دخلت الأزمة البحرينية منعطفاً جديداً أمس، غداة وصول قوات خليجية إلى المملكة، للمساعدة فى إرساء الاستقرار، ولاحت فى الأفق بوادر أزمة دبلوماسية بين البحرين وإيران، بعد أن دعت «طهران» المنامة إلى رفض التدخل الأجنبى والاستجابة لمطالب المتظاهرين، الأمر الذى دفع السلطات البحرينية إلى إدانة الموقف الإيرانى واستدعاء سفيرها من طهران، احتجاجاً على التصريحات الإيرانية.
وقال مصدر أمنى سعودى - فضل عدم كشف هويته - إن أحد الجنود فى القوات البرية السعودية وهو برتبة رقيب أول استشهد أمس نتيجة إطلاق نار من مجهول وسط المظاهرات فى البحرين، بينما أعلن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمس حالة «السلامة الوطنية» (الطوارئ) لمدة ٣ أشهر بعد يوم من دخول قوة سعودية - إماراتية مشتركة إلى المملكة - بطلب منها - للمساعدة فى حفظ النظام إثر احتجاجات تطالب بالتغيير، وكلف العاهل البحرينى القائد العام لقوة دفاع البحرين بترسيخ الأمن والاستقرار فى المملكة، موضحاً أنه سيتم إنزال الحرس الوطنى والجيش وقوات حفظ النظام إلى جانب القوات الخليجية، واصفاً ما يجرى فى بلاده بأنه «أعمال عنف وإرهاب من قبل فئات خارجة عن القانون»، بحسب ما نقلته شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، أمس، إن وجود قوات أجنبية بالبحرين «غير مقبول وسيزيد الأمر تعقيدا»، داعياً المنامة إلى الرد بشكل سلمى على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، وهو ما ردت عليه الحكومة البحرينية باستدعاء سفيرها لدى طهران، معتبرة الموقف الإيرانى تدخلاً فى الشأن الداخلى وتصريحا يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وعلى صعيد الموقف الأمريكى من الأوضاع فى البحرين، قال مسؤول أمريكى كبير إن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أبلغت نظيرها الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان فى باريس أنه يجب على جميع قوات الأمن فى البحرين، بما فى ذلك تلك التى أرسلتها دول خليجية، «ضبط النفس»، معتبرة أن حل الأزمة يكمن فى إصلاح سياسى، وليس فى عمل عسكرى.