بالسلطة عبر
اللجان الثورية وكأنه حزب حاكم، وجمد الدستور، وجمع السلطات كلها في يده،
ثم بدأ انحرافه الخطير عندما رفض العروبة، علماً انه كان يقدم نفسه على
انه الأمين على القومية العربية، ثم اتضح ان كل ما يفعله هو لمجده الشخصي،
فكان يعمل على أساس انه راعي القومية العربية في لبنان فاشترى الصحف التي
كانت تتحدث عنه وعن مؤسساته وانفق أموالاً كثيرة، وأذكر انني كنت يومها في
بيروت ورفضت توزيع السلاح، كنت يومها مسؤولاً عن الشؤون السياسية، وكنت
اعتقد اننا إذا وزعنا السلاح فإن أميركا وإسرائيل ستوزع السلاح على الفريق
الآخر وتحصل حرب أهلية. وأنا تعرضت لمحاولة اغتيال في بيروت عام 1982
عندما أطلق أحد الشبان عليّ ثماني رصاصات، وعندما علمت هويته وهو خالد
علوان صاحب أول عملية إطلاق نار على الإسرائيليين في مقهى ((المودكا)) في
شارع الحمراء في بيروت، قلت ان هذا الشاب وطني ولكن غُرر به كي يحاول قتلي
وطلبت ان التقيه بعد خروجه من السجن لأقبل يده التي أطلقت الرصاص على
الإسرائيليين، لكن للأسف بعد خروجه من السجن قُتل على الفور.
وتابع السفير غوقة" القذافي لديه شيء من سيئات أهل البدو، فالبدو لديهم
طباع عظيمة وخاصة الكرم والشجاعة لكن لديهم الأخذ بالثأر مثلاً لو قُتل
شيخ من المشايخ فإن أهل الفقيد لا يأخذون ثأرهم من القاتل بل يقتلون شيخ
قبيلته. والغدر قد يكون في طبيعة الانسان الذي يعيش مثل هذه الحياة، فلا
بد أن يكون حريصاً، فهو خبيث. لكنه ليس بمجنون، لأنه واع ومسؤول عن كل ما
يفعله، المجنون ليس مسؤولاً عن أفعاله. إنما هو يعرف ماذا يريد وماذا
يفعل".
مع السادات ومبارك
اكد غوقة انه "بعد وفاة عبدالناصر، رحمه الله. حاول عدد من
الزعماء أن يملأوا هذا الفراغ، لأن عبدالناصر كان زعيماً عربياً كبيراً
وكان يقود الوطن العربي من المغرب إلى المشرق. أراد الرئيس العراقي الراحل
صدام حسين أن يقوم بهذا الدور، فهو من حزب البعث وله تاريخه النضالي لكنه
لم يصل إلى جماهيرية عبدالناصر والكاريزما التي كان يتمتع بها، فحاول
القذافي أن يستغل الكلمة التي قالها عنه الرئيس عبدالناصر انه أمين
القومية العربية فاعتبر نفسه أميناً على هذه القومية، فحاول أن يعمل وحدة
مع مصر لكن السادات فوّت عليه هذه الفرصة فاعتبره خائناً. واذكر نكتة
قالها أحد الاصدقاء المصريين وكان وزير الصحة وهو محمود محفوظ وكنا نتبادل
حديثاً سياسياً فقلت له لم يعد هناك إمكانية للصلح بين القذافي والسادات
لأن كل واحد منهما يعمل على إسقاط الآخر فرد محفوظ ((ربنا يوفق الاثنين)).
فالاثنان كانا يتحاربان ويحاول كل واحد منهما إسقاط الآخر وطبعاً كسب معمر
لأن السادات ذهب إلى إسرائيل".
القذافي هزّ عرش السادات ولكن ليس عن طريق السفارة، ليس
دفاعاً عن نفسي بل عن جهاز السفارة نفسه. كان هناك ناس استخدمهم ثم قتلهم
واعرف منهم ضابطاً كان في طبرق، كلفه بالاتصالات داخل مصر لأشخاص من أصل
ليبـي ودفع لهم الاموال، واعتقد انه كان له يد بهذه العمليات لإقلاق
السادات، وأنا استدعيت أكثر من مرة بهذا الشأن.واكد غوقة ان" أغلب
المسؤولين الكبار من الصف الأول في مصر تلقوا أموالاً من ليبيا،
والتحقيقات ستثبت حجم الاموال والهدايا والسيارات واليخوت والباصات التي
تم تجهيزات لرفاهية ركابها، وكلها من أموال الشعب الليبـي، هي ليست خسارة
باخواننا المصريين وإنما خسارة لأنها من أموال الشعب الليبـي.
خاصة عندما بدأ الصلح مع مبارك، يعني في بداية التسعينيات، مال كثير أغدق
وهذا أعلمه علم اليقين وليس محل ظن. وعندما قلت ((المسؤولون الكبار)) أي
بداية من رئيس الجمهورية الذي أهداه طائرة خاصة، ولدي أسماء لثلاثة أشخاص
بعضهم في السلطة والبعض خارجها قبض كل واحد منهم مليون دولار وكلها من
أموال الشعب.